facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحلة عمري * سالم المحادين


21-11-2010 12:24 AM

إستيقظت من نومي الساعة الثامنة والنصف صباحاً علماً انني لست مطلوباً للدوام اليوم فجلست قليلاً وأشعلت السيجارة المتعارف عليها على الريق و بدون أي مقدمات داهمني تفكير مفاجىء وقررت الذهاب للدوام اليوم وليس غداً كما هو مفروض وفعلا تناولت الإفطار وقدمت بعض المشاركات على الفيس بوك ثم جهزت أغراضي المبعثرة هنا وهناك وطلبت من الوالد العزيز أن يوصلني بالسيارة للشارع العام وهذا ما كان .

ركبت في الباص الأول الذي سيقلني نحو المجمع وهي مسافة قصيرة حوالي خمس كيلومترات وكانت الرحلة إعتيادية وكأنها الهدوء الذي يسبق العاصفة وحين وصلت المجمع وجدت باصاً يتأهب للإنطلاق فسألت الكنترول المشرف على هذا المجمع إن كان هناك مكان لراكب فقال لي ليس هناك إلا كرسي المضيف ( كرسي المضيف وهوإما المخدة أو الخشبة أو الصندوق المجاور للسائق ( إنت وحظك ) ويطلق عليه إسم كرسي المضيف باللغة المحكية لسائقي الباصات العمومية وهو ذات المصطلح الذي تتبادله المكاتب المسؤولة عن القروبات السياحية !!!!!!!!!!! ) .

جلست على الصندوق الخشبي المفروش بمخدة والمخدة مغطاة بحرام وللعلم فإن تركيبة الباص وهذا الصندوق حتمت علي أن يكون ظهري للزجاج الأمامي ووجهي بإتجاه الركاب لأنه ليس لقدميَ مكان إلا إذا كان من الممكن نزع التابلو من مكانه .

وهنا لا بد لي من ذكر مواصفات الباص الذي سيقلنا المسافة التي تقارب حوالي 25 كيلومتراً ( نزول )
الباص موديل الف وتسعمية وخشبة .
مكتوب على الباب الرئيسي للباص كلمة ( بحبك ) .
كل شيء في الباص يزمر بإستثناء الزامور .
طبعاً رقم الهاتف الخلوي للسائق مروس وبخط عريض فوق المرآة الداخلية.
هناك بعض اشرطة السي دي على الزجاج الأمامي للباص .
هناك صورة للسائق مع أحد أصدقائه موضوعة على التابلو .
السائق يرتدي طاقية معكوسة للخلف وهو بالطبع كثير الإطمئنان على سلامة الركاب من خلال المرآة التي لو نظرت اليها لرأيت عيني السائق وشاربه حيث أن التعديلات التي قام بها السائق على المرآة قبيل إنطلاق الرحلة حتمت ذلك .

المهم بدأت الرحلة بأن الباص رفض التشغيل وحاول السائق عدة مرات بتحريك المفتاح يمنة ً ويسرةً دونما جدوى فكان لا بد من اللجوء إلى أحد أبرز مهارات مالكي السيارات ( الفقراء منهم ) وهي ( التعشيق ) وتعني إنزال الهاند بريك حيث يمشي الباص عندها ومن ثم التشغيل وهي طريقة أثبتت جدارتها لدى الفقراء علماً أنها تتطلب وجود السيارة في أعلى الشارع المنحدر للأسفل وعليه فإنك إن توجهت للمناطق الفقيرة وخاصة في فصل الشتاء ستجد السيارة في أعلى المرتفع هنا أو هناك وليس بالضرورة في كراج البيت ( إن وجد ) وذلك لمواجهة إحتمال عدم التشغيل في اليوم الثاني .

نجحت التعشيقة وأتضح أن المكتوب مقري من عنوانه فالباص إنطلق بصوت رجة قوية جعلت كل من في الباص يتبادلون نظرات الإستغراب حيث أن الباص يبدو غير طبيعياً وبعد قرابة 2 كيلو متر تلاشت الرجة ليبدأ صوت أشبه بالصفير وكأن الباص ليس إطارات تمشي على الإسفلت وإنما حديد يمشي على الأرض والغريب في الموضوع أن السائق لم يراعي الحالة المتردية للباص وكان يمضي مسرعاً والركاب يتمايلون يمنة ويسرةً وقد رأيت بعض الركاب يتمتمون في أنفسهم وأظنهم يقرأون الفاتحة وربما يدعون بالنجاة من هذا المأزق .

أرادت إحدى السيدات النزول من الباص فأخرجت قطعة نقدية من الشنطة ودقت على الزجاج المجاور لها ولكن هيهات هيهات فالضجيج الموجود في الباص لن يجعل السائق يسمع الرنة وكوني مواجهاً لها إستطعت بالنظر فقط وليس بالصوت فهم حاجتها فأمسكت بيد السائق قائلاً له ( نزل هون ) وحتى أنتهى من تأدية الغيار المناسب والتخفيف من سرعته كان قد تجاوز المكان الذي تود المرأة النزول عنده تجاوزه بمئات الأمتار وما كان من المرأة إلا أن قامت بتوبيخه ببعض الكلمات وقد كان رده لطيفاً ( إنزلي يا حجة وتوكلي على الله ) وعند نزولها وحتى لا تتكرر القصة معي أخبرت السائق عن وجهتي شفهيا رغم بقاء بضعة كيلومترات عن الوصول إليها فأهز برأسه موافقاً علماً أنني تشهدت وقرأت الفاتحة عدة مرات كما هي العادة من حيث الفكرةوليست كما هي العادة من حيث الكم .

وصلت لوجهتي سالماً غانماً معافى ً والحمد لله وبقي باقي الركاب في ذمة الله عزوجل وتحت رحمة الله ثم مزاج السائق وأظنهم وصلوا بعون الله كما وصلت حيث أن المسافة الباقية لهم بدوني بسيطة جداً وفعلاً صدق من قال السواقة فن وذوق وأخلاق !!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :