تظللنا هذه الايام ذكريات جليلة وجميلة على مستوى الوطن والأمة..
انها أعيادنا الوطنية التي احتفلنا ببعضها في الشهور الماضية ؛ كذكرى تاسيس الدولة الأردنية عام ١٩٢١ م والتي توجت بالاستقلال الناجز عام ١٩٤٦ م.. وذكرى تعريب ((قيادة ))الجيش العربي الأردني وانهاء المعاهدة الأردنية / البريطانية وحكم الانتداب البريطاني .
و هي ذكريات حميمة لأجيال عديدة من ابناء الشعب الأردني العزيز تحمل كل معاني الفخر والاعتزاز بالوطن والشعب والقيادة وترسيخ الانتماء القومي بالتاكيد على ان الأردن جزء لا يتجزأ من أمته العربية الماجدة.،وفقا للدستور الأردني .
وفي ظلال مناسبات وطنية وقومية اخرى وفي طليعتها ذكرى معركة الكرامة عام ١٩٦٨ التي توجت بالانتصار العظيم على العدو الصهيوني الذي اراد ان يجرب قدراته على احتلال أراض أردنية ، فانكفأ مدحورا وسطر الجيش العربي انتصاراً حاسما على المعتدين بمداد الفخر والاعتزاز ودماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم ببسالة فداء للوطن وأمنه واستقراره.
وهذه الايام نحتفي بعيد الجلوس الملكي ويوم الجيش وذكرى النهضة العربية ، بكل ما تعنيه او ترمز إليه هذه المناسبات من كبرياء واعتزاز وطني وقومي ، في هذا الحمى العربي العزيز والمعتز بالله اولا ،وبقيادته الهاشمية الأمينة والحكيمة ودورها في صون الامانة ومتابعة مسيرة الاباء والاجداد ثانيا .
ولعل الحديث عن هذه السنوات الممتدة لربع قرن هو عهد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يجعلنا نستعيد مسيرة متصلة وجهودا عظيمة تكللت بالنجاح وحققت تطلعاتنا -شعبا وقيادة - إلى تعزيز الدور الأردني المنبثق من رسالة النهضة العربية الكبرى في الحرية والوحدة والتقدم .
و قد شهدت السنوات الأخيرة تحركا اردنيا واسعا على صعيد تحديث الدولة وحماية مصالحها وتاكيد ثباتها على منطلقاتها ومبادئها المنبثقة من إسلامها وعروبتها .
كما ان عجلة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي قد دارت بسرعة وهي متواصلة من اجل انجاز اهداف الوطن ومصالح الامة والحرص على تعزيز الدور الأردني الفاعل في حفظها وحمايتها .
اجمل التهاني لقيادتنا الشجاعة والحكيمة ولشعبنا الوفي الذي يقف بصلابة وانتماء ثابت مع هذه القيادة التي تحمل رسالة الهاشميين الابرار في وحدة الامة ودورها وحضورها . ولقواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الامنية ، حماة الوطن وحراسه الأمناء في مواجهة تحديات شديدة ماثلة وأخرى خفية ، ليبقى وطننا عزيزا آمنا مستقرا .