facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشهادة لا علاقة لها بالإبداع!


سليمان الطعاني
13-05-2018 02:28 PM

توهم الكثير من الناس ان الشهادات العلمية هي الأساس، توهمنا بأن المتماثلين في الشهادات، لابد ان يكونوا متماثلين في القدرات، وأن الشهادة قد تمنح الموهبة والقدرات الفكرية الخاصة، فكانت مدعاة الى اتكال البعض على بريق شهاداتهم ولمعانها والقعود مع القاعدين عن اكتساب أي من المهارات الابداعية الضرورية للحياة.

يقول المفكر السعودي ابراهيم البليهي في كتابة وأد مقومات الابداع: أن الحصول على أعلى الشهادات لا يدل على وجود موهبة خاصة عند الشخص ولا على أي شكل من أشكال الإبداع، وإنما يدل على ان الأنسان واصل مسيرة التلقي فترة قد تطول وقد تقصر، حصل بعدها على هذه الشهادة، ويضيف أن الإبداع يظل خارج مهام التعليم بشتى انواعه ومختلف مراحله، إذ أن كل المدارس والجامعات في العالم لا تدعي أن من مهامها تخريج المبدعين والمفكرين، وإنما هي تقدم معارف في قوالب جاهزة ومكرورة للدراسين .. مما أدى إلى إلحاق الغبن بالمبدعين، وبأهل المهارات، كما أدى إلى الركاكة المهنية ..

ويشير إلى أن هناك من نالوا شهادات الدكتوراه عن بعض المبدعين الذين لم ينل البعض منهم حتى شهادة المرحلة الابتدائية.

ويبين أيضا أن التعليم النظامي بمراحله ونظمه وشهاداته مستورد من الغرب، فنحن نقلنا الشكليات وأغفلنا الحقيقة، وهي أن الغرب الذي أخترع نظام التعليم وابتكر الشهادات هو نفسه الغرب الذي يجعل الإنجاز هو المحك الحقيقي للتقويم، ولهذا كانت النتيجة هي المبالغة دائما في تضخيم قيمة الشهادات المدرسية بحيث لا يتوقع الإبداع والمهارات من كل حامل شهادة، يوازي ذلك تجاهل لإصحاب الإبداعات من خارج سلطة التعليم النظامي.

إذن، الشّهادة لا تعني شيئاً في الإبداع فهي يتم منحها نتيجة مدة التلقي التي خضع لها الشخص وقد تطول أو تقصر، أما الابداع فهو موهبة وممارسة.... يقول المفكر السعودي غازي القصيبي كنت ولا أزال أرى أن شهادة الدكتوراه لا تعنى أن حاملها يمتاز عن غيره بالذكاء أو الفطنة أو النباهة فضلاً عن النبوغ أو العبقرية. كل ما تعنيه الشهادة أن الحاصل عليها يتمتع بقدر من الجَلَد ومواصلة البحث والتلقي. ويضيف في كتابه " حياة في الإدارة" الهالة التي تحيط بحاملي الدكتوراه، خاصة في العالم الثالث، وتوحي أنهم مختلفون عن بقية البشر وهمٌ لا أساس له من الواقع، قابلتُ عبر السنين -والكلام للقصيبي-عدداً لا يستهان به من حاملي الدكتوراه اللامعين، وعدداً مماثلاً لا أزال حائراً لا أعرف كيف حصلوا على الدرجة"!!.

المبدعون والمفكرون وحدهم هم الباحثون عن الحقيقة المجردة، لا يطمعون في كسب عاجل ولا يبحثون عن مغنم مادي ولا عن لمعان الشهادات، وإنما هم مدفوعون بعشق عتيق لمعرفة الحقيقة في كافة المجالات، وهم يجدون متعة كبرى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :