facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معاول هدم !!


محمد حسن التل
27-12-2022 04:28 PM

لم تجد حركة طالبان التي سيطرت على الحكم في أفغانستان بالاتفاق مع الأمريكان ، إلا البطش بالمراة وازدرائها واعتبارها عورة ، تاركة كل قضايا الشعب الأفغاني من فقر مدقع وفقدان للأمان وانهيار إقتصادي شامل ، تركت كل ذلك وانشغلت بحرمان المرأة الأفغانية من التعليم والعمل بل ومنعها من الخروج من المنزل ، وكأنها عار يجب إخفاؤه ودفنه متشبهين بوأد البنات إبان العصر الجاهلي!!

مشكلة الكثير من الحركات الإسلامية المسلحة وغير المسلحة أنها تترك القضايا الكبيرة ذات التأثير الفعال على الناس وتتعلق بالأمور الصغيرة وتخوض معارك من أجلها ، الأمر الذي أفشلها في تجارب الحكم التي تمكنت منها .

طالبان نموذج صارخ على الإساءة للإسلام بقصد أو بدون قصد ، لا فرق ، ومعول هدم لصورته الحضارية ولا أحد يعجزه الدليل على هذا الواقع ، فأرباب تشويه صورة الإسلام في العالم وجدوا فيها وبتصرفاتها ورقة رابحة للعب عليها لتسويق فكرتهم المشبوهة نحو الإسلام والمسلمين .

رغم السنين الطويلة التي خاضت فيها حركة طالبان معاركها من أجل العودة للحكم حتى وصلت إلى اتفاقها مع أمريكا لا زالت تمارس التخلف ممارسة معقدة تبدو أكثر وضوحا في أفكار قياداتها التي وعدت العالم عندما تمكنت من العودة إلى الحكم أنها ستغير طريقة حكمها ، وأنها لن تعود لممارسة إقصاء الناس وتكفيرهم خصوصا المرأة ، وأن التجارب علمتهم كيف يسوسون الناس ويتعاملون معهم بطريقة حضارية لا تخرج عن الإطار العام للإسلام دون أي تطرف أو تشدد ، ولكن سرعان ما انقلبت على هذا وأظهرت وجهها الحقيقي في الاستبداد والإقصاء وعدم قبول الآخر ، ورسمت بتخلفها صورة مزورة عن الإسلام عند الآخرين ، الأمر الذي دعم أصحاب المشاريع المشبوهة كما اشرت ضد الاسلام في الغرب ، ودعمت نظريتهم بأن المسلمين يغرقون في غياهب التخلف.

منظر رجال طالبان وهم يضربون النساء بأرجلهم في الشوارع يشكل إدانة كبيرة للفكر الذي يحملونه ، والعقد الكثيرة تجاه مظاهر الحياة ، وموقفهم من المرأة هو العقدة الأكبر في تفكيرهم ، فهؤلاء لا يتخيلون المرأة إلا عارية .

يحاول قادة طالبان تغطية فشلهم في حكم البلاد باصطناع معارك جانبية مع الشعب الأفغاني لإلهائه عن الدمار الذي ضرب كل مناحي الحياة في أفغانستان ، ومع كل هذا الفشل يطالب هؤلاء العالم بالاعتراف بهم كدولة ، وهم متمسكون بتخلفهم ووحشيتهم .

لقد مر على المسلمين خلال القرون الماضية حركات متطرفة لعبت دورا كبيرا ليس فقط في الإساءة للإسلام عند الآخرين بل في تشويش معنى الإسلام الحقيقي عند أبنائه ، و كان الاندثار مصير هذه الحركات بعد أن نبذت من الجميع وطوى فكرها الزمان .

ليس المطلوب من العالم الإسلامي اليوم فقط انتقاد حركة طالبان واستنكار تصرفاتها بل تشكيل جبهة إسلامية من جميع الدول لإيقاف همجية هؤلاء وبطشهم في الشعب الأفغاني والإساءة للأمة في العالم وكشف تخلفهم ودعم الأفغان على الأرض ليتمكنوا من التخلص من هؤلاء الذين لا يعرفون معنى لدين أو حياة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :