facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفقر في الوطن غربة


سليمان الطعاني
10-07-2014 06:02 AM

لا توجد قضية تتجسد فيها أشكال القبح الإنساني وتمس بكرامة الناس واحترامهم وتعبِّرعن أوجاعهم وتعاستهم وشقائهم ومدى شعورهم بالانكسار والذل والظلم والإقصاء والتهميش كقضية الفقر .

الفقرفي الوطن مولّد للخوف والاحباط، مولّد للبؤس والإضطهاد والضيم، والغربة والحالة هذه هي الملاذ الوحيد،
أظهر مسح أجراه فريق أممي في الأردن مؤخرا ان ثلث الشباب الأردني يرغب في الهجرة عن الوطن والخروج منه، حيث ماتت عنده قيم ومعاني الانتماء على عتبات الظلم والتهميش وعدم تكافؤ الفرص حتى بات الشباب غريبا ومشروعا لمهاجر بمعنى الكلمة،

شباب غاضب وحاقد على الظلمة والفاسدين، الذين اوصلوه الى النفور من حضن الوطن والبحث عن حضن بديل، شباب يعاني فراغا فكريا وثقافيا، أصبح يملأه بالتطرف والعنف، وهذا ما نراه كل يوم من ارتفاع معدلات الجريمة واتساع نطاقها، شباب مملوء بالشعور بالظلم وهو يرى الفاسدين يرتعون في البلاد طولا وعرضا عكس لديهم شعورا بالاغتراب.

كل شاب صاريحلم بالهجرة، آملا في تحقيق طموحه، ذلك لأن البيئة المحلية أصبحت طاردة، غير مشجعة على التجذير، وبات البحث عن مكان أكثر تصالحاً مع النفس ضرورة ملحة.

الشباب الاردني بات يدرك كل شيء وبات يعرف أن الزمن قد اختلف واصبح الرويبضة يتصدر المجالس ويتكلم في أمور العامة، ويعرف أن الزمن دار واصبح معه يصدّق الكاذب ويكذّب الصادق، ويؤتمن الخائن ويخوّن الأمين...
اختلف لدى الشباب الاردني مفهوم الغربة حتى اصبح يعني لهم تفريج لهمومهم واكتساب للمعيشتهم، وأن الموت اصبح لديهم أعز واسمى من مقامهم بدار ذل بين فاسد وظالم، لسان حالهم يقول: والأسد لولا فراق الوطن ما افترست، دقت ساعة الرحيل عندهم وحزموا أمتعتهم واتجهوا صوب المجهول..

الشباب مادة الوطن وصلبه وعمود فقره, يبحثون عن الهجرة .. فماذا بقى لك يا وطني؟؟؟؟؟
صحيح أن الغربة عن الوطن كُرْبة كما يقال وفيها يتعلم الإنسان المحال، لكن الكُرْبة العظيمة ان تكون غريبا في وطنك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :