عمون - تمكنت الطفلة الفت العراقية (8) سنوات إن تنطق كلمة ماما وتتذوق الطعام وترى والدها مرة ثانية بعد استئصال ورمين سرطانيين (حميدين) عملاقين زنتهما "5" كيلوغرامات من منطقة الوجه والفك السفلى .
بعد أجراء عملية جراحية دقيقة استغرقت 24 ساعة أجراها فريق طبي مكون من 20 عنصرا منهم ثمان أطباء اختصاصين برئاسة استشاري جراحة الوجه والفكين الدكتور محمد السرطاوي .. وتمت تحت التخدير التام في مستشفى ابن الهيثم . ولم يتمالك والد الطفلة الفت إبراهيم عباس أب ل(6) أولاد آخرين نفسه عندما أخبرة الأطباء نجاح عملية ابنته التي تعد الثانية على مستوى العالم والأولى من نوعها في الشرق الأوسط وأجهش بالبكاء طويلا وحمد الله وشكر الأردن وشعبة و إدارة المستشفى التي قدمت له كافة الامكانات الطبية الضرورية لإنجاح عملية ابنته " بالمجان" .

وانتقد الفريق الطبي التلفزيون الأردني ومديره العام بشدة لعدم إشارته لهذا الإنجاز الطبي الهام الذي يسجل للأردن في الوقت التي قامت عدة فضائيات بنقل مجريات العملية مباشرة/ في إشارة إلى قناة الشرقية العراقية التي نقلت العملية طيلة 3 أيام الماضية مباشرو بواقع 8 ساعات باليوم.

وعلمت "عمون" ان ادارة التلفزيون طلبت عشرة الاف دينار مقابل بث الخبر مع ان فضائية" الشرقية" بثت وفضائيات عربية وغربية بثت التقرير لاكثر من مرة مع ان ادارة المستشفى وافقت على بث خبر يوم الجمعة بثلاثة الاف دينار ..وكانت الجزيرة والعربية وmbc بثت في وقت سابق تفاصيل الموضوع ..

وقال رئيس الفريق الطبي الدكتور محمد السرطاوي في مؤتمر صحفي عقد ألاربعاء " اعتقد إن التلفزيون الأردني أضاع فرصة في عدم تغطيتة لإحداث العملية النوعية وإبراز قدرات الأطباء الأردنيين في تحقيق الإنجازات على الصعيدين العربي والعالمي "
وتسأل السرطاوي" لماذا لا يكرم المرء في وطنه من قبل أعلامة الرسمي لا نستحق "دقيقة" فقط تبين انجازه"؟؟.

وقدم شرحا مفصلا عن مراحل أجراء العملية التي التي استغرقت 24 ساعة و تمت على ثلاث مراحل واحتاجت الطفلة خلالها الى (14) وحده دم منها اربع وحدات بلازما الدم .حيث تضمنت المرحلة الاولى استئصال ورم كبير من منتصف الوجه حجمة( 15سم طولا و14 سم عرضا ) وزنته نحو 3,5 كيلو غرامات

وقال كان يضغط على محجر العينين والأنف وعظام الوجهين والفك العلوي والرقبة والحنك وكان يحجب الروئيه بشكل تام ويؤدي إلى صعوبة كبيرة في التنفس والقدرة على تناول الطعام وتشوه الوجه بالكامل ولفت إلى إن الطفلة لو لم تعالج ويتم استئصال هذا الورم لمدة ستة اشهر قادمة لكانت ماتت .

ونوه الى ان المرحلة الثانية من العملية تضمنت استئصال ورما كبيرا أخرا استقر في مقدمة الفك السفلى.. وإما المرحلة الثالثة شملت ترميم المناطق التي استأصلت مع الورم باستخدام صفائح وشبكات وبراغي معدنية من التيتانيوم مطعمة بعظم تم أخذه من فخذ الطفلة الفت .

وقال .. تم إعادة تشكيل الأنسجة الرخوه والجلد الوجهي وعضلات الوجه وإعادتها لشكلها الطبيعي حيث تم المحافظة على كافة أعصاب الوجه والعينين .

وأكد السرطاوي انه سيتم أجراء عملية أخرى بعد ستة اشهر لزراعة غرسات سنية لبناء أطقم صناعية سنية لتمكين المريضة من مضغ الطعام

وأشار إلى إن إدارة المستشفى وفرت كافة الامكانات لتحقيق هذا الإنجاز الطبي الهام للطفلة وقال إن الورم رافق الطفلة الفت منذ ولادتها قبل 8 سنوات واخذ بالتضخم إلى إن وصل إلى هذا الحجم المخيف وقال: هذه أول مرة خلال مسيرتي الطبية الطويلة أرى ورم بهذا الحجم الامر الذي تطلب اجراء جراحة عاجلة للطفلة (...) وخاصة بعد ان رفضت هذه الحالة من قبل العديد من الأطباء خشية فشلهم في علاجها من ضمنهم أطباء أجانب .

وفي ردة على أسئلة الصحفيين قال إن فرص عودة الورم مرة ثانية إلى المريضة معدومة وان تأثيرات الحرب الطويلة التي استعلت بالعراق لعبت دوارا في ظهور هذه الأورام عند الأطفال العراقيين .

من جانبة أكد المدير الفني لمستشفى ابن الهيثم الذي تبرع بكافة تكاليف اجراء العملية عميد صبري إن كافة الامكانات قدمها المستشفى لهذه الحالة بالمجان والتي تقدر بنحو (100) ألف دينار فيما لو أجريت خارج الأردن . وقال إن العملية نجحت والطفلة تتمتع ألان بالصحة والعافية وتستطيع ألان التحدث والتنفس بشكل طبيعي والرئية والتعرف على الأشخاص

وأوضح إن المستشفى يجري كل عام أكثر من (200) عملية إزالة أورام غير إن هذه الحالة تعد الأولى التي تجرى بالمستشفى بتفاصيلها الدقيقة جدا ومن حيث مدتها (24) ساعة وقال صبري من المقرر إن تبدأ الطفلة العراقية بعد 10 أيام ممارسة حياتها الطبيعية وبعد 20 يوما سوف يكتب لها الخروج من المستشفى
وأعلن صبري عن إن مستشفى ابن الهيثم قرر تقديم منحة( طبية علاجية أخرى يحتاجها إي طفل عراقي بشكل دوري وسنوي