facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا ينتظر غزة ؟


م. عبدالله الفاعوري
06-11-2023 10:28 AM

غزة كيوسف، تُركت في ظلمات القصف والإبادة النازية البربرية الإجرامية الصهيونية التي لا تعرف معنى الإنسانية، قصف بلا هوادة ولا تراجع يستهدف الأبرياء والأطفال والنساء أمام خذلان العالم أجمع مُترجما بقوانين ازدواجية وبشرية وحشية مجردة المشاعر، فلا نصرة لغزة من دعاة حماية الإنسانية، فسلاحهم الوحيد عقيدة سليمة شكلت في نعومة أظفارهم طرزت معاني الصبر في وجدانهم ورسمت لهم في مخيلتهم ملامح النصر والوعد الرباني.

اليوم غزة تلفظ أنفاسها أمام تكالب البشرية عليها، مستشفيات تُهدم ومدارس تُسقط على رؤوس نازحيها ومخيمات تُسوى بالأرض بلا حسيب ولا رقيب، فكما قيل "كلام الليل يمحوه النهار"، فما يحاك من اجتماعات دولية على كافة الصعد من أجل الوصل لحل وهدنة إنسانية يذهب هباء منثورا، فلو بحثنا في هذه الحرب على كافة الصعد والأبعاد سياسيا وديموغرافيا وجغرافيا وعسكريا لوجدنا بروز بعض الملامح والمخرجات..

أولا: سياسي..
حيث نجد الغرب وواشنطن على صعيد الحكومات يقدمون دعما سياسيا منقطع النظير لإسرائيل، لكن خرق الإنسانية يتطلب خرق كل سبل السلام فلا سلام أمام الجرائم الوحشية، فالاحتشاد الغربي مع إسرائيل خارق للقواعد السياسية الحربية أيضا، فلا يخضع لسياسة عدم الانحياز أو سياسة التوازن الدولي إنما رجح كفة على الأخرى وهو خارق لكل الاتفاقيات ويتوجب على الجميع في المنطقة الوقوف الصريح مع غزة إزاء هذا التكالب، لان خرق الإنسانية هو خرق ونقض للعهود والسلام وهي عادة أحفاد القردة والخنازير.

من جانب المقاومة نجد سياستها كالعادة جامعة لا منفرة حيث تستمر بطلب الدعم من الأشقاء وتهادن وتسايس طهران ووكلائها بالرغم أنها شعرت أنها تُركت لوحدها تقاتل على غير ما اتفق عليه، وذلك من باب استمرار استخدام ضغطهم ولو من باب التصريحات، فأُجزم لكم أنها لن تترجم لواقع ولن تتدخل إيران ولا أذرعها في المنطقة مطلقا في هذه الحرب وهذا ما اشرت اليه في مقال سابق، إنما إيران تتخذ من دعم المقاومة والتعامل معها تحقيق مصالحها الخاصة وخصوصا يتمثل ذلك في أنها تدير مساومة المقاومة من أجل الرهائن.

ثانيا: ديموغرافيا؛ نجد الحرب تهدف بالعلن تصفية المقاومة (حماس) وإضعاف قدراتها والوصول بها في وضع ضعف، لكن يبدو لنا بشكل غير معلن أن الصهاينة يريدون تهجير الشعب الفلسطيني في غزة من أجل تصفية القضية نهائيا، فالقصف الذي لا يتوانى يتعدى هدفهم المعلن بتصفية حماس وما يدل على ذلك قصفهم للمستشفيات والمدارس، فهم يريدون إرهاب الشعب الصامد وإفزاعه لإجباره على النزوح ولو من أجل العلاج كما شاهدنا في الأيام الأخيرة للحرب؛ بعد قلة الإمدادات لغزة أصبحت تفتقر لأبجديات الحياة، فمن مجريات الحرب نجد إفراغ شمال القطاع من ساكنيه في خطة التهجير.

ثالثا: عسكريا؛ نجد الحرب تنقسم إلى قسمين، عدوان يستهدف الأطفال والنساء نجد الصهاينة الجبناء أمام صمت العالم يحقق مكاسب ويقتل ويبيد شعب بأكمله وعائلات بكل أفرادها وكذلك أمام هذا القصف السافر يحجب عنهم المساعدات مما يمهد لإبادة بشرية سافرة، أما على الصعيد البري نجد قوات الاحتلال تتكبد خسائر كبيرة من مدرعات وآليات وخسائر بشرية في الجند يفوق المعلن، وأقولها إسرائيل ما لها طاقة بالمقاومة بريا أمام إعدادهم وعقيدتهم، لكن ممكن تحقيق مكاسب إذا ما استمرت الحرب لفترة أطول، لأن يد المقاومة لوحدها لن تصفق أمام هذا التكالب الغربي.

يبدو أن هذه الحرب ستطول وتطول لأن أهدافها المعلنة تمثل الوجود والعدم لأطرافها، وما يستمر به الصهاينة الجبناء من قتل للأفراد لا بد وأن يقود دول منطقتنا لدعم أكثر لغزة ونبذ أكثر لهذا الكيان الغاشم الذي لا يملك وجودا في منطقتنا، فمن يقتل أطفال غزة لن يتوقف عن قتل بقية أطفال المنطقة وإذا كان القطاع خطوة اولى فما خفي أعظم بشأن الخطوات اللاحقة، فالمستهدف الأول هو الإسلام وكل ما يجري يقدم قوى الشر بالمنطقة كإسرائيل وإيران سياسيا وشعبويا وديموغرافيا على حساب القوى الإسلامية الأخرى الممزقة المفرقة.

وفي الختام، نحن في الأردن أردن الرباط يُنتظر منا الكثير لإخوتنا في غزة، وبتنا نشهد مؤخرا دورا كبيرا على الصعيد القيادي والدبلوماسي والشعبي، إذ تم استدعاء السفير الأردني لدى اسرائيل في خطوة إيجابية كذلك تمت إقامة حملة إعلامية ساهمت في كسب تأييد كثير من دول الغرب وتأليب الشعوب على حكوماتها بشأن العدوان، وأخيرا تم إرسال طائرة مساعدات إلى القطاع عنوة، والمسيرات الشعبية لا تنفك عن رفع شعارات الدعم والتأييد لإخواننا في القطاع وكذلك يُتطلب منا الكثير إذا ما استمر استهداف المستضعفين، فوالله كل الألم والوجع والآهات والصرخات والصيحات على ما يحدث في القطاع، نتألم ونتوجع من مصير مظلم يبدو لنا بعد شهر من الحرب وغيمة مظلمة على منطق المجريات التي لا تسر صديقا ولا عدوا، لكن أملنا بالله لا ينفك ووعده بالنصر حقيقة في كتابه، سواء أكان ذلك في الحرب الحالية أم مستقبلا فلا بد للحق أن يظهر، فنسأل الله دوما أن يستخدمنا ولا يستبدلنا في إظهار حقه ولو كره الكافرون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :