facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطبقية السياسية: كي لا يتأذى الوطن


د.طلال طلب الشرفات
05-12-2021 09:35 PM

الطبقية السياسية سلوك مهترئ قميء يجد مداه ومساحاته لدى الشعوب المستكينة الضعيفة، والنخب البراجماتية المنقادة لبريق السلطة وسطوة المال. وفي الأردن فشلت الطبقية السياسية في تكوين حالة سياسية أو اقتصادية، بل فشلت أكثر في إثارة هلع الناس أو ليّ أذرعة النخب الناشئة المتماسكة والمتمسكة بثوابت القيم الوطنية ومرتكزات المروءة السياسية. فالطبقية السياسية مرض عضال يفتك بصاحبه ويحيله الى أشلاء في حالة الاهتمام الشعبي، ويجعل منه حالة تثير الشفقة مع مرور الأيام.

وقد تجد كبار جهابذة السياسة والاقتصاد يتعثرون أمام معاملة إعفاء لعاملة منزل أو معالجة فاتورة ماء أو كهرباء متضخمة، والسبب أن كبرياء الشعب الأردني بما فيه فقرائه المنتمين يأنفون الاستعلاء ويتمسكون بكبريائهم وكرامتهم مهما غلت التضحيات، وهي سمة أشار إليها جلالة الملك غير ذي مرة في توصيف الأردنيين، فالدولة الأردنيية التي أسسها الهاشميون وأوصلوها إلى المئوية الثانية وقامت على الحب والتعاون وقيم الأسرة الواحدة تأنف الطبقية والاستعلاء والاستقواء على فقراء الوطن ونخبه الحية الشريفة.

الأردني الحر يأسره التواضع وينحاز دوماً للمروءة ونظافة اليد واللسان ولا يتردد البتة في إدانة الاستعلاء او الاستعماء، بل إن التجاهل المبرمج القاسي لهؤلاء هي صفة تلازم الأردنيين في كل موقف أو مقام. وهذا يستدعي ممن يعتقدون أنهم يكبرون ويكابرون بالموقع أو الحساب البنكي،أو حتى ممن يعتقدون أن احترام الموقع العام هو تقرب أو تزلف أو حتى مهادنة هم واهمون ومخطئون؛ لأن الأردنيين في ذلك يقتدون بملوك بني هاشم الأطهار الذين سطروا أعظم الأمثلة في التواضع والنبل والمروءة وحفظ كرامة الأردنيين والتي تشكل إحدى أهم سمات الدولة الإيجابية منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا.

هناك محاولات يائسة للولوج إلى حاجات الناس والنخب المنتمية من خلال الاستقواء وخلق نماذج كرتونية في الاصطفاف والالتفاف على ضمائر الناس وخلق حالة من الاحتكار للاهتمام والذي يريد إرسال رسالة لكل الطامحين المتمسكين بقيمهم وثوابتهم أن "انجُ سعد فقد هلك سعيد؛ حتى إذا أشغل أحدهم موقعاً أو حظي من الإهتمام الإعلامي ما لم يحظَ به غيره، تمترس في مساحات الانتقاء وطفق في تصنيف الناس إلى مُوالٍ ومعارض ومؤهل وغير ذلك، بل إن الوعود قد تتضخم إلى الحد الذي يثير الاستياء.

لم يعد في وسعنا احتمال هذه المشاهد المدانة؛ بل أضحى الوقت ملائماً للفظ هؤلاء من المجتمع، ومراجعة شاملة لأخلاقيات إشغال الموقع العام؛ تبدأ من ضرورة تمثّل أخلاق الهاشميين في سلوكهم السياسي والإنساني، والإدراك بأن فقاعات الصابون لا تصنع موقفاً أو مقام، وأن ردود فعل الأردنيين على الاستعلاء السياسي هي صاعقة وإن اختلفت الوجوه وغادر الحياء الوطني وجوه الرجال؛ فالتصنيف السياسي للقوى والأشخاص تبدأ بحجم العطاء والإخلاص والولاء والانتماء، ولا تنتهي بالمساحات التي تغطيها دماء الشهداء على هذا الثرى المقدس.

في ظني أن المسافات الضرورية لاحترام الناس والتاريخ وأخلاقيات العمل الوطني باتت تستدعي وضع ضوابط راسخة ونهائية قبل أن يتحول الانزعاج الشخصي إلى حرج سياسي غير محسوب النتائج أو العواقب، والذي يؤدي بالضرورة إلى نزع الهيبة من الموقع العام وشاغليه. لذا فإن السلوك الرصين هو وحده القادر على لجم انفعالات الناس وردودهم لأنه ليس لأحد فضل أو ميزة على الآخر إلا بقدر الوفاء للوطن والولاء الفطري الحقيقي للعرش، والذي يخلو من أي غرض أو هدف أو مراد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :