وقفات كتبها محمد الحياري ابو القاسم
31-01-2016 04:46 AM
يقول ابن العميد في معرض دفاعه عن الانظمة الملكية كشكل من اشكال قيادة الدولة: ان ثبات السلطة والرؤية السياسية لفترة طويلة يؤدي بالضرورة الى استقرار الدولة، فلا احد يعرف كيفية ادارة دولة اكثر من شخص يمضي عشر سنوات على رأس الهرم الاداري والسياسي. والاعوام العشرة السابق وصفها نموذج لمعدل زمني قابل للزيادة والنقصان بحسب عوامل الاقتصاد والمحيط الاقليمي والعالمي اضافة للاستقرار الاجتماعي لمن هم في الداخل .
استوقفتني جملة قيلت في غمرة احتفالات الاردن بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في استعراض لأعمال جلالته خلال عام 2015 انه عقد (835) لقاءا داخليا و (435) لقاءا خارجيا . استوقفني الجد في العمل الدؤوب على مدار العام ، فلو قسمنا هذه اللقاءات على ايام السنة لوجدناها تقارب اربعة اضعاف الايام مجتمعة ، متناسين مجموع اوقات النوم والراحة والاسرة وهي حاجات فطرية للانسان . اذن فجلالته يواصل الليل بالنهار لايصال مركب الاسرة الاردنية الكبيرة الى ميناء امن يقيها ما تشهده المنطقة والعالم من توترات. الملفات كثيرة وثقيلة :
من فلسطين الى مكافحة الارهاب الى المحيط الملتهب ،ازمات اللجوء المتعددة وانعكاساتها، النزاعات الاقليمية ، ناهيك عن تقوية الدعامات الداخلية للدولة المتمثلة بالأمن والاوضاع الاقتصادية التي تضمن للمواطن استمرارية العيش الكريم بتخفيف وطأة الفقر والبطالة والحفاظ على اتفاق مؤسسات الدولة وتكاملها في تأدية الرسالة المنوطة بها لابعاد التخبط وعدم الانتاجية. عود لابن العميد الذي نظم فقهه وحصره بعشر من السنون فيما يمضي واقع جلالة الملك ممتدا مع اقترابنا من نهاية العقد الثاني من جلوس جلالته على العرش بالعمل والعمل والعمل. وفي هذا تجسيد عملي لرؤية جلالته في تقديس العمل لأن احد اركان الدولة القوية مجتمع عامل .
فلو عملنا بمقدار ما يعمل جلالة الملك لنافسنا المجتمع الياباني الذي يمضي موظفوه (57) دقيقة من كل ساعة عمل بانجاز ما يوكل اليهم من اعمال بينما لا نزال ننافس انفسنا على تخطي (11) دقيقة من كل ساعة نمضيها في العمل. كان الله في عونكم يا سيدي وسأبقى استمد احترام العمل من وحي اصراركم على الانجاز ، وجعل اعوامكم سعيدة ومديدة.