facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترامب – بوتين وعالم ما بعد أوباما


رجا طلب
30-12-2016 05:21 PM

يعتقد هنري كيسنجر أن التاريخ سيسجل دونالد ترامب كرئيس مهم جداً ويعلل كلامه في مقابلة له مع محطة CBS الأمريكية بالإشارة إلى عاملين لعبا دوراً في ذلك، الأول هي طبيعة شخصية ترامب المثيرة للجدل والقوية، أما العامل الثاني فهو الفراغ الكبير الذي تركته سياسة أوباما في العالم والذي بات بحاجة لمن يملؤه بسياسة تعيد لأمريكا الدور القيادي للعالم.

ربما يكون أوباما وبفشل سياسته الخارجية كما يعتقد "ثعلب السياسة الأمريكية" هو السبب في نجاح بوتين وتفرده في اللعب بحرية شبه مطلقة في ساحة الشرق الأوسط التي كانت كل الإدارات الأمريكية ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تعتبرها من أهم المناطق في العالم التي ينبغي السيطرة عليها والحفاظ على مصالحها فيها.

ما حققه بوتين خلال سنوات رئاسة أوباما لم يكن يحلم أي زعيم سوفياتي زمن الحرب الباردة بتحقيق جزء بسيط منه، فروسيا الآن هي من تدير الشرق الأوسط بصورة منفردة وتسيطر على أهم ملفاته الساخنة على الإطلاق ألا وهو الملف السوري، وهي الآن وبسبب هذا الملف ترسم خارطة جديدة للمنطقة والإقليم أساسها السيطرة الروسية وخلق التوازن بين الأطراف الإقليمية فيه.

بسبب الإهمال المتعمد لإدارة أوباما للملف السوري وقبله الملف العراقي، بالإضافة للتقاعس الواضح في معالجة موضوع الإرهاب اغتنم بوتين الفرصة وفرض روسيا كلاعب أساسي في الملفات الثلاثة المشار إليها، ونجح في من خلال تواجد قواته العسكرية وتواجد مستشاريه في الأراضي السورية من خلق تفاهم لوجستي بين إسرائيل والنظام في سوريا أساسه عدم الصدام المباشر، وإعطاء إسرائيل حق القيام بأعمال عسكرية ضد أية جهة تخطط لأعمال ضد إسرائيل وبخاصة عمليات نقل السلاح من سوريا لحزب الله في مقابل أن تمتنع إسرائيل عن تقديم أي دعم عسكري للمعارضة السورية بكل ألوانها وعدم التعرض للقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها ومنها حزب الله المتواجدة على الأراضي السورية والتي تقاتل لجانب قوات النظام.

بسبب هذا النجاح الروسي بات لبوتين وزناً مهماً لدى نتانياهو والمسؤولين الإسرائيليين، ومن الدلائل على ذلك هو التغيب المتعمد لإسرائيل قبل أيام عن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب في سوريا مراعاة لموقف روسيا غير الراغب في إدانة النظام السوري في هذا الملف وهو الموقف الذي عرض نتانياهو إلى انتقادات قاسية من قبل الصحافة الإسرائيلية وبعض الشخصيات السياسية المعارضة التي اتهمته "بالنفاق الدبلوماسي والسياسي".

أما تركيا التي كانت تخطط لجعل التدخل السياسي والأمني والعسكري في سوريا نقطة انطلاق نحو مد نفوذها في الإقليم فقد أخطأت الحسابات مع بوتين وقدمت تنازلات كثيرة لروسيا وسلمت بدورها في إدارة الملف، وكذلك إيران التي تعد من الناحية العملية الخاسر الأكبر من الدور الروسي الذي جاء ليزاحم التفرد الإيراني في الملف السوري ويقوم بتقزيمه.

والسؤال المطروح الآن ماذا بعد غياب أوباما ؟ وكيف ستكون السياسة الأمريكية في الإقليم والعالم، وإلى أي مدى يمكن خلق تفاهم بين بوتين وترامب اللذين أبديا إعجابهما ببعضهما البعض واستعدادهما للتعاون على النقيض من سياسة أوباما؟

من المؤكد أن ترامب سيعمل على استعادة الدور الأمريكي "المفقود" في ملفات الصراع والتجاذب في الشرق الأوسط وهو أمر يحتم على واشنطن أن تزاحم موسكو في إدارة تلك الملفات الأمر الذي سيولد تنافساً يكون نواة لحالة من المواجهة أو الصراع وبخاصة في ما يخص إيران ودورها في الإقليم.

يصُعب التكهن بنتيجة سد الفراغ الذي سيقوم به ترامب في السياسية الخارجية الأمريكية التي ورثها من أوباما، وطبيعة رد فعل بوتين الذي اعتاد على مدى 8 سنوات على اللعب بحرية في الشرق الأوسط، خاصة أن وزير الخارجية الأميركي الجديد "ريكس تيليرسون " تربطه علاقة صداقة قوية بالرئيس الروسي وهو أمر من المفترض أن يلعب دوراً في خلق تفاهمات وتسويات بشأن القضايا الخلافية بين البلدين.

الشيء المؤكد أن "عالم ما بعد أوباما" هو مختلف تماماً، فهو عالم مفتوح وبقوة على احتمالين لا ثالث لهما، الأول: تفاهم سياسي يخلق وفاقاً دولياً، والثاني: تنافس حاد قد يخلق حرباً باردة جديدة و ثنائية قطبية .





  • 1 حر ابن حر 30-12-2016 | 06:44 PM

    احنا اكيد ما لناش بالحكايه ---------- ان شاء الله بحمينا نحن ......


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :