facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في وداع "أبو ظافر"


سليمان الطعاني
04-09-2012 01:23 PM

عمون - الصور الجميلة سواء كانت صوراً سلوكية أو جامدة أو غيرها، لا يمكن لها إلا أن توحي بالجمال أو حتى بالخيال الجميل أو الأفكار العالية الطموحة لأنها بالأصل صور جميلة، وأن لمنظرها الجميل في النفس خيالا أجمل يسهم في تنمية الإحساس بالجمال وتذوقه .

عام واحد بالقرب من المهندس ماهر أبو جعفر، مدير العلاقات العامة والدولية في جامعة البترا، كان كافيا لأن يتعلق القلب به، ويكتشف الصور الجميلة التي كان عليها أبو ظافر، صور تجسدت في شخصه: ابداعا في مسعاه، وجمالا في تعامله، وأدبا في سلوكه وحبا للعاملين معه.

كان دائما متجمِّلا بالصبر، متحليا ومتدرعاً بالأدب، لا يتغيب ولا يتقاعس، يحترم من معه ويجلهم، ثمة شعور بالحب والانجذاب يشدك نحوه وهو يُكلفُك ببعض الأعمال اليومية، وكأنه يفقه تماما معنى "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة،" ويعرف تماما معنى "والذي خبث لا يخرج إلا نكدا" .

كان أبو ظافر يعرف أن الإحساس بالنفور والكره والضيق تبعثه الصورة القبيحة في النفس فتتولد فيها الغلظة والعنف والعدوان والصخب والعصبية، فلم يأبه بها لأنه يريد أن يسمو بروحه لتترفع عن سفاسف وصغائر الأمور.
يرى الجبناء إن العجزَ عقلٌ لكنّ "أبو ظافر" يراه خديعة الطبع اللئيم، وكان يرى أن الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول، وهي في المحل الثاني، فإذا هما اجتمعا لنفس مرة بلغتْ من العلياء كل مكان.
لسان حاله كان دائما يقول: الدهر أدبني، والصبر ربانـي، والقوت أقنعني، واليأس أغناني، وحنَّكَتْني من الأيـام تجربـة حتى نَهيْتُ الذي قد كان ينهاني. ويقول أيضا: الخَرْقُ شؤمٌ والأناةُ سعادةٌ، ومَنْ صَبَر وتأنى نالَ ما تمنى، ومَنْ استعْجَل الشيء قبل أوانه عُوقِبَ بحرمانه.

مشاعر كثيرة مُتداخلة يطرب لها الوجدان، تتقاطَع لتؤلف حدائق غنَّاء في سيرة " أبو ظافر" العطرة، التي تعودنا معها تنمية الإحساس بالجمال في نفوسنا، وإعطاء الصور الجميلة عن أنفسنا أولا وجامعتنا ثانيا، تعودنا معها تذوق الجمال الذي لا يقتصر أثره على ما يبعثه في النفس من محبة وحبور وإقبال على الحياة، وإنما يرتقي أيضا بالمشاعر والأفكار والأحاديث والتصرفات والمواقف ويجعلها أقرب إلى معاني الحب والسلام والهدوء والتهذيب،.

عَوَّدَنا " أبو ظافر" وهويغادرنا ليأخذ قسطا من الراحة مع أسرته، عودنا تنمية حاسة الذوق عندنا، والقدرة على التمييز بين الجميل والقبيح في القول والسلوك...

ما أروع ان تصادف إنسانا، كالمهندس ماهر، يجبرك أن تشتاق إليه. تأمُرك روحُك أن تسأل عنه وتدعو له بالتوفيق والسعادة، صديق صدوق صادق الوعد منصفا.





  • 1 امال الحموري 04-09-2012 | 04:11 PM

    صدقت في مشاعرك الطيبة يا أخ سليمان. الاستاذ ماهر ابو جعفر يترك كل الاثر الطيب فيمن يتعامل معه. ندعو له بالتوفيق دائماًويحزننا فراقه

  • 2 مداح 04-09-2012 | 06:19 PM

    .... ما شاء الله عليك ...

  • 3 مداح 04-09-2012 | 06:19 PM

    ...ما شاء الله عليك ...

  • 4 مواطن 05-09-2012 | 04:05 AM

    طيب ..

  • 5 مأمون عياصرة 06-09-2012 | 04:30 PM

    الله يسهل عليه رجل دافيء ودمث الاخلاق وصدق من قال السنة الخلق أقلام الحق فالكل ذكره وسيبقى يذكرة بكل خير فقد ترك بنا ولنا اجمل الاثر مع صادق أمنياتي لمهندسنا الخلوق بحياة سعيدة مليئة بالمسرات والافراح والله يعطيه الف خير والصحة والعافية وطول العمر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :