عمون - محمد الشاكر - إن تغير مكان التيارات النفاثة في طبقات الجو العليا، هي وحدها التي تُساعد على توقع الأماكن والمناطق التي يُمكن أن تصلها سُحب الرماد البُركانية الناتجة من بُركان آيسلندا.

وما تزال حركة النقل الجوي الأوروبي في حالة فوضى عارمة بعد استمرار تعطلها بسبب سحب الرماد المنبعث من بركان آيسلندا، مُكبدة شركات الطيران الأوروبي خسائر بعشرات ملايين الدولارات، كما لم تسلم مطارات القارات الأخرى من الاضطراب نتيجة إلغاء الرحلات المتجهة إلى أوروبا.

وقالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية إن هبوط وإقلاع الطائرات المدنية غير ممكن في معظم أنحاء شمال ووسط أوروبا بسبب غبار البركان الذي ما زالت ثورته مستمرة.

ولا يعرف العلماء بالتحديد متى سيتوقف البركان عن نفث الغبار الذي يسبح على ارتفاع عشرة كيلومترات في الجو، مشيرين إلى أن ثورته بدا أنها تخف السبت لكنها قد تتواصل لعدة أيام وربما عدة أشهر.

وتهدد سحابة الغبار العالقة في طبقات الجو العليا بإتلاف محركات الطائرات وهياكلها وهي تكبد شركات الطيران خسائر تزيد على مائتي مليون دولار يوميا، وتسببت في إرباك خطط السفر في جميع أنحاء العالم.

وقالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية في بيان الاحد إن الأرصاد الجوية تشير إلى أن سحابة الغبار البركاني ستستمر، وإن تأثيرها سيتواصل على مدار 24 ساعة قادمة على الأقل.

إن أهم عنصر في معرفة مسارات سحب الرماد البُركانية هو توقع و معرفة أماكن تمركز التيارات النفاثة؛ و يُقصد بالتيار النفاث هو منطقة ضيقة ترتفع بها سرعة الرياح بشكل كبير و تكون عادة على ارتفاع يتراوح ما بين 10000 (عشرة آلاف) و 40000 (أربعين ألف) قدم، و هي التي تتحكم بشكل رئيسي بمسارات السحب البُركانية.

وبحسب نماذج التنبؤات العددية المُستلمة في "مركز طقس-الأردن للتحليل و التنبؤات الجوية" بأن حركة سُحب الرماد البُركانية (على إفتراض إستمرار نفث البركان للرماد خلال الأيام القادمة) ستتحرك يومي الاثنين و الثلاثاء من منطقة البُركان في آيسلند بإتجاه جنوب شرقي نحو شمال ووسط بريطانيا و من ثم شرقاً و شمال شرقاً بإتجاه الدول الإسكندنافية.

ويتغير مكان التيار النفاث يوم الأربعاء، بحيث يُصبح مكانه يعمل على إنتقال سُحب الرماد البُركانية من آيسلندا بإتجاه بريطانيا و من ثم غالباً ما ستنقسم هذه السحب بحيث يذهب جُزء منها بإتجاه جنوب الدول الإسكندنافية و الجزء الآخر سيسير جنوباً بإتجاه ألمانيا و شرق فرنسا و سويسرا وصولاً إلى إيطاليا و الجزء الأوسط من البحر الأبيض المُتوسط و لكن بتركيز أقل كون هذه السحب عادة ما تفقد الرماد الذي تحمله من خلال هطول الأمطار.

وسيتغير مكان التيار النفاث مُجدداً الخميس، بحيث يُتوقع أن يعمل التيار النفاث على تحرك سحب الرماد البُركانية بالإتجاه الجنوبي الشرقي بحيث تصل من آيسلندا إلى شمال بريطانيا و من ثم تتحرك شرقاً إلى جنوب شرقاً بحيث تصل ألمانيا و بولندا و من ثم ستنقسم مُجدداً هذه السحب بحيث تذهب الغالبية منها بإتجاه أوكرانيا و غرب روسيا، بينما قد تتوجه بعض من هذه السحب بإتجاه شمال البحر الأسود.


* إستمرار تأثير سحب الرماد البُركانية على حركة الطيران في القارة الأوروبية:
ولا تتوقع هيئة الملاحة الجوية البريطانية استئناف رحلات الطيران من مطاراتها قبل ظهر اليوم الأحد، بينما قالت فرنسا إن مطارات باريس ونحو عشرين مطاراً أخرى شمال البلاد ستظل مغلقة حتى صباح يوم الاثنين على الأقل.

ومددت إيطاليا إغلاق مطاراتها الشمالية حتى هذا الموعد، في حين مددت ألمانيا إغلاق مجالها الجوي حتى الساعة 0600 بتوقيت غرينتش يوم الأحد، بينما أجلت أو ألغيت أكثر من 180 رحلة من المطارات الروسية.

وألغت بولندا كافة رحلاتها الداخلية والدولية حتى ظهر الاثنين المقبل في الوقت الذي تستعد فيه لإقامة الجنازة الرسمية اليوم الأحد للرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي، بينما قرر 11 من بين مائة وفد خططوا لحضور الجنازة إلغاء مشاركتهم فيها بسبب سحابة الغبار البركاني.

وبشكل عام ألغيت يوم أمس نحو 16 ألف رحلة جوية في القارة الأوروبية، أو ما يشكل أكثر من ثلثي حركة الطيران الجوي الأوروبي.(وكالات)

مزيد من التفاصيل والصور والفيديو على موقع " طقس عمون" ..
للدخول للموقع اضغط هنا