facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثورة للعدالة


سلامه الدرعاوي
13-02-2011 03:43 AM

الشباب العربي الذين انتفضوا في مصر وقبلها في تونس واسقطوا نظامين مستبدين حكما لعشرات السنين كان لشعورهم بفقدان العدالة وتنامي حالات الفساد, فالناس ترتضي الاستبداد لكن بعيدا عن الفساد, اما ان يأتي الفساد والاستبداد, فان النتيجة هي انفجار الشارع.

فقدان العدالة امتدت لكافة الاعمال ولم تكن محصورة يوما بشكل معين, فالمحسوبية والواسطة حرمت الشباب من الانخراط في الاعمال سواء الرسمية او الخاصة, وهو امر ادى الى تفاقم معدلات البطالة في الطبقات الوسطى والفقيرة, مما فاقم مشكلتي الفقر والبطالة.

فقدان العدالة كان في احتضان الانظمة لفئة فاسدة في المجتمعات دفعت بقوة تجاه السيطرة على مقدرات البلاد ونهبت الثروات مقابل مزيد من الجوع والذل لبقية فئات المجتمع.

فقدان العدالة كان جليا في الانتخابات المزورة التي عهدتها الانظمة لضمان وصول فئات متحالفة معها للحفاظ على مكتسباتها الراهنة دون النظر الى مصلحة الشعوب.

فقدان العدالة كان يتم من خلال ايجاد سياسات اقتصادية لا تخدم سوى فئة محدودة للغاية من المجتمع كانت تتحدث على الدوام عن وجود معدلات نمو عالية وفي الحقيقة كان هذا النمو يصب اولا واخيرا في مصلحة الانظمة وحلفائها.

غياب العدالة كان ناتجا اساسا عن التحالف المبطن في المراحل الاولى والعلني فيما بعد بين اصحاب السلطة ورجال اعمال كونوا توليفة جديدة في المجتمع كان هدفها النهائي الاسراع قدر الامكان في احكام قبضتهم على مقدرات البلاد.

الشباب العربي المتعطشون للعدالة انتفضوا لاستعادة كرامتهم من ذل الانظمة, والاهم من ذلك كله ان من خرج هذه المرة للشارع هم شباب ليسوا مسيسين بالدرجة الاولى او منظمين من جهات حزبية او ما شابه ذلك, شباب انتفض بنفسه ولكرامته دون تحريك بالريموت, وهذا يعني ان هذا الطوفان لا يمكن ايقافه الا بتحقيق مطالبه وهذا ما تم فعلا.

مظاهر الاحتجاجات اليوم في كل دول المنطقة تتشابه في مكوناتها, فالمسألة ليست متعلقة بتراجع الاوضاع الاقتصادية على كافة الاصعدة, لكن تصاحبت تلك المظاهر الاقتصادية بمشكلات اجتماعية وسياسية خطيرة للغاية, لم يعد هناك وقت للحديث عنها او التفاوض عليها, فالسنوات الكثيرة الماضية لم تأخذ تلك الانظمة مطالبات شعوبها محمل الجد, لا بل ان فهمهم لتلك الاحتياجات والمطالبات جاء متأخرا في الوقت الذي استشرى فيه الفساد كافة اجهزة تلك الدول ومسؤوليها.

اليوم شعارات المظاهرات في مختلف الدول متشابهة والمطالبات متقاربة الى حد كبير, فاوضاع الدول هي اصلا متشابهة ولا يوجد ما يختلف من دولة لاخرى, ومسألة الاصلاح الحقيقي هي اولوية شعوب تلك الدول, فلا وقت اضافيا لمناورات الحكومات في التلاعب بمشاعر الشعوب التي طفح بها الكيل لدرجة ان بعضها وجد في احراق الذات ملاذا امنا لحياة جديدة قد تكون افضل مما هم فيه الان.0

salamah.darawi@gmail.com

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :