عمون - صالح الدعجة - أدخل 15 مريضا فلسطينيا من قطاع غزة تتسم حالاتهم بالصعبة والحرجة الى مدينة الحسين الطبية بعد ان تم تأمين وصولهم الى جسر الملك حسين ظهر اليوم.ويأتي ادخال هؤلاء المرضى استجابة لامر جلالة الملك عبدالله الثاني الذي اوعز الشهر الماضي بأتخاذ الاجراءت اللازمة لمعالجة عدد من مرضى قطاع غزة في الاردن في ضوء عجز مستشفياتهم عن تقديم الرعاية الصحية الملائمة لهم جراء ظروف الحصار المفروضة على القطاع. ووفقا لرئيس مكتب التمثيل الاردني لدى السلطة الوطنية الفلسطينية يحيى القرالة فقد تم تأمين ايفاد المرضى الخمسة عشر الى الاردن صباح اليوم من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون ايريز شمالي القطاع يرافقهم دبلوماسيون من مكتب التمثيل الاردني ومن ثم الى جسر الملك حسين وذلك بعد اجراء التنسيق اللازم مع الجهات المعنية. وقال في تصريح لمراسل وكالة الانباء الاردنية في غزة ان مكتب التمثيل الاردني قام بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية ذات العلاقه وبخاصة مع وزارة الصحة الفلسطينية من اجل تأمين خروج الدفعة الاولى من المرضى موضحا ان دفعات اخرى من المرضى سيتم العمل من اجل خروجها من قطاع غزة الى الاردن تنفيذا للمكرمة الملكية خلال الايام المقبلة. ولدى وصول المرضى الى جسر الملك حسين قامت الطواقم الطبية التي تواجدت في المعبر لهذه الغاية باتخاذ الاجراءات اللازمة من حيث تصنيف الحالات وفرزها ضمن الاختصاصات الطبية وامنت نقلها الى مدينة الحسين الطبية. ووفقا للعقيد الدكتور هاشم العبدالات فأن الحالات التي وصلت اليوم تعاني من امراض تحتاج الى رعاية خاصة مثل القلب والكلى وجراحة العظام والاعصاب وغيرها. واكد ان التوجيهات الملكية واضحة بهذا الخصوص وسيتم تقديم افضل الخدمات الطبية والعلاجية لهم. وعبر المرضى الذين احيطوا بالرعاية والاهتمام عن تقديرهم وشكرهم لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي امر بعلاجهم، مؤكدين ان هذه اللفتة تؤكد متانة العلاقة التي تربط الاردنيين باشقائهم الفلسطينيين. واجبرت ظروف الحصار الحاج محمود المدهون (65 عاما) على ملازمة بيته كما يقول وانتظار فرج قريب ليتم معالجته من سرطان في الغدد اللمفاوية والدرقية. وشرح المدهون حجم المعاناة التي يتكبدها المرضى في القطاع والذين تتفاقم حالاتهم جراء نقص الادوية وعجز الاطباء عن تقديم الخدمات اللازمة بسبب تواضع المؤسسات الطبية وعدم توفر مستلزمات تشغيلها. واكد ان توجيهات جلالة الملك بمعالجة عدد من مرضى غزة في الاردن يأتي في ضوء الحاجة الماسة للرعاية الطبية للعديد من المرضى. وللحاج بيدس محمد (70 عاما) حكاية اخرى مع المرض والمعاناة .. فمنذ اشهر وهو يحاول القدوم الى الاردن لاعادة برمجة جهاز تنظيم نبضات القلب بيد ان ظروف الحصار كما يقول حالت دون ذلك. وقال ان هذه اللفتة الكريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني ليست جديدة على ابناء غزة الذين يدركون ويعرفون مدى قرب وحرص القيادة الاردنية على الوقوف الى جانبهم مشيرا الى ان المساعدات الاردنية التي تصل الى القطاع تخفف كثيرا من معاناة الفلسطينيين. ودأب الاردن على الوقوف الى جانب الاشقاء في فلسطين خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها ،اذ ارسل خلال السنوات الثلاث الماضية 226 قافلة مساعدات تجاوزت قيمتها 53 مليون دينار. وتم تزويد مستشفى المقاصد في مدينة القدس ومستشفيات قطاع غزة بالمعدات والمستلزمات الطبية الضرورية كما تم ارسال وحدتي غسيل كلى بصفة عاجلة الى مستشفى الشفاء بغزة. اماني مسعود هي الاخرى شملها الكرم الهاشمي اذ تعاني من انزلاق غضروفي وتحتاج كما تقول الى تدخل جراحي بيد ان نقص الكوادر الطبية وقلة الامكانات في مستشفيات غزة اجبرها على الانتظار. وقالت " منذ ثلاث سنوات وانا اعاني من هذا المرض ولم اتمكن من اجراء الجراحة اللازمة .. واليوم فقد اقترب الفرج لمغادرة هذا الكرسي المتحرك وامشي من جديد ". واشارت الى انها حاولت على مدى سنوات الخروج الى مستشفيات خارج القطاع الا ان المنع والرفض الاسرائيلي كان بالمرصاد. اما الشاب ابراهيم (19 عاما) فله قصة اخرى مع المرض والمعاناة ... فمند شهر رمضان بدأت اعراض غريبة تظهر عليه اذ كان يصاب بغيبوبة وارتجاف يؤدي الى ارهاقه وانهاك جسده. وقال " شخصني اطباء القطاع بانني اعاني من زيادة في كهرباء القلب جراء عيب خلقي فيه .. لكنهم وقفوا مكتوفي الايدي امام حالتي لعدم توفر الامكانات". وتحدث ابراهيم الذي يدرس في الجامعة عن حجم المعاناة في القطاع ليس على الصعيد الصحي والعلاجي فقط بل ايضا في الوضع المعيشي الذي وصفه بالكارثي والخطير. والمعاناة ذاتها يرويها محمد عوض الله( 56 عاما ) والذي اكد ان معاناة القطاع من الحصار للعام الثاني على التوالي انعكست على كل نواحي الحياة مشيرا الى ان هناك العديد من الحالات المرضية توفيت بسبب عجز الاطباء عن تقديم الخدمات التي يحتاجونها. وقال ان جميع الحالات التي قدمت من غزة الى عمان تتصف بالحرجة معربا عن شكره للفتة الملكية السامية بعلاج هذه الحالات في الاردن والتي وصفها بالانقاذ والانتشال من موت كان محققا. (بترا).
الصور خاصة ب"عمون" ل "نادر داوود"