facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوعي واللاوعي في الإعلام!


سليمان الطعاني
22-10-2018 01:11 PM

علينا أن نعترف بأننا نعيش حالة من اللاوعي أو تغييب الوعي في معظم المجالات السياسية والاجتماعية وأخص هنا المجال الاعلامي‏، حالة من اللاوعي تتمثل في تناقل الاخبار والتعليقات والاعجابات بشكل درامي سمج بقصد أو بسوء نية أو لجهالة أو غفلة وحسن نيّة، حالة عامّة تشير الى لا وعي إدراكي ومعلوماتي علمي إخباري إعلامي...... حالة عامة من اللاوعي أصبحنا نرزح تحت وطأتها دون أن نعلم!

مئات بل الاف الرسائل الإعلامية عبر الواتس أب والفيس بوك تناقلها الناس حول مقتل الصحفي الخاشقجي، وكلها لم تصل بنا الى حقيقة ما حصل! رسائل هابطة فكاهية تحريضية ساخرة لا ندري من هم مبتكروها أو صانعوها لا تهدف سوى تشويه صورة دولة ما أو شخيصة ما أو ديانة ما! والمضحك حقّاً هو أننا نسلّم بصحتها ونبادر لتبنيها وندافع عنها ونستند إليها، ويحتج بعضنا على بعض فيها، ونعيد تداولها بين الناس، وما ذلك السلوك إلا لكون معظمنا يعيش في غيبوبة كاملة من اللاوعي، جعلت الكثير منا مثل الببغاء يردد كل ما يقولون وما يكتبون.

هكذا وببساطة أصبح حالنا مع الإعلام المعاصر، بأدواته وآلياته المختلفة، مع التقدم التكنولوجي الكبير، وتطور أساليب الاتصال، تحول الإعلام إلى ما يشبه عصا سحرية يمسك بها الساحر فيتحكم ويؤثر على عقل ووعي الآخرين، عصا لها قوة طاغية قادرة على خلق واقع آخر له قوانينه الخاصة وأفكاره سابقة التجهيز والإعداد.

يقول المفكر البرازيلي باولو فريري أن تضليل عقول البشر هو “أداة للقهر”، فالقوالب الإدراكية التي ينشرها الإعلام، يتم تشكيلها على يد النخبة أو الحكومات، ثم تقوم الآلة الإعلامية بضخ هائل من المعلومات والأفكار والآراء، في عقل المشاهد والقارئ والمستمع، لتفسر وتبرر تلك الشروط السائدة لهذا الواقع المصطنع، بل وتظهره في صورة خلابة، وبهذا لا يضمن المضللون التأييد الشعبي فقط، بل يخلقون – بعلم أو بدون علم – المتلقي السلبي الذي لا يستطيع مواجهة الأدوات الإعلامية بما يملكه من أدوات معرفية بسيطة لا تصمد أمام قوالب الإعلام الجامدة، ولا الصور المركبة والموجههة التي يصعب تفسيرها، أو الوصول إلى عناصرها الحقيقية.

حقاً نحن نعيش حالة من اللاوعي في واقع مصطنع، وثمة من يقف وراء المعلومات والصور، لا يقدم إلا نظرته وفكرته، رغم ارتدائه ثوب الحقيقة والحرية!

أما آن الأوان للخروج من حالة اللاوعي تلك والتي جعلتنا عالة على غيرنا، نستقي منهم كل شيء له علاقة بالمعلومات والعلم والتحليلات والأخبار، فنثق في مصادرهم ونتبنّى تحليلاتهم، ونتابع منطقهم، ونسلِّم بما ينشرونه من معلومات وبيانات على شكل أخبار صحافية أحياناً، وباعتبارها تحليلات ومعلومات أحياناً أخرى، وعلى شكل دراسات وأبحاث علمية أحياناً ثالثة.. وغيرها كثير، ونقوم نحن بدورنا بتلقّفها ونشرها وتكرارها على علاتها.

أما آن الأوان للخروج من حالة اللاوعي تلك التي هيمنت علينا لعقود والتي استحوذت على كل شؤوننا، وأفقدتنا إرادتنا وتفكيرنا الحر وأذابت شخصياتنا، وخلخلت قيمنا، وأضاعت هويتنا وخصوصيتنا فظهر الانفصام والتناقض واللانضج في معظم شؤوننا، إن لم يكن جميعها.

ربما نجح الغرب في برمجة عقولنا وإعلامنا ومفكرينا على النحو الذي حولنا فيه إلى مجرد أدوات ووسطاء ومروّجين لما يريدونه وما يرغبون في أن يوهمونا بأنه الحقيقة والمسلّمات التي لا بد لنا من الإيمان بها والتسليم بمصداقيتها، لكن الوقت ما زال متاحاً للخروج من حالة اللاوعي قبل فوات الأوان، ونخطو بجد نحو حالة من الوعي والإدراك، لنفهم ما يحاك لنا؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :