facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




والقلم وما يسطرون


حازم مبيضين
08-10-2007 03:00 AM

حين تقوم قوتان عسكريتان (أميركية وعراقية) وبفاصل يومين بين غارتين بانتهاك حرمة مكاتب صحيفة المدى وتفتيشها والعبث بمحتوياتها فإن ذلك يستدعي إلى الذاكرة اعتزاز السلطات العراقية الحاكمة بعد 2003 بحرية الصحافة وسعيها المتواصل الدؤوب للمقارنة بين صحافة اليوم بحريتها الزائدة وبين ما كان سائدا أيام الحكم البعثي الشمولي ويستدعي سؤالا كبيرا عن فهم السلطات العراقية لدور الصحافة في مجتمع كنا نأمل أن يكون ديمقراطيا تحترم فيه السلطة الرابعة - الصحافة - باعتبارها المعبر الحقيقي عن ضمير الشعب والحاملة لأمانيه وطموحاته.ولا يتعلق الأمر بالمدى فقط، لكنه يذكرنا بأن أعداد الشهداء من الصحفيين العراقيين يتجاوز عدد شهداء هذه المهنة الشريفة في العالم أجمع، وبرغم أن المدى كما نعرفها صحيفة تلتزم الخط الوطني، مشهرة حروفها لتأكيد قيم الديمقراطية والحرية ومكرسة ورقها للدفاع عن حق العراقيين في بناء وطنهم الحر الديمقراطي، فإن الفهم الضيق والرجعي لفكرة الفصل بين السلطات - والصحافة واحدة منها - قادت بنادق الجند لتواجه الكلمة.

وحين تطالب إدارة المدى بتحقيق فوري يكشف من وراء هذه العملية وتدعو مؤسسات الاعلام ومنظمات المجتمع المدني والمدافعين عن الحقوق والحريات إلى إبداء كل ما من شأنه فضح هذا الاعتداء والمطالبة بادانته ووضع حد له، فإنها لا تفعل ذلك إلا دفاعا عن كل الصحافة العراقية المستهدفة كما يبدو في هذه المرحلة التي يجب أن يعمل الجميع لمنحها حق رفع صوتها نيابة عن المواطن غير القادر على إسماع صوته، إلا إذا كان المسؤول لا يرغب أو يطيق سماع هذا الصوت.

ويستدعي الموقف الخجول أو الخائف للصحف العراقية الأخرى ضرورة التذكير بالمثل القائل (أكلت يوم أكل الثور الابيض) مثلما يستدعي تذكير هذه الصحف بأن 21 صحيفة مصرية احتجبت اليوم الاحد احتجاجا على الأحكام بحبس خمسة رؤساء تحرير وصحافيين آخرين، باتهامات التطاول على رئيس الدولة وعدد من محازبيه، ويتوقع أن ينضم إلى قرار الاحتجاب عدد من المواقع الإخبارية الإلكترونية التي تبث في مصر على شبكة الإنترنت.

قبل المدى استهدفت الصباح الجديد فانتقلت بمكاتبها إلى أربيل بحثا عن الامان و فضاءات الحرية، وانتقلت الدستور بمكاتبها الرئيسية إلى عمان، وانتقل راديو دجله بعد تدمير مكاتبه في بغداد إلى السليمانية ليواصل منها الدفاع عن حرية المواطن وحقه في الحرية، انتقل هؤلاء، وربما كثيرون غيرهم، ليواصلوا أداء مهمتهم، وبسبب ظروف العمل، ظل الكثيرون يناضلون في بغداد، لأن ظروفهم لم تسعفهم على الرحيل، والسؤال الكبير، على من يأتي الدور بعد هؤلاء ؟؟ ومن الذي سيستهدفهم محاولا كسر أقلامهم.

وبعد، (في البدء كان الكلمة)، وقد ظلت منذ بدء الخليقة الاكثر استحقاقا للتوقير والتعظيم، وإلى أن يرث الله الارض وما عليها، ستظل الكلمة الملكة التي وحدها تستحق أن نحني رؤوسنا احتراما لقدسيتها، وهي مذ صارت حرفة لسدنة الحرية والديمقراطية والتقدم، واستحقت حروفها التي صفت على ورق الصحف، لقب صاحبة الجلالة فإن كل الذين داسوا قدسية بلاطها ظلوا صغارا أمام عظمة قدسيتها.

نتضامن مع المدى، ليس لأجلها فقط، وإنما لاننا ندافع عن حقنا في أن نقول كلمتنا دون مراقبة أو محاسبه ولاننا ندافع عن حقنا في مستقبلنا الذي قدم العراقيون - نيابة عن الامة - العديد من الشهداء ليكون آمنا ومشرقا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :