عمون - هل سبق أن سمعت أو قرأت عبارة "قديما لم تعرف كرة القدم قوانين التسلل"، في إشارة لاختلاف طبيعة اللعبة في بدايتها عن الوقت الحالي؟.

بسبب عدة أمور حدثت في التاريخ المبكر لكرة القدم، يعتقد العديد من المتابعين والمشجعين أن قوانين التسلل لم يكن معمولا بها، وأنها وليدة العصر الحديث.

على سبيل المثال، تشير عدة إحصائيات إلى أن بيليه، أسطورة الكرة البرازيلية، سجل ما يزيد عن 1000 هدف خلال مسيرته مع المنتخب والأندية بين الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي، وفي تلك الحقبة وما قبلها كانت الغزارة التهديفية والنتائج الكبيرة أمرا معتادا في مباريات "الساحرة المستديرة".

ما هو قانون التسلل؟
ببساطة ودون تعقيدات، يقوم مبدأ قانون التسلل على أن اللاعب يكون متسللا (أي خارج نطاق اللعبة) عندما يتجاوز أي جزء من جسمه -باستثناء يده- آخر مدافع في الفريق المنافس تجاه مرمى الخصم.

الحكمة من تطبيق قانون التسلل هو منع اللاعبين من طريقة سهلة وغير تنافسية للتسجيل، بالبقاء بالقرب من مرمى الخصم وانتظار تمرير الكرة ثم تسجيل الهدف مباشرة.

واعتبر الكثيرون من المتابعين أن هذا الأمر غير رياضي ويجعل اللعبة مملة، وأن قانون التسلل يجبر اللاعبين على القيام بأمور ممتعة للوصول إلى المرمى مثل المراوغة والتمريرات القصيرة.

متى ظهر قانون التسلل؟
منذ وضع أول القوانين المنظمة لكرة القدم في منتصف القرن الـ19، تم مراعاة احتساب التسلل وإلغاء الأهداف التي تأتي منه.

واستمد مشرعو قوانين كرة القدم قانون التسلل من قواعد مماثلة في ألعاب مشابهة مثل الرجبي.

وبحسب موقع "sidelinesoccer" الإنجليزي، فإن قانون التسلل موجود في قوانين كرة القدم التي تم وضعها عام 1863، كما تشير عدة مقالات في وقت سابق لهذا التاريخ لوجود قواعد التسلل أيضا.

المفارقة أن قانون التسلل في السنوات الأولى للعبة في القرن الـ19 (1800-1899) كان أكثر صعوبة وصرامة من الوقت الحالي، ففي قواعد 1863 يكون اللاعب متسللا ما لم يكن أمامه 3 لاعبين من الخصم (بما في ذلك حارس المرمى).

بمرور الزمن أُدخلت عدة تغييرات على قوانين التسلل، ومنذ بداية القرن الحالي أصبحت أكثر مرونة وتساهلا مع المهاجمين، وفي عام 1925 تم تقليل عدد المدافعين من 3 إلى 2، وأُجريت عدة تعديلات على قوانين التسلل، حتى الوصول للشكل الحالي.