عراقيون فرقتهم السياسة وجمعهم أبو جعفر المنصور
27-09-2008 03:00 AM
عمون - خالد أبو زيد - بينما أرجع عراقيون مقيمون في الأردن سبب شغفهم بمتابعة المسلسل التاريخي أبو جعفر المنصور المعروض على شاشة mbc حاليا إلى إسقاطاته التاريخية على بلادهم التي تعيش الأمرَّين هذه الأيام، فإن ما جذب الأردنيين إلى هذه الدراما حجم الدعم الذي قدمه أجدادهم للعباسيين في سبيل إقامة دولتهم على أنقاض الدولة الأموية.
فقد رصد مراسل mbc.net عددا من المقاهي غرب العاصمة عمان يتجمع فيها أبناء الجالية العراقية الذين يزيد عددهم عن نصف مليون شخص لمتابعة أحداث المسلسل الذي يعرض الساعة 12 من منتصف الليل بتوقيت الأردن.
بحث عن الذات
يقول علي البابلي- تاجر عراقي-: إن من أسباب حرصه على متابعة أحداث مسلسل أبو جعفر المنصور، قدرة هذا القائد العباسي على دحر الفتن التي اندلعت في عهده للحفاظ على الدولة الإسلامية، وتمتين دعائم قوتها، إضافةً إلى التعرف دراميا على كيفية تمكن الأطياف على مختلف مذاهبها (ما بين سني وشيعي وفارسي) من العيش كتلة واحدة، بعكس هذه الأيام التي يعيش فيها العراقيون الفرقة والتشرذم.
وأوضح أن أبو جعفر المنصور في هذه الدراما التاريخية قد يقدم للعراقيين وصفة أفضل من تلك الوصفات السياسية التي يقدمها المسئولون العراقيون منذ دخول القوات الأمريكية إلى العراق في إعادة لُحمة الشعب العراقي والالتفات إلى مصالحه العليا بدلاً من الانغماس في المصالح العشائرية والطائفية الضيقة.
أما امتثال حسين- مهندسة عراقية- فتؤكد أن حرصها اليومي على الحضور مع عائلتها إلى المقهى لمتابعة أحداث هذا المسلسل يرجع إلى حنينها إلى بغداد وتاريخها وحضارتها التي أسهمت في بناء المجتمع العالمي.
وقالت إن غياب الدراما العراقية بسبب الأوضاع السياسية التي يعيشها العراق دفعها لمتابعة مسلسل أبو جعفر المنصور أحد البناة الرئيسين لحضارة بلادها.
أبو جعفر.. أردني
إن كان الحنين إلى العراق وبغداد من أسباب متابعة العراقيين لهذه الدراما التاريخية فإن الهروب من الواقع العربي والإسلامي الحالي إلى إنجازات العرب والمسلمين في الماضي هو واحد من أهم أسباب حرص أردنيين على تتبع الأحداث في مسلسل أبو جعفر المنصور.
أيضا فإن دخول الأردن في أحداث المسلسل من خلال منطقة الحميمة مسقط رأس أبو جعفر المنصور، التي تقع في جنوب البلاد، هو من الأسباب المهمة لمتابعة أحداث هذا المسلسل.. كما يقول فوزي حيدر المحاسب بإحدى الشركات التجارية الكبرى.
فالجديد الذي قدمه مسلسل أبو جعفر منصور للأردنيين وجعله واحدا من المسلسلات التي تحظى بمتابعتهم - كما يؤكد أردنيون متابعون للمسلسل- هو أن التخطيط لقيام الدولة العباسية تم من الأردن، وإن سكانها كانوا من أهم مقومات نجاحها ونهضتها، خاصة في أواخر عهد الدولة الأموية.
ويعتقد مهدي جاسر، الذي يعمل دليلا سياحيا، أن اقتراب الأردنيين في ذلك الوقت من العباسيين كونهم من آل البيت وأحفاد عم الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الركيزة الأساسية في انتشار الدعوة العباسية قبل أن تصبح دولة.
ويقول إن خروج الأردن من دائرة الجاسوسية للدولة الأموية أسهم في تمكين العباسيين من البناء السري والمرحلي لدولتهم التي تألق عطاؤها في عصر أبو جعفر المنصور.
ومن جهته يرد مخرج المسلسل شوقي الماجري هذا النجاح إلى توقيت إنتاج هذا العمل من قبل المركز العربي للإنتاج الفني مع الأحداث السياسية التي يعيشها من فرقة واقتتال داخلي بسبب تعدد الطوائف والأعراق التي غدت مصالحها الخاصة أولاً وعلى حساب الدين والوطن.
وقال إن الطاقات الكبيرة لفناني العمل الذين كان أغلبهم من الأردنيين والأداء الرائع للفنان السوري عباس النوري لشخصية أبو جعفر المنصور أسهم أيضا في إعطاء المسلسل زخما دراميا.. فيه من المقومات الفنية والإنتاجية ما يشد الجمهور إليه.