تصرف يومها في أعمال الحطب والخَبز ورعاية رؤوس الماشية التي تعيش على سراب الكلأ والماء في طرف البلدة، وذلك طمعا في تأمين مصروفات ابنها الجامعي، ولأن حكوماتنا في حينه لا تسمع مطالب اللواء من الصحف بل من تلك التسويفات الحكومية والخطط المرسومة على مدى طي من الزمان، فلا تتحقق إلا في مستقبل يؤجل كلما اقترب، زار جلالة المغفور له الحسين بن طلال اللواء، و نتج عن هذه الزيارة ما يعرف "بجمعية تنمية قرى بني حميدة" ولتغيب بعد هذه الزيارة ذيبان عن ناظر الحكومات المصابة ببعد النظر ولتجف بعد ذلك مياه السيل في الوالة...


ذيبان بلدة أردنية تتكئ بنسدال على كتف وادي الموجب. هناك حيث يصافح وادي الموجب من جهته الغربية وديان فلسطين نحو خليل الرحمن، وفي غربيه ينسرح النظر نحو عمق صحراوي يحفظ قصص فرسان ٍ هبوا ذات ليل على قوافل الترك والاستعمار

صمدت ذيبان في وجه الصحراء كنبتة "العضو" فيه ورسخت جذورها العنيدة في كبد الصحراء، ولتكون بطوبوغرافيتها وهمة أجيالها صلة الوصل بين كرك الهية وبلقاء عدن... أهلها من رحم الأردن الرابض في قلوبهم وهم من قلبه سويداء، ليعود من جديد رجع خرير الجداول في الوالة وفي الهيدان حيث الطواحين التي هشمها معول الزمان بعدما جف السيل، غير أنها اليوم عادت تتدفق بفعل سدٍ منيع احتضن بين جدرانه ماء السماء الذي كان يموت في باطن الأرض دون أن يحفظ .


ذيبان الجغرافيا لا تختلف عن ذيبان الحراك السياسي والخدمي، فمع عودة تدفق المياه صوب مجاريها باتت المطالب عديدة وجديدة بجدة المتطلب الزماني و المكاني أمرا ملحا، فذيبان تعرف أنها ليست في الوجدان الحكومي حاضرا وتاريخا، بل أنها في وجدان ديوان الهاشميين العامر، وهو وحده من كان يستمع لدفق الماء في ودياننا ولنبض الحياة في هذا اللواء ويسمع من دون رياء هتافات الحب والانتماء فيه.

فهل من مسؤول فيلقى السيل مرحبا.