facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الأردن نعيش جميع الأعياد بقلب واحد


م. أحمد عبدالله المجالي
26-12-2025 11:57 AM

في الأردن، حيث تُزرع المحبة فتثمر سلامًا، ويُزرع الإيمان فيثمر حياة ..هنا لا تُقاس قيمة الأرض بما تحتضنه من جغرافيا وتاريخ فحسب، بل بما يزهر فوقها من إنسانية، وما يخفق فيها من قلوب متحابة. هنا، حيث تتجاور الأرواح قبل البيوت، وتلتقي القيم قبل الكلمات، تولد قصة وطنٍ استطاع أن يجعل من الوئام هوية، ومن العيش الكريم ثقافة، ومن المحبة نهجًا للحياة. فعلى هذه الأرض، لا تُكتب الحكاية بالحبر، بل تُكتب بالقلوب، وتُقرأ بالعاطفة، وتُعاش بصدق.

على هذه الأرض المباركة، تمتد جذور التسامح عميقًا في روح الناس، وتعلو أغصان الأخوة فوق كل الفوارق. هنا تتصافح المآذن مع أجراس الكنائس دون تردد، وتلتقي الدعوات الصادقة في سماء واحدة، صافية، رحبة، فوق وطنٍ آمن. الأردن لم يكن يومًا مكانًا للسكن فقط، بل بيتًا كبيرًا نستظل به، نعيش فيه الطمأنينة، وننتمي إليه بالإيمان، ونحرسه بالانتماء، ونفديه بالروح إن اقتضى الأمر.

نحن في الأردن لا نقف إلى جوار بعضنا… بل نقف معًا كقلب واحد. نفرح معًا، ونحتفل معًا، ونحمل أعيادنا جميعًا في روحٍ واحدة لا تعرف التمييز ولا تعرف سوى الحقيقة الأجمل: أننا أبناء وطنٍ واحد..

في هذا الوطن، تتوحد المشاعر وتنسجم القلوب حين تتلألأ أنوار الميلاد وتبتسم الشوارع بضحكات الفرح، وحين يطل رأس السنة حاملًا نسائم الأمل والتجدد، كما تتوحد بالمحبة حين يهل شهر رمضان المبارك بروحانيته وضيائه، وتزدهر بالبِشر حين تشرق فرحة عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك. هي أعيادنا جميعًا… فرحنا جميعًا… وروحنا الواحدة التي لا تُفرّق بين مناسبة وأخرى، بل ترى في كل عيد نافذة ضوء جديدة تُفتح للحياة.

إن هذا الحب والتماسك بين أبناء الشعب لم يولد صدفة، ولم يكن مجرّد حالة اجتماعية عابرة، بل هو امتداد لقيم عميقة نستمدها من تعاليم أدياننا التي علّمتنا أن الإنسان قيمة لا تُقاس، وأن المحبة عبادة لا تُختزل، وأن السلام رسالة لا تنطفئ. من هذه التعاليم السامية، ومن هذا الإيمان الراسخ، تشكّلت روح الأردن… روحٌ تعرف أن الطريق إلى الله يمر عبر احترام الإنسان، وأن الطريق إلى الوطن يمر عبر القلوب الموحدة، وأن العيش مع بالحب والاخاء ليس خيارًا… بل قدر جميل اخترناه بوعي ومحبة وثبات.

ومن هذا النقاء، وُلدت قوة الأردن..

قوة لا تُقاس بالعدد ولا بالسلاح، بل تُقاس بدفء الروح، وبصلابة الأخلاق، وبمتانة النسيج الوطني الذي ظل متماسكًا أمام كل رياح المنطقة وتحديات الزمان. هذا الوطن ظلّ ثابتًا على عهده، قويًا بمحبة أبنائه لبعضهم، شامخًا بوعيه، مضيئًا بتجربته الإنسانية التي أصبحت نموذجًا يشار إليه بفخر، وتجربة يُستشهد بها على أن الوطن حين يُبنى على الأخلاق، يصبح عصيًا على الانكسار.

واليوم ونحن نعيش أفراح الميلاد، ونستقبل عامًا جديدًا بالأمل والدعاء ، نعرف عندها أننا لا نحتفل بحدث .. بل نحتفل بمعنى الوطن ذاته. ونجدد العهد لوطننا بالوفاء، ونؤكد أن وحدتنا هي سر قوتنا، وأن محبتنا لبعض هي مصدر أمننا واستقرارنا ..

نسأل الله أن يحفظ الأردن أرضًا وشعبًا وقيادة، وأن يبقى دائمًا وطنًا للسلام، ومهدا للوئام، وراحة للقلوب. وأن يجعل الأردن كما نحب… آمنًا كما نحلم… عزيزًا كما نريده… وباقيًا كما وعد نفسه يوم وُلد على هذه الأرض الطيبة..

وكل عام وأنتم والوطن بألف خير..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :