facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الابراهيمي يحمل الحل الأصعب


12-09-2012 07:07 AM

عمون - يقترب موعد وصول المبعوث الأممي الاخضر الابراهيمي الى سوريا. تصريحات الدبلوماسي الجزائري الأخيرة تبدو و كأن الرجل استعاد في وجدانه مراحل التحرر الوطني الجزائري, حيث اتستمت لغته بشعبية تحريرة تاريخية واضحة. فالرجل أصر أن يضع العنوان العريض لمهمته بالقول:" "إنني في خدمة الشعب السوري وحده".

رسالة الابراهيمي أشارت الى صعوبة المهمة و لكنها اعلنت أن ارادة الشعب السوري هي الأساس الذي ستبنى عليه صيغة التسوية القادمة في سوريا: "أدرك تمام الإدراك بأن المهمة صعبة جدا، إلا أنني رأيت أن من حقي أن أحاول قدر المستطاع أن أقدم مساعدة للشعب السوري".

الابراهيمي اشار ضمنياً الى اطراف التسوية القادمة و التي ينوي اللقاء بها من مسؤولين سياسيين و مؤسسات مجتمع مدني و مفكرين ومثقفين. بدبلوماسية عالية أبدى الدبلوماسي الجزائري رغبته بلقاء الرئيس الأسد بالقول انه لم يعلم ان كان سيلتقي الرئيس الأسد أم لا. الرد على رغبته المبطنة هذه وصل من دمشق بعد يوم واحد فقط, حينما اكدت الخارجية السورية أن الرئيس السوري يستعد للقاء الأخضر الابراهيمي.

هجوم دبلوماسي روسي يسبق التسوية

كثفت الدبلوماسية الروسية, في الفترة الأخيرة, هجومها الدبلوماسي على خصومها السياسيين, على بعد أيام قليلة من وصول الأخضر الابراهيمي الى دمشق. الخارجية الروسية تؤمن ان الحل في سوريا ياتي عبر توحيد جهود الاطراف الدولية و اخضاعها عبر تنسيق الهجوم مع اطراف اقليمية و على التحديد الايرانيين من اجل اعتماد قرار من مجلس الامن يعتمد الحل الاصعب الذي يحمله الابراهيمي و الذي يتضمن العودة الى مخرجات قمة جنيف و الالتزام بمادرة عنان.



روسيا و التفاهم مع الفرنسيين

ضمن اطار الجهود الدولية الروسية جاءت الزيارة المهمة التي قام بها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الى باريس. التقى فيها بوغدانوف –وفقاً لصحيفة لو فيغارو- باطياف من المعارضة السورية و الدبلوماسيين الفرنسيين. تشير الانباء الواردة من باريس ان كثيراً من المعارضين السوريين عبروا عن رغبتهم بالدخول في مفاوضات انهاء الأزمة و انهم أبدوا مواقف ايجابية ازاء العودة القريبة الى دمشق, الأمر الذي توافق عليه الدبلوماسيين الفرنسيين, و الذين ابدوا تفهماً غير مسبوق لضرورة انجاح التسوية السياسية القادمة. المسؤول الروسي كان قد اكد في مقابلة مع قناة "العربية" بأن المطالبة بتغيير النظام السوري قبل المرحلة الانتقالية في سوريا، سيكون كارثياً, حيث يتمثل الخطر الأكبر ب"صوملة" سوريا, الأمر الذي يجب تفاديه باي ثمن. من جهة اخرى, ارسل بوغدانوف عبر صحيفة لو فيغارو الفرنسية اقتراحاً روسياً -موجهاً الى شركاء روسيا الغربيين- تضمن تنظيم مؤتمر يضم "كل اطراف النزاع" في سوريا من معارضة و موالين و ممثلين للطوائف.



روسيا: تسوية ضمنية مع أمريكا وهجوم لتحييد تركيا

العلاقة الروسية التركية هي علاقة متضادة, الا ان اهم ما يميز هذه العلاقة العدائية انها غير ظاهرة للعيان. الحقيقة أن روسيا كثفت هجومها على المحور التركي في الشهور الأخيرة و على عدة أصعدة. الهدف من هذه الحرب الخفية –بلا شك- هو تحييد الأتراك الذين لعبوا دور مفصلي في تأزيم الأزمة السورية و اغراق سوريا بالدم. أثبتت اوراق الضغط الروسية على الاتراك فاعلية عالية, و حافظت على خاصيتها الخفية غير المنظورة. فاستطاعت ضبط السياسة العدوانية التركية تجاه سوريا و افشال مخطط اسقاط الدولة السورية و تمزيقها.

أما العلاقة مع الولايات المتحدة فمن الواضح انها تتجه الى ايجاد صيغة تسوية نهائية. وجهة النظر الأمريكية تجاه الأزمة السورية انقسمت الى ثلاثة آراء. مثل البنتاغون فيها وجهة النظر الرافضة للتدخل العسكري في سوريا, اما المخابرات الامريكية (السي اي ايه) فكانت تميل الى دعم عمليات استخباراتية نوعية في الداخل السوري تهدف الى اسقاط النظام. أما الخارجية الامريكية المتمثلة بالوزيرة كلينتون, فقدمت وجهة نظر قاصرة و سطحية للمسألة السورية و التي انساقت نحو الدفع باتجاه الاسقاط الفوضوي للنظام السوري على غرار ما حدث مع النظام العراقي في العام 2003.

يعتقد كثير من المحللين ان معظم تصريحات كلينتون تناقضت في مجملها مع واقع القرار السياسي الامريكي, الأمر الذي يدل أن تيار الديمقراطيين استغل المسألة السورية للاطاحة بالمستقبل السياسي لهيلاري كلينتون, لهذا فقد تشهد عودة الرئيس اوباما الى البيت الابيض رحيل هيلاري كلينتون من وزراة الخارجية.

على كل الأحوال, حتى تيار كلينتون الرافض للمضي قدماً في عملية التسوية السياسية, اضطر مؤخراً للرضوخ لهذا الخيار, حيث أكدت الوزيرة الامريكية في تصريحات صحافية من روسيا على هامش حضورها لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي بالقول: "سأواصل العمل مع وزير الخارجية سيرغي لافروف لمعرفة ما اذا كان بإمكاننا اعادة النظر في فكرة ادراج خطة الانتقال في سوريا التي وافقنا عليها في جنيف في وقت سابق هذا الصيف، ضمن مشروع قرار في مجلس الامن". و أضافت أنها تامل في احراز تقدم بشأن الوصول الى شكل التسوية السياسية, لكنها اعتبرت ان مشروع التسوية المقدم لن يكون فعالاً الا اذا تضمن عقوبات تضمن عواقب عدم الالتزام بمشروع التسوية.


الحل : "سوري سوري"

لم يعد امام المجتمع الدولي و الاقليمي و السوري الا مخرج واحد, عنوانه " الأخضر الابراهيمي". المراقب لتصريحات المعارضة الوطنية السورية القادمة من الخارج, بالاضافة الى مكونات المشروع الديمقراطي السلمي, و أقطاب المعارضة السورية الوطنية في الداخل يستطيع التقاط حجم الاشارات الايجابية المتفقة على ضرورة المضي قدماً في مشروع التسوية السياسية بأسرع وقت. من جهة أخرى, حراك ما قبل التسوية بات واضحاً, تصريحات المعارض هيثم مناع من باريس بضرورة عقد لقاء المعارضة القادم في دمشق, و منه زيارة المعارض السوري البارز فاتح جاموس –المقيم في دمشق- الى روسيا, بالاضافة الى رسائل بعض المسؤولين السوريين الصريحة بدعوة كل اطراف المعارضة السلمية الى دمشق للحديث عن اي مسألة سياسية بما فيها فكرة تنحي الرئيس الأسد, "فكل شيء بعيد عن التقتيل هو امر قابل للحوار"

هذا الحراك السياسي الفعال يمثل دعوة صريحة للمؤسسة العسكرية السورية بضرورة تقديمها لمرشحها المفاوض, من اجل البدأ السريع بتشكيل حكومة انتقالية. فالمؤسسة العسكرية السورية هي صاحبة القرار الأول و الاخير في تحديد موعد بدء المفاوضات و شكل الحكومة الانتقالية القادمة و رسم خارطة طريق التسوية السياسية. لا يخفى على احد ان تكتيك اطالة الحرب مع العصابات في سوريا كان له توظيف سياسي مهم, حيث تحولت المؤسسة العسكرية لتصبح الراعي الرسمي للدولة و الشعب السوري في مواجهة العصابات الارهابية و المؤامرات الخارجية, فاصبحت بنظر الجميع الضامن الوحيد للحفاظ على الدولة السورية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :