facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بكل وجع القلب : لماذا ؟!؟


01-01-2016 10:46 PM

قيل ، انه في التاريخ فقط ، تتمكن الأمم من وعي ذاتها وعيا تاما..

والعبارة لا تفهم على إطلاقها هكذا ، فالتاريخ لا يعني هنا البطولات والأمجاد والمعارك وقادتها ، فهذه نظرة سطحية معبأة بالأمنيات الساذجة للتاريخ ، لكن التاريخ يعني تفاصيل العيش والحياة والظروف اليومية ، التي تعكس طريقة التفكير وذهنية الأسلاف - حينها - في أمورهم وشؤونهم.

لن نتحدث عن العنف الديني وجذور التطرف فيه ، لكن سنعبر بعجالة تاريخية على ما تركته وقائع تاريخية عن مصر مثالا.. أول نهضتها وصعودها على يد "الألباني" محمد علي ، والذي تدل الوثائق على علمانيته الأصيلة قبل ظهور المفهوم والتشدق به كثيرا على لسان أدعيائه فيما بعد.

في كتاب ألفه الأمير العربي شكيب أرسلان من جبل العرب في بلاد الشام ، وعنوانه "مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه" ويشمل الفترة من 1800 إلى 1950 ، فنقرأ في تلك الوقائع أن محمد علي بعد تسلمه سلطة الحكم في مصر أول صيف عام 1805 ، دحر المماليك المهددة مصالحهم ذات الصيف من ذات العام ، وبعدها بعام دحر العثمانيين الذي لم يستطيعوا عزله ، وفي العام الذي تلاه ، انتصر عسكريا على الإنجليز ووقع معهم بناء على طلبهم معاهدة صلح أعقبها "جلاء" الإنجليز عن أرض مصر عبر الاسكندرية.

بدأ الألباني حكم مصر بعقلية رجل الدولة ، فباشر فورا ببناء سد "الفرعونية" ، كما بدأ بإرسال بعثات من الطلبة المصريين الى أوروبا لدرس الفنون العسكرية وبناء السفن وتعلم الهندسة والحقوق والطب، ولم يكتف بذلك بل أنشأ محمد علي باشا "مدرسة للهندسة في القلعة ، وكان التعليم فيها مجاناً والحكومة تؤدي رواتب شهرية لتلامذتها" حسب النص في مدونة الأمير أرسلان.

عام 1821 ، بلغت الأراضي المزروعة في مصر حوالي مليوني فدان ، لكن الأكثر إثارة - باجتهادي - هو إنشاؤه مطبعة بولاق الشهيرة ، وكلنا درس ذلك في مناهج التاريخ ، لكن المذهل كان في "جعل نقولا مسابكي لها مديراً لطبع الكتب في الطب والرياضيات والآداب والتاريخ والعلوم الفقهية".

إن اسم مدير عام مطبعة بولاق ، أول مطبعة في العالم العربي والإسلامي ، يوحي بهويته وخلفيته الشخصية ، لكنها - آنذاك - لم تكن تعني شيئا للدولة التي يحكمها ألباني قادم من طرف أوروبا القصي ، يحمل عقلية الدولة ككيان ، لا كأشخاص.

نحن نتحدث عن وقائع وقعت في القرن التاسع عشر ، بما تشي به تلك الوقائع من طرق تفكير ، وذهنيات تحكم البشر والمجتمعات حينها.. مفترضين أن النهضة بدأت من هناك ، لتسير صعودا حسب التطور الطبيعي حتى يومنا...،.

المفجع.. حين تتبع خطا بيانيا يبدأ من تلك الفترة حتى يومنا هذا ، فإنك تنزل مع الخط ، وتواصل الانحدار كلما تقدمت ، لنجد أنفسنا "حسب خط البيان التاريخي" نستيقظ صباحا في الألفية الثالثة على خبر تفجير انتحاري إرهابي أعمى هنا او هناك.. باسم الله ليستهدف عباد الله ايضا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :