facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العزة والكرامة لشعبٍ قرر مصيره


د. ضرار مفضي بركات
11-11-2023 02:51 PM

يأتي هذا المقال في ظل الأحداث التي يشهدها قطاعُ غزة من مآسي القصفٍ والتدمير والقتل المُمنهج دونَ هوادة أو وازع أو رادع!.

فبينما يتكالب جيش الاحتلال الصهيوني الممزوج بالتنوع العددي والمعدات وآلات الدمار الشامل والقتل المُمنهج، والمدعم بأقوى الدعائم الاسنادية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ضاربين بقرارات المجتمع الدولي والأُممي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية عُرضَ الحائط، من غير رادعٍ أو وازعٍ أخلاقي أو أُممي!..

نعم؛ لإزالة الاستغراب:

إنها عاطفةُ الغرب والإدارات الأمريكية المُتعاقبة والمُتعنتة، والوعود البريطانية البلفورية- وعد بلفور-: وما فيها من (الفسفورية والعنقودية، والأسفنجية، والصاروخية والمدفعية المُدمرة، والصوتية والضوئية الحارقة والخانقة) فضلاً عن آلات الريبورتات والمُسيرات بين الموجهة والانتحارية، قتلاً ودماراً.

وفي الجانب الآخر يُقابلهُ عيونٌ تدمع، وعيونٌ تُغمض.. وأجسادُ الأبرياءِ تَتَهاوىَ بينَ شهيدٍ وجريح، وبينَ مكلومٍ ومقهورٍ بقيّ على أنقاضِ منزلهِ و حارتهِ وحيهِ، التي طُمست معالمها؛ ليجد أنَّ وقتَ الصلاةِ قد حانَ ولا أذان للمسجد، الذي دُمرَ على أيدي الجُبِناء.

وبين صرخات وأهاتٍ تخرج من الأم الثكلىَ، والطفل الجريح اليتيم برجلٍ واحدة، يمشي بها؛ ليجدَ مِن أقرانهِ ممن بقوا بعناية الله ولطفه، وليجدَ أنهم مُثله، حالهم كحاله.

ولتخرج الصرخات والصيحات من أعماقِ القلوبِ، التي تلاصقت بالحناجر؛ خوفاً ورعباً وألماً، ليذهبوا من مكانٍ إلى مكان؛ لتجدهم أيدي الغدر، وأيدي الظلم والغطرسة الصهيونية: إما لتقتلهُ قنصاً أو تفجيراً أو تجويعاً: صبراً ! (حبساً ومنعاً) عن كل معاني الحياة، أو قتلاً قهراً على عزيزٍ له، رآهُ قتيلاً مشوهاً أو جريحاً يصرخ ويصرخ، من غيري مُسعف، ليجد أنَّ المسعف الذي بجانبهِ قد قُنصَ أو قُصفَ قبله.

فعندما تجد أنَّ المستشفيات والمؤسسات الطبية قد أصبحت ملاذاً للناس؛ يحتمون بها، لا لمداواة جرحاهم وتشافي مرضاهم فقط، بل ظناً منهم أنَّ هذا العالم المُتحضر يسمع وقد يُلبي صرخات الألم! ولكنها أيضاً تقصف وتُدمر! فأين يذهب أطفال الخداج ومرضى الكلى والعُجز من ذوي الأمراض المُزمنة، وغيرهم.. ولكنها تقصف، بل وقبلها مؤسسات تعليمية، وإغاثية، وإعلامية وخيرية، قصفت ودمرت على من فيها، فأينَ يذهب من بقي، فهل من مُغيث؟!.

نعم، إنما تقدم هو من حصيلة أهداف آلات الدمار، التي يُوجهها ويقودها الجماعات الصهيونية المُتطرفة؛ بلا رحمة ولا إنسانية لديها، والتي جُبلت على العنصرية والتطهير العرقي، والقتل والإجرام، والقمع، والتهجير القصري، فضلاً عن خِطط الاستيلاءِ المُستمرة، وتوجيه وتوظيف الإعلام العالمي الكاذب؛ خدمةً لمصالحهم ومشاريعهم الاستعمارية والاستيطانية.

فهل هناكَ ظلمٌ وقهرٌ أعظم مِن هذا؟! وهو على مرأى المُجتمع الدولي، والقانون الدولي، والمُنظمات العالمية؛ لحقوق الإنسان وغيرها، دونَ جدوى...فأين هذه المنظومة الدولية؟! فما أسوأها من عاطفة بلفورية: إجرامية وإرهابية متغطرسة في مُختلف أشكالها وأنواعها، دماراً وخراباً؛ للإنسانية العالمية، والجواب، رداً على تلكم الإدارات الغربية والأمريكية المتعاقبة والمُتعنتة، تحيزاً: سيادياً سوداوياً، وعنصرياً: إستعمارياً وإستيطانياً، بكل أشكال التطرف والإجرام المُمَنهج.

فهذا المشهد المتقدم وغيره، كم تكرر؟!..لكن إنَّ مِنَ السؤالِ غرضٌ وعِبرة، فإنَّ هذا لن يمرَ على من كانَ يقضاً وحياً بفطرتهِ وعقله ومنطقهِ السليم؛ لأنهُ يؤمن بربٍ عظيم ومُنتقم، هو الله -جل جلاله- بل أيضاً هو يؤمن ببصيرته ويرى ببصره، مُفكراً ومُتذكراً يومَ الأحزاب، وما فيها من أحداثِ قومٍ لئام، أغلقوا آذانهم، وأشعلوا نيرانهم من الهمز واللمز، إلى الفتنة والحرب والعمل باستمرار على تقليب القلوب وحشد الحشود بالعدد والعدة: ارصاداً وتصدية، بقلوبٍ وعقولٍ ملئها الحقد والبغض، قتلاً واستئصالاً؛ لشوكة للمسلمين ودعوتهم، فأحاطوا بهم من كل جانب حصاراً وتربصاً وقتلاً، حتى بلغَ من المسلمينَ ما بلغ من الخوف، لا على أنفسهم بل خوفاً على دعوة إلى الله تعالى، وعلى أرض الله تعالى، وعلى أهاليهم، أهل الله وعباده، حتى أنزلَ الله تعالى السكينة والطمأنينة على قلوبِ المؤمنينَ، وأيدهم بنصرٍ عظيمٍ من عنده؛ قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)) (سورة الأحزاب).

الشاهد: أَّن هذا كانَ يوم الخندق، اليوم الذي أشتد فيه البلاء، واشتدّ الخوف، وأتاهم عدوّهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، حتى ظنّ المسلمون كلّ ظنّ، ونجم عن ذلك ما نجم من أعداء الله تعالى من الكافرين والمُنافقين من ترويع المسلمين وتثبيطهم، وصدهم عن الدعوة إلى الله تعالى. (الطبري، محمد بن جرير(ت: 310هـ)، جامع البيان في تأويل القرآن، ج20، ص218).

وأخيراً: نستذكرُ معاً بعضاً من خطابات جلالة الملك الحسين -رحمهُ الله- في تصوير ما يفعلهُ اليهود بفلسطين والقدس، وقطاع غزة، من مآسي وإجرام، قال:- رحمه الله -( إنَّ قضية فلسطين كما نؤمنُ معكم قضية عربية إسلامية، وهي تتقدم كلَ قضية سواها، ويجيء لقائكم اليوم والصهيونية في عنفوان تحديها للمسلمين، وممارستها اللاشرعية ولا إنسانية، تهزُ كل ضمير، وتتحدىَ كلَ خلقٍ، وتَتَنكر لكلِ عُرف وقانون) وقال: -رحمهُ الله -( إنَّ إسرائيل تحتلُ الأرضَ ظلماً وعدواناً وتقتلُ الشعبَ أمامَ الأشهاد، وتطاردهُ في كل مكانٍ، بالإرهاب والتشريد، وتُمعن في الأرض العربية والحضارة الإسلامية، طمساً وابتلاعاً وتهويداً، وتُنكر على الإنسان العربي المسلم حقهُ المشروع في الحريةِ والأمن).

فهذا هو الواقع المأساوي والمشاهد من المجازر المستمرة، والتعذيب والقمع والاستيطان وغيره،(عيناً وعياناً) بلا رادع! لنجد أنَّ النزعة اليهودية والتركيبة العقلية، بالعنصرية والكبر، وحب الذات(للسلطة) بأن: “أكون وغيري لا يكون” طابعها غريب وعقيم ومُتعالي على الحق والفضل والمعروف والأخلاق؛ بسلوك منهج الغطرسة والإجرام وعدم مراعاة العهود والمواثيق، ولا مراعاة شُعوب تلكم الدول الكبرى من أحرار العالم ممن خرجوا وهتفوا تأييداً لوقف مجازر الإبادة!.

فهذا هو شأن اليهود والصهيونية ودأبهم كداً وجهداً؛ بإيقاد نيران الحروب والفتن والحقد والضغائن، وتأليب الرأي العام الدولي، والأُممي؛ خدمةً لمصالحهم أللأخلاقية واللاإنسانية؛ ولتغطية مجازرهم بحق الأطفال والنساء والعُجز، بل ينتقل جرائمهم المستمرة إلى الإبادة الجماعية، دونَ هوادة أو رادع!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :