facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هذا هو السر!


رجا طلب
11-05-2020 12:54 AM

في ذروة الجهد المميز والمشهود له الذي يبذله الأردن دولة ومؤسسات ومواطنين من أجل الانتصار على "كورونا" جاءت ثغرة "سائق الخناصري" كانتكاسة مؤلمة وقاسية، ومع ذلك فأني على يقين أن المعنيين قد التقطوا أبعاد هذه الثغرة واخذوا "يهندسون الحل"، غير أن العبرة التي يجب أن نتعلمها تتمثل بأن هذه المعركة مع "الفيروس" أو غيرها من التحديات يحسمها بدرجة كبيرة جدا تعليم وثقافة ووعي الإنسان، وهي عملية معقدة ومركبة تبدأ من البيت مرورا بالمدرسة والجامعة وصولا إلى ميدان العمل والحياة العامة، فصناعة الإنسان وتطوير قدراته وتنمية حسه بالمسؤولية الأخلاقية قبل المسؤولية القانونية هو المعيار الحضاري لتصنيف الدول ودرجة رقيها، وبكل أسف إن مؤشراتنا في مستوى التعليم والثقافة وحتى التحضر آخذة في التراجع وبالتالي فأن مخرجات عملية "صناعة الإنسان" هي مخرجات لا أقول فاشلة بل أقول دون الطموح، وهو الأمر الذي يحتم علينا إعادة النظر ليس في مناهج التعليم وأساليبه ومدى جودته بل بات المطلوب هو تحرير العقل من أنماط التفكير والمعتقدات "المتعفنة" عبر أساليب تربوية عصرية تنتج سلوكا إنسانيا حضاريا يعظم العمل والإنتاج ويعمق الشعور بالمسؤولية.

قد يقول البعض ما هذا التنظير؟ وهل هناك شيء كهذا في العالم؟

الجواب: نعم يوجد، وطالما نحن نتحدث عن كورونا فلسوف أتطرق إلى "التجربة التايوانية" في محاربة الفيروس التي تصنف رقم واحد في الانتصار على كورونا رغم أنها كانت مرشحة وبحكم قربها من الصين لان تكون "حالة كارثية" ومستعصية، لقد استفاد هذا البلد البالغ سكانه 23 مليونا والمحدود الامكانات من تجربته مع وباء سارس عام 2002 واقام بنية تحتية علمية قوية استعدادا لحالات مماثلة في المستقبل ومن ابرز ما قامت به تايوان انشاء (مركز القيادة الصحية الوطنية NHCC) الذي ساهم اليوم في كبح جماح كورونا.

تايوان لم تغلق مطارها إلا مؤقتا مع الصين بالإضافة إلى هونغ كونغ وماكاو، كما أنها لم تفرض الحجر ولم تمنع التجول ولم تغلق المدارس والجامعات ولم توقف عمل أي قطاع من القطاعات وكان "التيوانيون" هنا وبهذه المعركة هم العنصر الحاسم حيث تعاملوا بمنتهى الجدية والمسؤولية مع الوباء، وامتثلوا للتعليمات الحكومية وبخاصة اجراءات الوقاية الصحية وتحديدا التباعد الجسدي والتباعد الاجتماعي مما جعل العنصر البشري هو الفارق النوعي الذي أحدث الفرق في كسب المعركة.

الدولة الأردنية قامت بدورها رغم بعض الثغرات، إلا أن البعض منا استخف بالمعركة وخطورتها و" ثقب السفينة" بجهل أو بانعدام الشعور بالمسؤولية!

المواطن هو كلمة السر!!
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :