عمون - هدد أعضاء من تنظيم "داعش" الإرهابي الفنان ناصر القصبي على خلفية عرض حلقة "بيضة الشيطان" ضمن مسلسل "سيلفي" والتي جسد فيها القصبي دور رجل يبحث عن ابنه المنضم للجماعات الإرهابية.

وطالب أحد أعضاء التنظيم في تغريدات في موقع تويتر بضرورة معاقبة الفنان بعد استهزائه بهم.

وكان القصبي قد تناول في الحلقة التي عرضت على جزءين -ثاني وثالث أيام الشهر الكريم- جوانب من حياة الجماعات الإرهابية، مصوراً في قالب ساخر انغلاق هذه الجماعات وتعطشها للدم والقتل والدمار، ناقداً خلال ذلك فكرها المتطرف الذي شوه صورة الإسلام.

ورغم أن الحلقة تتناول "داعش" حصراً إلا أن المعارضين لها اختلطوا بمعارضي الحلقة الأولى من المسلسل والتي تناولت قضية مغن فاشل يعلن توبته عن الغناء ويكسر أدواته الموسيقية أمام الملأ. وقد تسببت هذه البداية المثيرة لمسلسل "سيلفي" في امتلاء حساب الفنان ناصر القصبي في تويتر بخصومه الذين شعروا أن مضمون العمل يمسهم وينتقدهم. وهو ما قاد القصبي للرد عليهم بتغريدة أبدى فيها استغرابه من حجم "الشتم واللعن" التي احتوته ردود خصومه، داعياً الجميع للهدوء ومذكراً إياهم بشهر رمضان، في إشارة لهدوئه وعدم تأثره بما يشن عليه من حملات.

بالنسبة للقصبي فهو معتاد على هذه الأجواء منذ بداية "طاش ما طاش" قبل عشرين سنة، في تلك الأيام لم يكن المجتمع متفهماً لفكرة نقد الظواهر الاجتماعية الخاطئة وكان يرى أي مساس بالقيم والعادات والتقاليد دعوة لتدمير المجتمع. حينها كان "طاش" -خاصة بعد الجزء الثالث- قد بدأ في تخصيص حلقات لنقد الشأن الاجتماعي ومحاولة إزالة ما علق به من رواسب الجهل، وكانت ردة فعل البعض على هذه الحلقات قاسية وظهرت بوضوح في منتديات الإنترنت الشهيرة في ذلك الوقت مثل الساحات وغيرها. لكن ردة الفعل الأقسى جاءت بعد أحداث 11 سبتمبر حين قدم "طاش" حلقات تناولت ظاهرة الإرهاب وانتقدت الفكر الذي اختطف الشباب وقادهم إلى الجماعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، ومن أهم هذه الحلقات (ما يصح إلا الصحيح.. طاش 11) و(الثقة العمياء.. طاش 13) و(إرهاب أكاديمي.. طاش 14)، وقد نتج عنها أول تهديد صريح للفنان ناصر القصبي من قبل تنظيم القاعدة، ونشر التهديد في أحد المواقع المتطرفة.

خلال عشرين سنة تلقى القصبي مثل هذه التهديدات لكنه واصل انتقاد ما يراه خاطئاً بشجاعة تضاهي شجاعة الفنان المصري عادل إمام في أفلامه الموجهة ضد الإرهاب، وما حلقته الأخيرة عن "داعش" إلا تأكيداً لإيمانه بدور الفن في الحرب ضد الإرهاب الذي يستهدف أمن الوطن واستقراره.