facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أخاف على وطني


24-12-2011 05:26 AM

عندما تبدأ مشاعر الحزن تحتل النفس وتعذبها, وتجتاح ملامح اليأس الروح وتلوعها, ويكبل التشاؤم العقل ويعطله ويقتل الاحباط الأمل ويدفنه, عندها نخاف من القادم. فالصبح أضحى ليلاً, والضباب قد حجب الصور, والألم غزا نفوسنا والغصة لم تعد تفارقنا. اذاً؛ أنُلملم آخر ما تبقى لنا من ذكريات جميلة؟ أنجمع شظايا صور الأمس وأحلام الغد؟ أنخرج حقيبة السفر وننفض عنها الغبار, ونختزل كل ماضينا ببضعة أشياء نحملها متثاقلين ونرحل؟ لم يكن الرحيل يوماً حلاً, ولكن الألم كبير, ولم يكن التعب عائقاً لكن الجسد ما عاد يقوى, ولم يكن اعلان الهزيمة خياراً لكن المواجهة باتت مستحيلة؟ فمن نواجه ومع من نقف, اختلط الحابل بالنابل, وتبعثرت الأوراق فلوهلة بتنا نؤمن أنه لم يعد من الممكن لهذه الأوراق أن تًرتب وللناس أن تجتمع وللأمل أن يولد من جديد.

فبين مغالاة واستهتار سقط الكثيرون حيارى, وبين معارضة وموالاة لم يعد للعقل خيار, تجييش واتهامات, تكذيب وتقريع, تخوين واكراه, وعيدٌ وتهديد و رفضٌ للآخر. حتى انتجنا مناخاُ لا يُطاق و قسمنا الأعراب و فتتنا المفتت و بنينا الحواجز ودب بيننا الخلاف فكنا كمن نظر الى المرآة فاستل فأساً وهشم كل ما تراه عينيه بيديه.

تغيب الحكمة ويتسيد الجهل, ويخفت صوت العقل ويصدح بدلاص منه صراخ الجنون. وهكذا حتى بتنا نزرع في كل يوم لغماً نسير عليه ونستمتع بصوت انفجاره طالما هو بعيد عنا, غير مدركين أن الألغام لا تفرق بين الأقدام, فأي انفجار -لا قدر الله- لن يذر قريباً أو جاراً.

مشهد الأمس البسيط بدأ يتعقد اليوم, ولا ندري كيف سيكون حاله غداً, فبدلاً من بناء حالة التناغم عززنا حالة الانقسام, وبدلاً من الاتفاق على المضمون نختلف اليوم على كل التفاصيل, وخرجنا عن المألوف وفشلنا في رص الصفوف, فأضحى الجميع يتحزب بالعداء ويستعد ليوم المعركة, وكأن مصيرنا الاقتتال والانقسام, فالكل يرسم لنفسه صورة الضحية وللآخر صورة الجلاد, وتتجلى البربرية في زمن الحضارة وتظهر لتذكرنا أن حضارتنا وهم, وفكرنا زيف وهدفنا سراب ومازالت الخديعة مستمرة ومازلنا نسقط في كل فخ ينصب وكأن عقولنا عُطلت واحاسيسنا جُمدت. هكذا تتبدل الأمور وتتحول, وتبدأ الأغلبية بالتحزب, ويُنذر المناخ السائد بشكل الغد القادم.

من أجل كل هذا أخاف على وطني, على وطني البسيط الذي اغُتيلت بساطته, وطني الهادئ الذي قُتل هدوؤه, واستهدف سلامه ووداعته, وبعد مؤامرة السكوت تأتي مؤامرة الخذلان, أبعد كل هذا نتركه ونرحل؟ أم نجلس لنتبرج تبرج الجاهلية ونعلنها حرباً؟ حرباً لماذا وعلى ماذا؟ لمن وعلى من؟

لا يستقوين أحدٌ منا على الآخر فما هناك من قاصر, وما هناك من عاجز فحتى البعوضة تؤذي مقلة الأسد, فمن فقأ عيناً من السهل أن تُفقأ عينه والدم لا يولد الا دماً فهذا شكل البربرية وليس لنا بهذه الدوامة من حاجة. ولا يمكن لنا أن نُتاجر الا بالعقول وتأسيس الحضارة هو أساس رفعة أي وطن, فكل الشخوص تعبر وتذهب ويبقى الوطن.

التغيير ضرورة ترتبط بمرور الزمن, ولا يمكن أن نعاكس قوانين الطبيعة ومسيرة الحياة التي لا يمكن ان تعود الى الخلف وستبقى تسير الى الأمام. فما من داع أن يُجير فريق لنفسه الأمور وينصب نفسه منصب الحامي والمدافع, أو ينتهز فريق الفرص من أجل صراع على حكم أو وصول الى سلطة, فالاصلاح المنشود يهدف الى اسقاط الانتهازية المستشرية وفكرة السطو على المغانم المسيطرة ولابد ان ينتهي عهد تسخير الدولة لمصلحة فئة واحدة ونعلن القضاء على التفرد بالسلطة. مازلنا نحلم بوطن يسوده العدل والتعددية, يحكمه قبول الآخر والتفاهم, يديره العقل والفكر والحوار والتشاركية.

مواجهة الواقع الذي وصلنا اليه تتطلب جرأة في اتخاذ القرار, والاعتراف بالمشكلة و القدرة على مواجهتها. لابد من تنفيس الاحتفان بدلاً من خلق حالات الشحن ولابد من التهدئة بدلاً من التجييش, ولنواجه واقعنا تحت مسمى واحد فقط "كلنا في الهم والبلاء سواء".

د.عامر السبايلة

http://amersabaileh.blogspot.com





  • 1 هاني العوران 24-12-2011 | 07:27 AM

    احسنت مقال رائع

  • 2 سلمان القضاة 24-12-2011 | 10:52 AM

    لقد ابدعت دكتور وقلبي منفطر مثلك على وطن نعشقه ونفديه بالارواح بعدما اضحى كالكعكة كلا منهم يسعى لان يكون نصيبه منها الاكبر وبكل انتهازية مفرطه حتى لو كان ذلك بحرق هذا الوطن ، ويرى البعض انها لحظة مناسبة للخراب والدمار مستغلا ربيع عربي لم نرى منه لغاية اللحظة سوى الفوضى وتوقف عجلة الحياة في كافة نواحيها ، وسياسات حكومية قائمة على الترضية وبوس اللحى ، وغياب للقانون... وقد ادى ذلك الى قتل الدولة بمعناها المدني ، واختلط مطلب صالح بمحاربة الفساد بمطلب ذلك الفاسد المبتز للدولة ، ومطلب ذلك المطالب بالاصلاح بمطلب هذاالساعي للخراب ، فاصبح كلا منهم يغطي الاخر بمعادلة يصعب فهمها ...وبتنا لا نستطيع التفريق بين الصالح والطالح ... وبين من يريد استكمال بناء وطن عزيز وبين من يريد العودة بناء الى عصر ما قبل الدولة، فهل يعقل ان يلتقي من يطالب في الاصلاح مع من يحرق الاطارات ويغلق الطرق ؟ وهل يعقل ان من يطالب بمحاربة الفساد يبتز الدولة بطلب الاموال وطلب المناصب ؟ وهل يعقل ان من يطالب في محاربة الفساد ان يغلق جامعة لانتخاب رئيسها وتوظيف كل العاطلين عن العمل ... الا يعتبر ذلك فسادا ؟ هل يعقل ان من يطالب بمحاكمة السارقين يخرج في مظاهرة مطالبا بالافراج عن متهما بالسرقة ؟ وهل يعقل ....وهل يعقل ... ....وهل يعقل ان من يطالب في الاصلاح ومحاربة الفساد يستخدم الفتنة لضرب العشائر وتفتيتها ، فهولاء الذين لايدينون الا لحزبهم وجماعتهم ، فلا يعترفون بهوية ولا بوطن ولا بعشيرة ولا بمنطقة ، يلبسون مظاهرتهم بثوب العشيرة ، فقد اصبحت قياداتهم عشائرية بحته اما لجلب التايد او لنشر الفتنة بين ابناء العشيرة الواحدة .
    اليس هذا الوطن هو الاردن الهوية ...العنوان ...التراب...الاب والام والابن والابنه ...الاهل والعشيرة ...الكرامة والعزة والشجاعة...الم يقل احدهم " ويلّي مضيع وطن ...وين الوطن يلقاه " ... كفى ... كفى ... كفى .
    نعم دكتور ، على الدولة بكل مكوناتها ان تتحلى بالجرأة وتشخص المشاكل وتضع الحلول وتسرع في تقديم السارقين والفاسدين للمحاكمة وتسرع في اصدار قوانين الاصلاح ومراجعة كل القضايا التي اوصلتنا لما نحن عليه اليوم دون محاباة او مواربة ودون تاخير ، وعلينا نحن دعم كل خطوة وتوجه للحكومة نحو محاربة الفساد ايا كان نوعه وايا كان صاحبه ومصدره ومحاكمة الفاسدين والسارقين ، لا ان تاخذنا العزة بالاثم والفزعة لابن العشيرة وحتى السارق والفاسد منهم ، فالذي سرق وافسد لم يستشر عشيرته ولم يضع في باله انه سينفعها بما سرق او يّحصل لها حقوق ضائعة بما افسد

  • 3 عبدالمهدي العكايلة 24-12-2011 | 11:03 AM

    هذه دعوة صادقة ..ألمس صدقها.. واتمنى من الله ان تلامس قلوب من توجه لهم.. الوطن أكبر من ان نختلف عليه.. وربما أكبر من ان نختلف فيه.. شكرا دكتور سبايله

  • 4 خالد المبيضين 24-12-2011 | 02:39 PM

    رقي فكري وطهارةاخلاق وعفة قلمألله يعطيك العافية انت موفق في طرحك الآن وفي هذه الفتره التي نصارع الواقع والقادم .

  • 5 عادل العابودي 24-12-2011 | 03:14 PM

    لقد اصبحنا بزمن الفتنه ولعلي اضيف الى مقالك ما اخبرنا به الله وهو خالق الكون وعالم الغيب وكيف فسرها لنا رسوله وهو اضدق القائلين
    أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا أبو جعفر أحمد بن محمد العنزي أخبرنا عيسى بن نصر أنا عبد الله بن المبارك أنا عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي أنا أبو أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت : يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية؟ قال : أية آية؟ قلت : قول الله عز وجل ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) فقال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، ورأيت أمرا لا بد لك منه فعليك نفسك ودع أمر العوام ، فإن من ورائكم أيام الصبر ، فمن صبر فيهن قبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله " قال ابن المبارك : وزادني غيره قالوا : يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال : " أجر خمسين منكم " .

  • 6 أنال أبو حسين 24-12-2011 | 03:37 PM

    دكتور عامر دائما وأبدا انت تطرح المواضيع الهادفة والخلاّقة وان شاء يكون في اتخاذ قرار واعتراف بالخطأ لحله بعد كل هالمشاهد أفتخر ولا زلت أفتخر بكونك دكتوري العزيز

  • 7 دكتور عدنان عواد..الطفيلة 24-12-2011 | 04:14 PM

    ..سلمت يمناك ولا فض فوك أخي دكتور سبايله,,أجل نحن كلّنا في مركب واحد لايسمح أيّ عاقل لأي كان أن يعبث بأمنه واستقراره,,وعلى الجميع حكومة وشعبا وقيدة أن ينتبهوا جيدا وأن يعملو معا على درء الفتنة ونبذ كلّ أسبابها وان نعمل على التهدئة والحوار الهادف البنّاء ,,وألا نسمح لأي كان بالمزاودة بدعوى الوطنية أو الاصلاح فكلنا وطنيون واصلاحيون ,,ولعلها مؤامرة أن ننشغل بمثل هذا حتى يسرح ويمرح الفاسدون

  • 8 دكتور عدنان عواد..الطفيلة 24-12-2011 | 04:15 PM

    ..سلمت يمناك ولا فض فوك أخي دكتور سبايله,,أجل نحن كلّنا في مركب واحد لايسمح أيّ عاقل لأي كان أن يعبث بأمنه واستقراره,,وعلى الجميع حكومة وشعبا وقيدة أن ينتبهوا جيدا وأن يعملو معا على درء الفتنة ونبذ كلّ أسبابها وان نعمل على التهدئة والحوار الهادف البنّاء ,,وألا نسمح لأي كان بالمزاودة بدعوى الوطنية أو الاصلاح فكلنا وطنيون واصلاحيون ,,ولعلها مؤامرة أن ننشغل بمثل هذا حتى يسرح ويمرح الفاسدون

  • 9 الدكتور سامر الزحيمات 24-12-2011 | 04:36 PM

    ابدعت دكتور عامر كما انت دائما، تتحدث بنبض الصدق والاخلاص والحب الامنتهي للوطن في وقت اصبح القليل يعوا خطورة المرحلة مع اعتقاد البعض المخطئ ان الدمار والفتنة لا قدر الله لن تمسهم بل هم اول المكتوين بناره، الهم احمي واحرس الاردن والشعب المخلص ومحبي الاردن ورد كيد الاعداء الى نحورهم اللهم امين....

  • 10 الدكتور سامر الزحيمات 24-12-2011 | 04:36 PM

    ابدعت دكتور عامر كما انت دائما، تتحدث بنبض الصدق والاخلاص والحب الامنتهي للوطن في وقت اصبح القليل يعوا خطورة المرحلة مع اعتقاد البعض المخطئ ان الدمار والفتنة لا قدر الله لن تمسهم بل هم اول المكتوين بناره، الهم احمي واحرس الاردن والشعب المخلص ومحبي الاردن ورد كيد الاعداء الى نحورهم اللهم امين....

  • 11 انا 24-12-2011 | 05:07 PM

    مقال رائع في طرحة وفي توقييته ويدل على وطني عالي .فلنتق الله في اردننا الغالي العزيز وارجو من كل من يهمه مصلحة الوطن مسؤول كان او غير ذلك ان يتمعن في كل ما ورد في هذا المقال لهذا الكاتب الوطني الحر

  • 12 زياد مشعل 24-12-2011 | 10:37 PM

    الاخ الدكتور السبايله
    لا فض فوك.... نداء الى الاردنيين من كل الاصول ان يتقوا الله في هذا الوطن الرائع في كل شيئ..... نعم نريد اصلاحا لكن لا نريد ان نخسر امننا وراحه بالنا ... ما قاله السبايله عن عدم الاستهانه باي شخص كلام مهم وفي الصميم.... فكر دائما بابنك او ابنتك او اختك او اسرتك في حال فقد الامن ... يا احوان والله اننا بالف نعمه

  • 13 ... 24-12-2011 | 11:26 PM

    bla bla bla bla

  • 14 خالد العبادي/الاردن 25-12-2011 | 02:29 AM

    دكتور عامر صح لسانك،كم اتمنى ان من الجميع بان يكون الخوف على امن وامان وطنهم الهاجس الاكبر، فما نراه من تخبطات واعتصامات ونداءات ما هي الا تقليد ويا ليتنا نقلد ما فيه خير البلاد والعباد،فالعاقل من اتعظ بغيره والناظر الى ما حدث من نتائج الثورات والربيع العربي يعرف ان نتائجها يندى لها الجبين.
    يقولون الربيع العربي واي ربيع يحول الامن الى خوف ،والهدوء الى زعزعة وقتل ودمار وانتهاك للاعراض.
    اثني على ما تفضلت به واقول لدعاة الاصلاح اصلحوا انفسكم واصلحوا ما بينكم وبين خالقكم واهليكم،واتقوا الله في البلاد والعباد.
    حمى الله الاردن خاصة وبلاد العرب والمسلمين من الفتن والمحن.

  • 15 عبير 01-01-2012 | 03:59 PM

    يسلم فمك دكتور عامر انا من متابعي مقالاتك الرائعة والهادفة وهذا مقال جاء بوقته لانه كله صدق

  • 16 صهيب الخرابشه 13-06-2012 | 06:56 PM

    احسنت مقال رائع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :