تقع أم الرصاص في وسط الأردن، وتتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يربط بين المحافظات الشمالية والوسطى، ما يمنحها أهمية مكانية واقتصادية بارزة. هذا الموقع يجعلها محورًا طبيعيًا للربط بين المشاريع الصناعية والتجارية والسياحية، ويعزز قدرتها على جذب الاستثمارات وتطوير البنية التحتية المحلية، بما يدعم الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة في المنطقة.

تشتهر أم الرصاص عالميًا بمنطقة الفسيفساء، التي تضم آثارًا تاريخية فريدة تعكس الحضارات القديمة التي مرّت على الأردن، وقد أدرجت ضمن التراث العالمي تقديرًا لقيمتها الفنية والتاريخية. هذه القيمة تجعل منها وجهة سياحية وثقافية بارزة، حيث يمكن للزائرين من الداخل والخارج الاستمتاع بروائع الفسيفساء ودراسة الفن الروماني والبيزنطي، مما يعزز السياحة التعليمية والاستثمارية في آن واحد.

ولا تقتصر أهمية أم الرصاص على التاريخ والسياحة، بل تمتد لتشمل البعد الاقتصادي والاستثماري. فالمنطقة غنية بالموارد الطبيعية والمعادن، وتتمتع بمقومات صناعية يمكن استثمارها في مشاريع التعدين والصناعات التحويلية، إلى جانب تطوير مشاريع سياحية وتجارية متكاملة. هذا التنوع الاستثماري يخلق فرص عمل، ويزيد نسب التشغيل المحلي، ويعزز الحركة الاقتصادية، ويجعل أم الرصاص مركزًا نموذجيًا للنشاط الاقتصادي المستدام.

تساهم هذه المزايا المزدوجة—التراثية والمكانية—في تحويل أم الرصاص إلى نموذج للتنمية المستدامة المتكاملة، حيث يتم الدمج بين الحفاظ على التاريخ وتعزيز الاقتصاد، وفتح المجال أمام السياحة التعليمية والثقافية، وتوظيف الموارد الطبيعية بطرق مبتكرة وفعّالة. هذا التوازن بين الماضي والحاضر، بين الثقافة والتنمية، يجعل من أم الرصاص مثالًا حيًا على قدرة الأردن على تحويل إمكاناته الطبيعية والثقافية إلى فرص متجددة، تعود بالنفع على الوطن والمواطن.

يتماشى هذا التوجه مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، اللذين يؤكدان على ضرورة استثمار الموارد الوطنية بأساليب عصرية، ودمج التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على التراث الثقافي، لتعزيز مكانة الأردن على الخريطة العالمية كمركز للاستثمار والسياحة والثقافة.

إن أم الرصاص، بهذا التوازن بين المكان والتاريخ والسياحة والاستثمار، تمثل نموذجًا وطنيًا بارزًا في كيفية تحويل الموارد الطبيعية والثقافية إلى أدوات فعّالة للتنمية المستدامة، وتعكس قدرة الأردن على الابتكار والتطوير مع احترام ماضيه الغني.

حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية، وجيشه العربي المصطفوي، وأجهزته الأمنية، سياج الوطن ودرعه المنيع، ومحط ثقة قائده.