facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دوّامَة الصمت الإعلاميّة!


سليمان الطعاني
20-05-2018 06:20 PM

لماذا يؤثر فينا الاعلام، بالكلمة والصورة والحركة التمثيلية، لماذا يجعل بعضنا يتقمص شخصية أو فكرة، بل ويصارع دفاعاً عنها؟ أحدهم يقول إنها المحاكاة، أي أن الاعلام يحاكي، أو يمثل، وتخاطب المحاكاة ويخاطب الاعلام أشياء مركوزة في الروح، ولكن لماذا لا يسري هذا القانون على بعض الناس، فنجدهم الأقل تأثرا، هذا إن تأثروا، والأقل احتفاءً بالفن وضروبه؟ هذا إن احتفوا.

هل يجب علينا ألا نصدق كل ما يتوارد أمامنا من أخبار وأنباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى من خلال وسائل الاعلام كافة، وهل يجوز لنا ألا نكذِّب او ننكر كل ما يتوارد أمامنا من أخبار وأنباء عبر هذه الوسائل التي صارت تتناسل وتتوالد كما الجراثيم.

انها معضلة عسيرة الحل، أن نقف حائرين مكتوفي الايدي في المنطقة الوسطى الملغومة بالشك المطبق واليقين المطلق، بين الخبر الحقيقي واختلاق الخبر او فبركته او تحويره.

هناك نظرية للباحثة الألمانية، إليزابيث نيومان، باسم Of silence Spiral دوامة الصّمت أو لولب الصّمت تفسر هذه الحالة التي نعانيها جميعا، والتي تعتبر من النظريات التي من خلالها تنطلق الحملات الإعلامية لمحاربة أو تشويه فكرٍ ما.

تشير النظرية إلى أن المرء يبادر على الفور الى تصديق ما يشاهده ويقرأه عبر وسائل الاعلام، تبدأ الفكرة صغيرة جدا، لكن مع تكرار طرحها تكبر وتترسخ وتتجذر وتتعمق في دواخلنا،

توصلت نيومان إلى هذه النظرية بعد دراسة عميقة لتفاعل الجمهور مع الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام وكيف يتعاطى معها الناس على أنها حقائق دون أدنى تحقق أو اختبار أو تساؤل.

تؤكد دراسة نيومان أن السواد الأعظم يصدقون ما ينشر في الإعلام بلا تفكير أو تحقيق، أما الأقلية التي لديها رأي مخالف فتلتزم السكوت خشية ردة الفعل العنيفة التي قد تواجهها، فتبتلعها دوامة الصمت التي ابتلعت معظمنا ممن آثر السلامة والابتعاد عن السجالات والنقاشات فيما تبثه وسائل الاعلام.

سحر الاعلام يدفع الجمهور الصّامت إلى البقاء على صمته عبر إيهامه أن التعبير عن رأيه قد يكلّفه كثيراً ويشكل خطرا عليه أو حصارا من المجتمع أو قمعا فكرياً، لذلك تبقى الفئة الصّامتة على حالها، لصالح فئة قليلة تتداول التعبير عن الرأي باعتبار أنه رأي الشعب والحقيقة غير ذلك.

هذه النظرية تفسر لنا كيف أن بعض الأفكار تصبح سائدة في المجتمع من خلال الاعلام، الأمر لا يتكرر فقط على ما تنشره وسائل الإعلام التقليدية وإنما امتد إلى ما ينشر في وسائط التواصل الاجتماعي أيضا، فقد باتت الأخبار المتداولة فيها تكتسب القدسية ذاتها رغم عدم دقتها أو عدم صحتها.

عندما يتحدث بعض الناس ويبقى الآخرون صامتين، تبدأ "عملية لولبية تشكل على نحو متزايد أحد الآراء كرأي سائد".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :