عمون - من محمد المومني - يؤدي أفراد الجالية الاسلامية في منطقة تالا جنوب مدينة دبلن في جمهورية ايرلندا شعائرهم الدينية في مستودع مستأجر في مبنى تجاري منذ خمس سنوات.

ويبلغ عدد الأسر المسلمة في المنطقة ما يقارب (500) أسرة ، وفقا للجمعية الإسلامية الايرلندية في المنطقة، وهذا العدد يتزايد باستمرار ، حيث اصبح من الضروري البحث عن مكان مناسب لأفراد الجالية ليكون مركزا اجتماعيا يقيمون فيه أفراحهم وأتراحهم وكذلك من أجل أداء الشعائر الدينية لأنهم لا يستطيعون أداء شعائرهم بشكل جيد في الموقع الحالي لان تصميم المستودع المستاجر غير مناسب ويحتاج إلى إعادة تصميم و القائمون على الجمعية لا يستطيعون إجراء أي تعديلات على المبنى لأنه مستأجر.

و تستأجر ادارة الجمعية المخزن ب(100.000) يورو سنويا ، ولايوجد مصادر مالية ثابتة للجمعية لتمويل احتياجات المسجد ودفع رواتب العاملين فيه . ومصادر الجمعية المالية هي استثمار جزئي لبعض أجزاء المبنى وتبرعات مالية من قبل المسلمين في ايرلندا و خارجها ، وهذه الظروف لم تسمح للجمعية بشراء المبنى أو تغيير هيئة المبنى إلى مركز ومسجد .

السيد آدم إرقيق رئيس الجمعية أشار الى ان الجمعية تأسست في عام (2000) ، وتهدف إلى: اندماج الأقلية المسلمة في أوروبا اندماجا حقيقيا بدون ذوبان في المجتمع الأوربي مع المحافظة على الهوية الإسلامية في أوروبا. وتوطيد العلاقات بين أفراد الجالية الإسلامية من خلال إحياء الأعياد والمناسبات الإسلامية وإحياء المناسبات الاجتماعية. وتثقيف وتوعية الأقلية المسلمة بما يصلح شؤون دينها ودنياها، من خلال إقامة الأنشطة الدينية والثقافية المتنوعة. لافتا أن الجمعية تسعى إلى إقامة علاقات مع المؤسسات الإسلامية في العالم العربي ودول العالم مختلفة. كما أنها تسعى أيضا إلى تعزيز الحوار الديني والثقافي مع الأديان والثقافات الأخرى و التعريف بالثقافة الإسلامية ومبادئ الدين السمحة.

السيد ادم إرقيق قال بعد جهود استمرت سنوات ، توصلت إدارة الجمعية الى اتفاق مع صاحب المستودع لشراء المستودع في نيسان / ابريل الماضي2010 ب (1.500.000) يورو تدفع على مدى عشر سنوات بمعدل (150.000) يورو سنويا و هكذا تكون الجمعية قادرة على إعادة تأهيل مساحة المستودع كاملة واستغلالها بشكل مناسب .

وقد بدأت إدارة الجمعية بوضع خطة متكاملة لاستغلال مساحة المخزن وإعادة تصميمه بحيث يتم إنشاء مركز متعدد الثقافات يتضمن مصلى للرجال وآخر للنساء ، إضافة إلى قاعة متعددة الأغراض للمناسبات الاجتماعية و المناشط التربوية والرياضية لأبناء الأقلية المسلمة، ومدرسة للمحافظة على الهوية الإسلامية الأوربية لأبناء الأقلية المسلمة. بالإضافة إلى حلقات لتعليم القرآن و اللغة العربية وتنظيم الندوات والمحاضرات. وسيطلق اسم مركز تالا متعدد الثقافات على هذا المشروع .

السيد جاسم عبد المنان احد أفراد الأقلية المسلمة في منطقة تالا قال بعد مجهود كبير من ادارة الجمعية سنتمكن من الصلاة في مسجد وليس مخزن حيث سيتم اعادة اعمال الديكور في المسجد بما ينسجم مع العمارة الإسلامية بذوق أوربي وسنتمكن من اصطحاب زوجاتنا واطفالنا اليه للصلاة ونحن نشكر ادارة الجمعية على هذا المجهود.

من جانبه قال جمعة أبو الشباب إن هذا المركز الجديد الذي سيتضمن مسجدا للرجال والنساء وقاعة خاصة سيسمح لافراد الجالية من ممارسة شعائرهم الدينية والاحتفالات الدينية في المنطقة. بينما في السابق كنا نذهب الى المراكز الاخرى البعيدة عن اماكن سكننا.

ويذكر ان الاقلية الاسلامية في أيرلندا هي مجتمع متعدد الثقافات تتألف من المسلمين من مختلف البلدان مثل باكستان وماليزيا والصومال وجنوب أفريقيا ونيجيريا والجزائر وليبيا والبوسنة والشيشان وايرلندا نفسها. و هناك مساجد في مناطق مختلفة من البلاد على سبيل المثال كورك وقولوي و ليمريك .... وكذلك في دبلن.

كما بدأ المسلمون يصلون الى أيرلندا في أوائل 1950 للدراسة وبعضهم استقر في ايرلندا بعد أن أسسوا أعمالا خاصة تجارة أو عمل ثابت أو زواج من ايرلندية .

تأسست اول منظمة اسلامية في ايرلندا ، و هي جمعية دبلن الإسلامية في عام 1959 من قبل مجموعة من الطلاب المسلمين. حيث تم شراء المباني في شارع هارينجتون (7) لاستخدامها كمسجد. وفي عام 1983 تم شراء كنيسة واستبدالها بمسجد وفي عام 1996 تم بناء المركز الإسلامي الثقافي الايرلندي من قبل مؤسسة مكتوم الخيرية .