facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين غاب نهر عمّان عن الأنظار


07-07-2013 06:10 AM

عمون - يشعر كثيرون بشيء من الغبطة حين نفاجئهم بسؤال عن نهر عمّان. ويتحدثون بحماسة وحنين عن أيام ليست ببعيدة، حين كانت المياه تتدفق بقوة في ذلك المجرى الذي ظل يشق المدينة العتيقة قسمين عبر مئات السنين.

كانت مياه النهر، أو "النهير" كما يدعوه البعض، تنبثق من منطقة رأس العين، وتخترق الجبال نحو الرصيفة والزرقاء لترفد النهر هناك، وتفيض في فصل الشتاء بفعل الأمطار الغزيرة.

لم يتوقف جريان النهر وفيضانه عبر تلك السنين، وكان يمد المدينة وما حولها بالمياه، بل كان شاهداً على حياة السكان حوله، رفيقاً لهم ولأمواج متتالية من المهاجرين الشركس والشوام والحجازيين والفلسطينيين ومجموعات من الباكستانيين الذين وفدوا إلى المدينة في ما بعد.

كانت مياه النهر تندفع في مجرى بلغ عرضه نحو 10 أمتار، تحف به أشجار مثمرة زرعت على ضفافه. عبر أولى محطاته كان الحجاج إلى مكة يتوافدون على ما أصبح يدعى منطقة المهاجرين. وفي طرف آخر لمجراه كان المسافرون يتوقفون عند محطة القطار التي بنيت أيام العهد التركي لتكون جزءاً من خط الحجاز الشهير.


رافد لحياة الإنسان والمدينة

تميزت منطقة نهر عمان بنظام صرف صحي متطور أيام العصر الروماني، حين كانت مياهه تجري أمام "سبيل الحوريات" حيث بنيت حمامات اتسمت بطابع البذخ والفخامة، لا تزال آثارها بادية إلى جانب المسرح الروماني في وسط المدينة. وقد أنشأ الرومان أيضاً عدداً من القناطر فوق النهر، إلا أنها اختفت بفعل العوامل الطبيعية والزلازل.

ظل النهر، الذي أصبح يدعى سيلاً في ما بعد، على حاله، وافرَ المياه من منبعه إلى مصبه طوال قرون. وقد كتب الرحالة والمستشرق السويسري الشهير يوهان لودفيغ بيركهاردت عند زيارته عمان عام 1812: «تقبع البلدة على طول نهر اسمه ميّة عمان الذي ينبع من بركة... هناك جسر عال فوق النهر، ولكن لا يمكن عبوره خلال الشتاء... ضفافه مثل قاعدة مرصوفة، لكن معظم الرصف انجرف في أماكن عدة بسبب عنف السيول الشتوية».

بدأت مظاهر الحياة في المدينة تتطور بسرعة في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بعدما شهدت عمان تحولات تاريخية كبيرة عبر العصور المختلفة. ويقول المهندس عبد الرؤوف أبو رصاع (68 عاماً)، الذي سكنت عائلته في المنطقة منذ أوائل القرن العشرين وشهدت تطوراتها الطبيعية والإنسانية خلال تلك الفترة: "تاريخ عمان يرتبط بتاريخ السيل. كان هطول الأمطار الغزيرة يؤدي إلى حدوث سيول جارفة. وفي أثناء دوران السيل، كان يشكل حوامة بمياه متدفقة يصطاد منها السكان الأسماك الصغيرة. وبعد انتهاء الشتاء كانت تقام قناة في وسط السيل لتحديد مساره والحد من تكاثر الحشرات".

ينابيع كثيرة كانت ترفد السيل في مجراه، وكان بعضها يتفجر من باطن الأرض في أماكن مجاورة فاجأت أصحاب منشآت تجارية عديدة في وسط عمان منتصف القرن الماضي. ويروي المهندس عبدالحليم الوريكات، مدير منطقة عمان المدينة، أن فيضانات السيل كانت تثير قلق السكان بصورة متزايدة. وكانت المياه شحيحة في فصل الصيف، إذ بدأت الأمطار تتناقص سنة بعد سنة، إضافة إلى الاستخدام الجائر للمياه، ما خلق آثاراً تهدد الصحة والبيئة بسبب نضوب مجرى السيل.

وهذا ما دفع بلدية عمان في نهاية الستينات إلى تشييد سقف لإغلاق مجراه. وهكذا أصبح يطلق على المنطقة سقف السيل (شارع قريش). ويرى الوريكات أن ذلك كان "حلاً سليماً" في تلك المرحلة، مضيفاً أن الكثيرين شعروا بالراحة عند إنشاء ذلك السقف.


هل كان لا بد من سقفه؟

قيل الكثير عن عمان قديماً، ومنها أنها سُكنت لوجود المياه فيها بوفرة، بل إنها سميت في التاريخ مدينة المياه أو مدينة الينابيع. لكنها اليوم تفتقر إلى المياه بشدة.

يقول المعماري الدكتور رامي ضاهر: «ربما كانت التغيرات المناخية وقلة الأمطار وراء نضوب مياه السيل مع السنين. لكن السبب الرئيسي لإغلاقه بسقف هو إلقاء السكان للنفايات فيه، مما اعتبر خطراً صحياً. وإذا كان سقفه الحل العملي آنذاك، فهو لم يكن حلاً جوهرياً بل ممارسة هندسية افتقرت إلى رؤية واضحة. ويرى أنه كان بالإمكان تطوير السيل كمساحة حضرية في وسط عمان، «لكن الفرصة ضاعت، وهو وضع تكرر في عدد من الدول العربية التي لم تحترم أنهارها». ويضيف ضاهر: «السيل يستحق إعادته إلى الحياة، فلا تزال مياهه تجري في جوف الأرض باتجاه منطقة الرصيفة. لكن ذلك يستوجب تغييرات كبيرة قد يكون من الصعب تنفيذها في ما يسمى وسط البلد».

منطقة السيل في عمان تموج اليوم بمختلف أوجه الأعمال الاقتصادية والتجارية، إلى جانب الأسواق القديمة. ويعكس ذلك بحق واقع مدينة تاريخية تختلط آثارها العريقة بتطورات الحياة الحديثة. ويذكر المهندس أبو رصاع أن كثيرين ممن سكنوا المنطقة باعوا أراضيهم بعدما شيد سقف السيل، وانتقلوا للسكن في جبال المدينة حيث انتعشت حركة العمران والبناء وارتفعت أسعار الأراضي بصورة خيالية. (الحياة اللندنية)





  • 1 الكسندر 07-07-2013 | 11:40 AM

    المشكله الاساسيه لهدم البيئه هو النمو السكاني الجائر فالطبيعه لن تتحمل هذا النمو السكاني وخاصه في العالم الرابع فلن يكفي طعام اوشراب وستختفي الانهار والاراضي الزراعيه وسياكل الناس بعضهم

  • 2 متابع 07-07-2013 | 11:46 AM

    هناك من المهندسين الذين ساهموا واشرفوا على مشروع سقف السيل بمراحله المتعددة منهم .....والمهندس...... (قبل ان يتخذ من السياسة منهجا ) المهندس ....... واخرين وبالامكان الرجوع اليهم لمعرفة التفاصيل عن هذا المشروع

  • 3 حلمي 07-07-2013 | 12:25 PM

    كانه النهر بالمريخ وليس هناك عشائر وقبائل عربيه اردنيه ضاربه حوله تشرب منه وتروي ضما ماشيتها عبر التاريخ وللعلم النهر تم تدميره من هولاء القادمين

  • 4 حسام الصالح 07-07-2013 | 01:17 PM

    نعم اخي العزير لقد ارتكب رؤساء البلديات المتعاقبه اخطاء فادحة لقله الخبرة والقرارات الفرديه قصيرة النظر وحولوا عمان الى كتلة باطون ليس بها حياة فالمطلوب خطة تنظيميه (ممن يفهم التنظيم) لهذه المدينه المظلومه التي يدفع اهلها من الضرائب التي لو صرفت في وجهها الصحيح لكانت من اجمل وانظم مدن العالم

  • 5 مولود على السيل 07-07-2013 | 01:29 PM

    لا يزال طمس الهوية الاردنية بكل الطرق..للمعلومه عشائر اردنية عريقة سكنت السيل قبل الشركس والشوام والنازحين الفلسطنيين..غريب لم يذكر الكاتب عن البلقاوية او العجلونية والمعانية وهم اصل عمان..هل نسي الكاتب .........

  • 6 مؤرخ 07-07-2013 | 01:40 PM

    يا اسكندر كلامك صحيح 100% فمعدل الخصوبة في الاردن من اعلى المعدلات في العالم حوالي 8%. يا استاذ حلمي مش كل القادمين وراء تدهور سيل عمان، فاوائل المهاجرين قاموا ببنائه وتطويره بعد ما كان مرتعا للحشرات والملاريا، ولكن الافواج المتتالية من القادمين وباعداد هائلة وبمعدلات خصوبة عالية ادت الى تدهور ونضوب الموارد الطبيعية في الاردن وخاصة المياه.

  • 7 الى رقم 3 07-07-2013 | 02:10 PM

    انت تقول انه تم تدميره من هؤلاء القادمين
    القادمين الذين تتكلم عنهم هم من اسسو دوله الاردن
    ولايوجد اثناءها عشائر في تلك المنطقه

  • 8 المهاجرين هم الاردنين 07-07-2013 | 02:20 PM

    نبعه راس العين التي كان النهر يتكون منها بنسبه 80% لم تجف وتنتهي بفعل المهاجرين بل قامت انذالك البلديه او المياه بحصر النبعه وضخها عبر خطوط الى المنازل اللتي بنيت في ذلك الوقت جبل عمان وراس العين والمهاجرين والجبل الاخضر لغايه الحظه تاخذ مياه من نبعه راس العين

  • 9 الاردن عامرة باهلها فقط 07-07-2013 | 02:46 PM

    الى رقم 6 كلامك مزبوط لانه انتم عمرتم المخيمات واصبحت ناطحات سحاب وحكومة عباس يضرب بها المثل بالتلاحم مع غزة خلصوا هناك وهون بعلمونا انشاء دول ..محنا هنود...

  • 10 ابو ليث 07-07-2013 | 08:44 PM

    ممتاز يا اعزائي القراء عادتكم ولا بدكم تشتروها شو دخل العشائر وهالقصص بالنهر وتاريخه ابنترك السولافة وبنبلش عنصرية ببعض الموقع بحكي عن سيل عمان خلي النقاش عن السيل والطبيعة ..... فهمنا انت واياه انه جدك كان موجود وقت الصورة جنب المصور ...... الله يمسيكو بالخير الي عندو كلمة زايدة يضبها


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :