علاء .. و المبدع حين يموت غريبا .. سليمان الفقرا - قطر
15-05-2008 03:00 AM
حقيقة لم تسنح لي الفرصة أن التقي الأخ علاء ... لكنه الأغتراب من جمعنا سوية ... و كتاباته على العزيزة ( عمون ) التي كانت تحمل أرق المحب و عنفوان المبدع وسمو الروح ... وكم تمنيت أن بعود من الصين ليتوجه مباشرة لجبال مؤاب يروي ضمأ عينه من سحرها ... و ترتوي نفسه من عنفوانها ... و ليملأ قلبه الجديد من هواء الكرك الخالدة ... لكنها الحياة و القدر ... وحال حال كحال من سبقوه من مبدعين غابوا عن نور هذه الدنيا بعيدين عن أواطنهم ... حاله كحال ( نازك الملائكة ) و ( الجواهري ) و ( البياتي ) و ( السياب ) ...
لا أعرف و لكن للوطن عند المبدع معنا خاصا و لذة لا يشعر بها إلاّ هم , لأنهم يتعاطون معه كل يوم بمفرداتهم وقراءتهم الشعرية و النثرية و بالتالي عندما يجتمع عند المبدع شيئان يجعلانه أكثر ارتباطا بالأرض ممن سواه و هما المفردة الصادقة و الحب أو المرض لدرجة أنه يكون شغوفا أن تكون نظراته الأخيرة على وطنه و بالتأكيد أشد ما يكون بحاجة إليه أن تكون مقالته الأخيرة مغموسة بدمع اللقاء مع آخر ما تراه عيناه, و أن تكون رسالته الأخيرة تعبيرا عن الحب و السلام و خاصة عندما تخرج من ( مؤاب)-أرض الحب و العشق ...ولم نندهش كثيرا عندما قرأنا لعلاء و هو يتحدث عم الصين ممطرة وكأنه يحاكي شيئا بداخلنا عن دمع الغربة بإنتظار المجهول وكأنه كانمشتاقا لأن يعانق سماء الكرك و يشعر بحرِّها و ببردها و يجلس على سفوح جبال ( مؤاب ) و ( شيحان) وقت الغروب يتنفس هواء المجد المؤابي محاطا بالأحبة ...
حييت سفحك عن بعد ٍ فحييني
يا مؤاب الخير يا أم البساتين
حييت سفحك ظمآنا ألوذ به
لوذ الحمائم بين الماء و الطين ...
وددت ذاك الشراع الرّخص لو كفني
يحاك منه غداة البين يطويني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتها
وددت مثلي لو أن النوم يجفوني
إلى رحمة الله يا علاء
fugara2006@yahoo.com