facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدبلوماسية الأردنية بعد اتفاق بكين ..


محمد حسن التل
11-03-2023 09:43 PM

الاتفاق الذي أعلن عنه أمس في بكين بين السعودية وايران القاضي بعودة العلاقات بينهما الى طبيعتها خلال مدة أقصاها شهرين، فإن من شأنه ان يغير شكل التموضع السياسي في المنطقة ويخلق رسما جديدا على الخارطة، فالسعودية وايران قوتان كبيرتان في المنطقة، وصاحبتي نفوذ في اكثر من دولة، وهذا يعني انه اذا نجح الاتفاق بينهما، فإن كثير من العلاقات ستتغير، كما ان العديد من الازمات ستجد طريقا للحل قريبا، خصوصا في لبنان واليمن، وربما يتعدى الأمر الى الأزمة السورية. كما أن هذا الاتفاق سينعكس على العلاقة الإيرانية الخليجية خصوصا ان العديد من دول الخليج حافظت على علاقتها مع إيران، كعٌمان والإمارات وقطر. ونتائج الاتفاق مؤهلة لتنعكس على العلاقة المصرية الإيرانية، كما ان الاتفاق كرس وجود الصين كقوة ثالثة في المنطقة، تضاف الى أمريكا وروسيا.

ولا شك ان الاتفاق لم يكن مريحا للولايات المتحدة وقول أمريكا انها ترحب في الاتفاق هو نوع من المكابرة، لأنه ربما يفقدها حليف كبير كالسعودية ضد ايران، وزيادة على ذلك كما أشرت زيادة مساحة تواجد الصين في المنطقة وهي الخصم العنيد لها، خصوصا ان بكين حليف قوي لروسيا سواء هنا في الشرق الأوسط اوخارجه خصوصا الملف الأوكراني.

المهم أن المصالحة بين السعودية وإيران خلطت الأوراق الأمريكية على أكثر من جهة، وربما يمتد هذا الوضع إلى العلاقة الأمريكية مع الدول الأوروبية، الذي يرى بعضها أن التهور الأمريكي في أوكرانيا قد ورط القارة الأوروبية التي بدأت الأصوات ترتفع هناك بأن الدعم المطلق لأوكرانيا في الحرب مع روسيا بات عبئا عليها، بعيدا عن الرواية الأمريكية بخطورة روسيا على الدول الأوروبية وتهديدها لدول شمال الأطلسي.

ما يعنينا نحن في الأردن انعاكاسات الاتفاق وظلاله على المعادلة السياسية في المنطقة، عمان جاملت الرياض عند بدء الأزمة بينها وبينها طهران، وسحبت سفيرها من طهران وزادت من تجميد علاقاتها مع الأخير، فهل من الممكن الآن أن تعيد الدبلوماسية الأردنية النظر بعلاقتها مع طهران نتيجة الوضع الجديد بعد مصالحتها مع الرياض؟ أم أن الحساسيات الأردنية ستظل قائمة امام تطبيع العلاقات بين الطرفين، مع العلم أن طهران دائما تحاول تطبيع علاقاتها مع عمان وتجهد في ذلك.

الدبلوماسية الأردنية قامت في كثير من الأحيان بمجاملة أطراف على حساب أطراف أخرى، ولنكن صريحين بأننا لم نستفد من هذه المجاملة في كثير من الأحيان، مع أنها كانت على مدار عقود طويلة دبلوماسية قائدة في المنطقة، ولعبت أدوارا كبيرة تاريخيا في تقريب وجهات النظر بين أطراف عديدة، وكانت عمان ميدان مصالحة بين دول عربية عديدة، وتحلحلت ملفات كثيرة على طاولات المفاوضات في عمان. مع العلم ان الدبلوماسية الأردنية اليوم مدعومة بثقة كبيرة من جميع الأطراف في المنطقة وخارجها، بصدقية الملك عبدالله الثاني وقدرته على تقريب وجهات النظر بين أطراف كثيرة، لما يتمتع به من سياسة متزنة ومواقف معتدلة.

أعتقد أن المطلوب الآن أن تجهد الخارجية الأردنية بترجيح المصالح الأردنية على المجاملات، لأنه بات واضحا أن اللعبة السياسية الجديدة في العالم تغيرت وباتت تعتمد على المصالح أكثر من أي شيء مضى، وأصبحت الدول تنوع من تحالفاتها حتى تضمن أكبر قدر ممكن من مصالحها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :