أسباب فقدان الشهيه عند الكبار
24-06-2023 12:29 PM
عمون - فقدان الشهية، المعروف بالإنجليزية بـ "Anorexia" أو "Anorexia nervosa"، هو اضطراب يصيب بشكل أكثر شيوعًا الإناث ويعتبر مهددًا للحياة. يتسم هذا الاضطراب بفقدان الشخص للوزن بشكل كبير، وتتم تشخيص حالة فقدان الشهية عندما يكون وزن الشخص أقل بنسبة 15% من الوزن المثالي. يجب أن نلاحظ أن مصطلح "فقدان الشهية" قد يكون غامضًا إلى حد ما، حيث يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشهية من شعور قوي بالجوع، لكنهم يرفضون تناول الطعام، ويصاحب ذلك خوفهم من زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة على الرغم من نحافتهم الشديدة.
لا يوجد سبب محدد للإصابة بفقدان الشهية، ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دورًا في حدوثه. يعتبر فقدان الشهية شائعًا بشكل خاص بين المراهقين، وعلى الرغم من إمكانية حدوثه في أي عمر، إلا أنه نادر بعد سن الأربعين. فيما يلي بعض العوامل التي يعتقد أنها تلعب دورًا في حدوث فقدان الشهية:
العوامل البيولوجية: على الرغم من عدم معرفة الجينات المسؤولة عن الإصابة بفقدان الشهية، يعتقد أن 50-80% من خطر الإصابة به يعود لأسباب جينية. وقد أشارت الدراسات إلى وجود عدم اتزان في المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في الهضم والشهية والجوع لدى بعض المصابين باضطرابات الأكل. قد يكون لبعض الأشخاص أيضًا ميل وراثي نحو الكمالية والمثابرة والحساسية، وهي سمات مرتبطة بفقدان الشهية.
العوامل النفسية: قد يكون للأشخاص المصابين بفقدان الشهية صفات شخصية ميالة للسلوكيات القهرية والاستحواذية، مما يدفعهم إلى الالتزام بنظام غذائي معين على الرغم من الشعور بالجوع. قد لا يكونون مقتنعين بمدى نحافة أجسادهم بسبب هوس الكمال والقلق الشديد.
العوامل البيئية: تتنوع العوامل البيئية التي تلعب دورًا في حدوث فقدان الشهية، مثل تأثير الموضة ورسائل الإعلام التي تروج للنحافة كمعيار جمالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترة المراهقة والشعور بالقلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس يمكن أن تسهم في حدوث فقدان الشهية. تشمل العوامل الأخرى التعرض للاعتداء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي، والمشاكل العائلية أو العلاقات العاطفية السيئة، والتعرض للتنمر، والخوف من الامتحانات والضغط الناجم عن السعي وراء النجاح، ومشاكل الحياة الأخرى التي تسبب ضغطًا نفسيًا مثل عدم الحصول على وظيفة مناسبة.
تتميز حالات فقدان الشهية بوجود العديد من الأعراض والعلامات بجانب شعور شديد بالجوع. تشمل هذه الأعراض:
ارتباط احترام الذات بمظهر الجسم.
الهوس بعدد السعرات الحرارية والدهون المحتوية في الطعام.
اتباع طقوس معينة للأكل مثل تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة أو الأكل بشكل منفرد أو إخفاء الطعام.
انقطاع الحيض (غياب الدورة الشهرية) لمدة 3 أشهر.
الإمساك.
الجفاف.
صعوبة النوم ليلاً.
الدوار أو الإغماء.
تساقط الشعر.
الاكتئاب.
انتفاخ الأطراف.
نمو شعر خفيف وبري على الجسم والوجه.
الشعور بالبرودة، خصوصًا في الأطراف.
الشعور بأن القلب ينبض بطريقة غريبة.
تجنب الفعاليات الاجتماعية والعزلة عن العائلة والأصدقاء.
علاج فقدان الشهية يواجه تحديات عديدة، بما في ذلك عدم قبول المريض للعلاج نتيجة عدم إدراكه لحاجته إلى العلاج، إلى جانب الخوف من زيادة الوزن. يهدف العلاج إلى استعادة الوزن الصحي ومعالجة المشاكل النفسية المرتبطة مثل نقص الثقة بالنفس وتغيير سلوك المريض. يتضمن العلاج العديد من الخيارات وعادة ما يتطلب دمجها، بما في ذلك:
العلاج في المستشفى: قد يتطلب فقدان الوزن الشديد الدخول إلى المستشفى لعلاج مشاكل القلب والجفاف والاكتئاب الشديد وخطر الانتحار وعدم التوازن الكهارل، بالإضافة إلى الحاجة في بعض الأحيان إلى التغذية الوريدية.
استعادة الوزن الصحي: يهدف العلاج إلى استعادة الوزن الصحي من خلال خطوات متعددة تشترك فيها الطبيب والمعالج النفسي والعائلة وأخصائي التغذية. يتم تزويد المريض بخطط غذائية محددة وكميات سعرات حرارية تساعد في استعادة الوزن الصحي.
العلاج النفسي: يهدف العلاج النفسي إلى تغيير نمط التفكير والسلوك لدى المريض. يتضمن ذلك استخدام تقنيات تعزيز سلوك صحي تجاه الطعام والوزن وتغيير استجابة المريض للأحداث المختلفة. يتضمن العلاج النفسي برامج خاصة للمراهقين والتي تعتمد بشكل أساسي على العائلة لعلاج المراهقين المصابين بفقدان الشهية.
العلاج الدوائي: لا توجد أدوية خاصة لعلاج فقدان الشهية، ولكن يمكن استخدام أدوية مضادة للاكتئاب لمعالجة الاكتئاب والقلق المرتبطين بالحالة. بعض المضادات للاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، يمكن أن تساعد في تحسين النوم وتحفيز الشهية. قد يتم استخدام أدوية نفسية أخرى لمعالجة المشاكل النفسية.
من المهم أن يكون العلاج شاملاً ومتعدد التخصصات، حيث يشتمل على التدخل الطبي والعلاج النفسي والدعم العائلي لتحقيق أفضل نتائج عند علاج فقدان الشهية.