facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مئوية سايكس – بيكو والواقع العربي!


رجا طلب
13-05-2016 11:51 PM

لربما يكون مصطلح سايكس – بيكو هو من بين أكثر المصطلحات استخداماً في القاموس السياسي العربي، وتحول هذا المصطلح رديفاً لنظرية المؤامرة، فكلما ذُكر المصطلح الذي يلخص اسم كل من الدبلوماسي الانجليزي مارك سايكس، والفرنسي جورج بيكو تبادر لأذهاننا مباشرة أن مؤامرة تحاك ضدنا في الخفاء، وهو شعور ناتج عن المؤامرة الحقيقية التي حاكتها كل من بريطانيا وفرنسا بالسر وبعلم الإمبراطورية الروسية عام 1916 ضد البلاد العربية الواقعة في إقليم الهلال الخصيب في العراق وبلاد الشام، حيث قسمت بريطانيا ومعها فرنسا "تركة" الدولة العثمانية في الهلال الخصيب بعد هزيمة "الرجل المريض" في الحرب العالمية الثانية وجاء التقسيم على النحو التالي:

تقسيم منطقة الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، حيث حصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي شرقاً لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا، كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا ميناءي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الاسكندرونة الذي كان سيقع في حوزتها.

أما من أخطر نتائج اتفاقية سايكس – بيكو فقد كانت الطعنة الغادرة في ظهر الثورة العربية الكبرى والتآمر عليها ونكثاً بوعود هنري مكماهون ممثل بريطانيا في مصر للشريف الحسين بن علي، حيث وعد مكماهون الشريف حسين بن علي باعتراف بريطانيا بآسيا العربية كاملة دولة عربية مستقلة يتوج عليها ملكاً إذا شارك العرب في الحرب ضد الدولة العثمانية.

لقد شكلت الطعنة البريطانية للشريف الحسين بن علي بداية المشروع الدولي لخنق الشعور القومي العربي، حيث تم إجهاض الثورة العربية في سوريا بقيادة الأمير فيصل بن الحسين عبر التدخل الفرنسي المباشر، وتم عزل الثوار العرب في إمارة شرق الأردن، ووقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

أما النتيجة الخطيرة الثانية لتلك الاتفاقيات فتمثلت في إطلاق يد بريطانيا في تهيئة الظروف الموضوعية لإقامة "وطن قومي لليهود بفلسطين" تنفيذاً لوعد بلفور، حيث فُتحت البلاد على مصراعيها لاستقبال اليهود وبخاصة "يهود الخزر" بعد الحرب العالمية الأولى والثانية من أوروبا الشرقية.

في العادة ترسم الخرائط بعد انتهاء الحروب وفي العادة توزع غنائم "المهزوم" على المنتصرين كما حصل في الحرب العالمية الأولى، حيث وزعت غنائم الدولة العثمانية على بريطانيا وفرنسا، وكما حصل في الحرب العالمية الثانية حيث وُزعت غنائم المهزومين "ألمانيا وإيطاليا واليابان" على المنتصرين الأمريكيين والبريطانيين والاتحاد السوفياتي.

فمن الناحية العملية كان اتفاق يالطا بين الحلفاء من أخطر الاتفاقيات في التاريخ الحديث، فقد اتفق كل من ستالين ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل والرئيس الأمريكي روزفلت في فبراير (شباط) من عام 1945 على إلحاق أوروبا الشرقية بنفوذ الاتحاد السوفياتي وتقسيم ألمانيا إلى شرقية وغربية ووضع اليابان تحت "النفوذ الأمريكي" وإعادة تأهيل ايطاليا للدخول في المعسكر الغربي.

وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون، فقد كان لاتفاق يالطا نتائج كبرى على الوضع العربي أكثر بكثير من سايكس – بيكو، ومن أبرز النتائج كان التوافق الدولي على إقامة دولة إسرائيل والاعتراف بها، وهي القضية التي كانت ومازالت تشكل نقطة الضعف الأساسية في منظومة الأمن القومي العربي.

وبحكم هذا التوافق الدولي الذي احتلت فيه أمريكا زعامة العالم الغربي قررت أن تملأ الفراغ الذي تركته بريطانيا وفرنسا، وهي السياسية التي أُطلق عليها "سياسة ملء الفراغ" للرئيس الأمريكي ايزنهاور في بداية الخمسينيات من القرن الماضي والتي كان من ابرز نتائجها ما يلي:

• إنهاء حكم أسرة محمد علي في مصر وهو الحكم الذي بدا في عام 1805 وانتهى في عهد فاروق الأول عام 1952 بعد انقلاب عسكري قاده ما سمي بالضباط الأحرار، وهنا كانت مصر أول دولة تتأثر بنتائج ملء الفراغ وتنتقل من المظلة البريطانية إلى المظلة الأمريكية.

• إسقاط الملكية في العراق والتي بدأت في عهد فيصل الأول عام 1921 في انقلاب عسكري قاده عبد الكريم قاسم قي تموز من عام 1958 وسقطت معها دولة الاتحاد الهاشمي العربي بين العراق والأردن، وكان العراق الدولة الثانية بعد مصر التي تأثرت بـ "سياسة ملء الفراغ" حيث تغير الغطاء الدولي فيها من بريطاني إلى أمريكي.

• يمكن وصف حقبة الخمسينيات التي تلت مبدأ ايزنهاور بأنها حقبة "حكم العسكر" وتزايد الانقلابات العسكرية في سوريا والعراق وليبيا، وهي الحقبة التي انتهت بترسيخ أنظمة ديكتاتورية يحكمها "الزعيم الأوحد".

• كانت تلك الحقبة عاملاً مباشراً في زيادة الاستقطاب وتفجير الخلافات العربية – العربية بعد أن تشكلت خارطة جديدة للعالم العربي بين أنظمة ملكية محافظة مازالت مستمرة ومستقرة وأنظمة عسكرية "ثورية" انتهت نهايات "كارثية".

... بالتدقيق في كل ما سبق نجد أن اتفاق سايكس – بيكو لم يكن أكثر من حلقة في سلسلة حلقات ساهمت في إيصال الوضع العربي إلى ما هو عليه الآن، ومن الأخطاء الكبرى نتجاهل ربط سايكس – بيكو باتفاق يالطا وبمبدأ ايزنهاور فكلها ساهمت في رسم خارطة الفوضى التي نعيشها الآن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :