محافظة الزرقاء .. مشكلات بيئية بحاجه لحلول عملية
31-01-2011 05:11 PM
عمون - زياد الغويري - تعاني محافظة الزرقاء البؤرة البيئية الأكثر سخونة وتأزما في الأردن من مشكلات بيئية ملحة في حاجتها لحلول عملية تنهي تلك المشكلات وتحول دون تأثيراتها السلبية صحيا وبيئيا على الأهالي والمناطق التي توجد فيها .
الزرقاء تعاني من سوء تصريف مياه الأمطار نتيجة ضعف شبكة الصرف الصحي وعدم جاهزيتها لاستقبال الأمطار خاصة الغزيرة منها ،وتعاني معظم أحياء الزرقاء من نقص كميات المياه التي تضخ لها خاصة في الصيف حيث يتعايش سكان أحياء الحسين ،ابن سينا ،الاسكان ،الحاووز ،الغويرية ومعصوم وحي الأمير محمد مع أزمات حقيقية صيفا.
فيما يعاني حي معصوم من مشكلة تلوث ناتجة عنا المحطة التحويلية التي تصر بلدية الزرقاء على نفي وجودها وتؤكد أنها مجرد حركة آليات فيما تصر أن رمي النفايات محظور وتحت طائلة المسؤولية والتحويل للحاكم الإداري وكتابة التعهدات وانه سيتم تطويرها وتشجيرها وتعيين حراس وعمال نظافة قريبا فيما تؤكد أن معامل الطوب التي تنتشر عشوائيا منظمة وانه لا تراخيص جديدة لها في حين ترخص البيوت بجوارها رغم أنها منطقة معامل .
وتعاني معصوم من تراكم أكوام الأنقاض والنفايات وتواجد الأغبره الكثيفة المنبعثة عن حركة الآليات في منطقة الكسارات ما يؤثر سلبا على الأمان المروري خاصة صيفا، ولم يلحظ أهالي الزرقاء أي تغير على مستوى الاهتمام بالنظافة حيث يستمر وجود النفايات في العديد من الأحياء وفي المجمع القديم لساعات قبل أن يتم إزالتها.
وتعاني أحياء كالهاشمية الغربية ومعصوم والضباط من انتشار عشوائي لمعامل الطوب ومناشير الحجر ما يؤثر سلبا بيئيا وصحيا على تلك المناطق وساكنيها، ومن بين مشكلات الزرقاء سيلها ومياهه الصناعية العادمه والأخرى الناتجة عن الصرف الصحي والتي تمر بلوائي الهاشمية والرصيفة ، إضافة ما يعانيه لواء الرصيفة من مشكلات بيئية كتلال الفوسفات ومصنع الخميرة وسوء تصريف لصحي وعدم الاهتمام الكافي بالنظافة .
أما لواء الهاشمية فيعاني مشكلات الخربة السمراء التي لا تقتصر على الروائح وما تسببه للأهالي من تأثيرات سلبية حيث المياه العادمة التي تصب في سد الملك طلال حيث المخاوف الحقيقية من تلويثها له. وتسبب ترحيل الحكومات لحل مشكلة الانبعاث الناجمة عن مصفاة البترول في تفاقم تلويثها وتأثيراتها الصحية والبيئية وتضاعف كلف تركيب وحدة استخلاص الكبريت من مليون إلى نحو 19 مليون ، وتزداد مأساة أهالي اللواء في ضل دراسات حكومية بكلفة 6مليون دينار لإقامة مصنع لليورانيوم في اللواء وتحديدا في منطقة المجدر قرب الخربة السمراء بحجة توفر المياه ما سيضيف ملوثا بيئيا هو الأخطر رغم تأكيدات حكومية بالالتزام بالمعايير والضوابط البيئية والصحية ما سيزيد البؤرة البيئية في الزرقاء سخونة وتأزماً .
لواء الضليل والحلابات يعاني هو الأخر من مشكلات بيئية أخطرها مصنع اسمنت الأبيض والكسارات المنتشرة وما ينجم عنهما من أغبرة كثيفة تؤثر بيئيا وصحيا على تلك المناطق وساكنيها ،وتتجاوز مشكلة تلك الكسارات إلى تفجيرات تبعث ضجيجا وتسبب تشققات لم تسلم منها البيوت والمساجد المجاورة خاصة وان تلك التفجيرات تتم على أعماق كبيرة ،وتضاف لهذه المشكلة مزارع الأبقار حيث تتخلص بعضها من نفاياتها بطرق لا تتفق والمعايير البيئية وتؤثر سلبا على المياه الجوفية ليضاف بذلك ملوثا للمياه العادمة الصناعية والأخرى الناتجة عن الصرف الصحي لتزداد المخاوف على أبار المياه الجوفية خاصة مع غياب الدراسات التي تقيس اثر تلك الملوثات على المياه الجوفية وفق تصريحات حكومية سابقة لـ عمون .
وتزداد خطورة تلك المشكلة في ظل أزمة المياه التي تعانيها الزرقاء صيفا والتي تتوقع إدارة مياه الزرقاء زيادة حدتها صيف هذا العام نتيجة تأخر سقوط مياه الأمطار واستمرار ارتفاع معدلات الفاقد المائي والمقدر بنحو 53% .
ويضاف لما تعانيه الحلابات والضليل من مشكلات بيئية مصنع الكلورين مخاطره 2008 و2009 تفجيرات تسببت بإصابة عشرات العمال فيما يحتاج الحلابات الشرقي لمدرسة بديلة لمدرسة الذكور القائمة كونها آيلة للسقوط كما تحتاج الحلابات والضليل لمركز صحي شامل .
البيوت القديمة المهجورة مشكلة أخرى تعاني منها بعض أحياء الزرقاء بما فيها وسط المدينة ما يؤثر سلبا على جمالية الزرقاء ويؤدي لمناظر غير حضارية فضلا عن كون تلك البيوت المهجورة التي تنتشر في أحياء كابن سنا والغويرية ومعصوم ووسط المدينة تشكل اوكاراً لأرباب السوابق والخارجين على القانون لشرب الخمور ولممارسات شاذة لم تسلم منها مقبرة الغويرية التي ما يزال موتاها ومن نفذ حكم الله فيهم يئنون من ذلك ومن غياب الحراسة والجدران الحامية.
أوضاع بلدية الزرقاء الكبرى المالية تحول دون التغيير العاجل في ضل مديونية تصل لخمسة ملايين ما يوجب دعمها خاصة وأنها من اكبر بلديات الأردن وتتجه النية لتحويلها لأمانة لتمكينها من أداء دورها المأمول .
و فيما يعد لواء الأزرق التابع لمحافظة الزرقاء بواحاته الجميلة من أكثر المناطق جمال طبيعة يعاني هو الأخر من مشكلتين واضحتين حيث غياب خدمة الصرف الصحي عن بعض المناطق وما تسببه الحفر الامتصاصية من وباء بيئي فيما تعد المشكلة الأبرز الفقر حيث العديد من اسر الأزرق تعاني من فقر مدقع .
أما مناطق دوقرة وأبو الزيغان فتعاني من مرور سيل الزرقاء بمياهه العادمه عبرها إضافة لغياب خدمة الصرف الصحي فيبعض مناطقه إضافة للمخاطر التي يتعرض لها الأطفال الذي يدرسون في إحدى المدارس التي تقع على الجانب الآخر من سيل الزرقاء حيث لا يوجد جسر للعبور يضمن وصولهم من والى منازلهم بسلام وآمان أما مناطق صروت والعالوك والكمشة وام المكمان وبيرين فان العمل الجاد لبلدية بيرين حد كثيرا من مشكلاتها ومخاطر طرقها فنجدها الأكثر نظافة والأكثر جمالا بيئيا وصحيا حتى باتت متنزها لأهالي الزرقاء وعمان بيد أن تلك المناطق تعاني من سرقات الأغنام التي وصلت لمئات رؤوس الأغنام والتي سجلت ضد مجهول ما يستوجب استحداث نقطة أمنية
الكمشة والمكان يعاني أهالي تلك المناطق معاناة حقيقية تستوجب حلا يضمن انهاء مأسآتهم في وقت ما زالت مطالبات اهالي المناطق الاخيرة بتسيير خط باص الى تلك القرى ومن ثم بيرين الى عمان تنتضر آذانا مصغية ترأف بحالهم خاصة أن مكان عمل عدد لا يستهان به في عمان تجنبا لما يعانون في التنقل ذهابا وايابا من والى عمان عبر طريق الزرقاء.