صوبة المواطن .. أخوه المواطن!
نضال انور المجالي
29-12-2025 01:00 AM
عن التلاحم الشعبي.. "حكّة كتاف" حرفياً!
يبدو أن "سعادة النائب" قرر أخيراً أن يخلع عباءة التشريع ليرتدي بدلاً منها "روب" المختبرات، ليتحفنا بنظرية اقتصادية ستجعل شركات الغاز تعلن إفلاسها، وتدفع المواطن الأردني لإلقاء "الصوبة" في الخردة والاكتفاء بـ "الصحبة" الحميمة.
المقترح، وبكل بساطة، يدعو للاستغناء عن وسائل التدفئة التقليدية واستبدالها بـ "التحام الأجساد الاستراتيجي". فبعد أن صدعوا رؤوسنا لسنوات بـ "التباعد" وترك المسافات كأننا مصابون بالجذام، اكتشف سعادته أن الحل في "الدحشة"؛ فكلما تلاصقت الأجساد والتحمت الأكتاف وتداخلت الأنفاس، ارتفعت حرارتك وحرارة جارك "أوتوماتيكياً"، ووفرتم على خزينة الدولة ثمن لتر كاز "مدعوم" بالمنّة والفضل!
فوائد "الهرج المرج الحراري"
نشكر سعادتك على هذه المعلومة "الدافئة" التي تجعلنا نطبق مفهوم الجسد الواحد بالمعنى الحرفي. فالمواطن الذي كان يفر من الزحام، سيبحث الآن عن "أقرب كتف" أو "أحين صدر" ليلتصق به، ليس حباً في الشخص بل رغبةً في "النهب الحراري". تخيلوا معي المشهد السريالي:
في الدوائر الحكومية: لا داعي للمكيفات التي تشفط الميزانية، يكفي أن "ينحشر" المراجعون فوق بعضهم البعض حتى تخرج الأبخرة من الرؤوس، وتتحول ردهات "الأراضي" و"الأحوال" إلى "حمام مغربي" شعبي بالمجان.
في المواصلات: بدلاً من المشاجرة مع السائق بسبب ضيق "الكوستر"، سنقبّل رأسه لأنه "حشرنا كعصي الكبريت" في علبة واحدة؛ فهو في الحقيقة "مُدير مفاعل حراري متنقل" يحمينا من صقيع المربعانية بفضل "الاحتكاك الجماعي".
عبقرية "طاقة الأنفاس"
إنها نقلة نوعية في الفكر الاستراتيجي؛ فبدلاً من وجع الرأس بالبحث عن طاقة شمسية أو طواحين رياح، لجأنا إلى "طاقة الاحتكاك البشري". ومن يدري؟ ربما غداً يخرج لنا عبقري آخر يقترح إلغاء الإنارة والاعتماد على "نور الإيمان" الذي يشع من وجوه المسؤولين، أو إلغاء التموين والاعتماد على "تجارب الصيام القسري" لتعزيز التكافل!.
سعادة النائب.. قُبلة حرارية على جبينك
شكراً لأنك تريدنا أن نكون "جسداً واحداً"، إذا اشتكى منه عضو، تداعت له سائر الأعضاء بـ "العرق والتلاصق". لكن، ومن باب "الأقربون أولى بالمعروف"، نرجو من سعادتك أن تبدأ بنفسك وبالزملاء تحت القبة. نريد أن نرى السادة النواب يتركون مقاعدهم الجلدية الفارهة، ويجلسون "كتفاً بكتف وخدّاً بخد" في مقعد واحد، تطبيقاً لنظريتكم العظيمة؛ فلعل "حرارة أنفاسكم" المتقاطعة تذيب ثلوج المديونية التي جمدت قلوبنا.
حفظ الله الأردن والهاشميين..