هم الذين يدركون طُهر أرضه، ويستشعرون قداسة رسالته التي احتضنت باكورة الحلم العربي، يوم يممّ العرب وجوههم نحوها بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول؛ لتكون الحصن الحصين الذي انطلقت منه خيول العرب وفرسانهم لتطهير بلاد الشام من الاستعمار، والملاذ الذي احتمى به الأحرار طمعًا في الوحدة والكرامة.
المؤمنون بالأردن هم الذين يؤمنون بأرضٍ باركها التاريخ، ونذرت أبناءها للدفاع عن قضايا العرب، فلبّت نداء العروبة والإنسانية، وقدّمت الشهيد تلو الشهيد في فلسطين وسوريا واليمن، وكلما نادت الأمة، ليكون الدم الأردني شاهدًا صادقًا على وفاء الأردنيين ونبلهم، وتفانيهم في حمل قضايا أمتهم.
المؤمنون بالأردن، هم الذين يثقون بوطن لا يعرف التراجع ولا الإختباء، وأرض تتّسع كلما ضاقت غيرها على أهلها، فتكون الحضن الآمن والمأوى الكريم.
المؤمنون بالأردن هم الذين يفتخرون بوطنٍ لم يرضَ أن تدوسه أقدام الغزاة، فسطّر بمعركة الكرامة درسًا لا يُنسى، وأعاد جيشٌ للأمة كرامتها، وأثبت أن النصر يُصنع بالإيمان والعزيمة لا بالكثرة والغرور.
المؤمنون بالأردن، هم الذين يفهمون رسالة الهاشميين، تلك الرسالة الممتدة من بطاح مكة إلى ربى عمان، رسالة الحكم الرشيد الذي يقوم على ثلاث دعائم:
الحق، الذي سعى إليه الهاشميون منذ بداياتهم، مناهضين الظلم والاستبداد.
والعدل، الذي تميّز به حكمهم المتزن، جامعًا بين الواقعية السياسية وثوابت الأمة.
والرحمة، التي كانت الركن الأصيل في تعاملهم مع شعوبهم، فتجسّدت في الأردن مزيجًا متناسقًا من الأصالة الهاشمية والهوية الأردنية النبيلة.
المؤمنون بالأردن يؤمنون بأنه يسير بثبات الحكيم، وبنهج المتزن الحليم، بعيدًا عن ردود الأفعال الآنية، والانفعالات المؤقتة، فغدا واحة أمن واستقرار، ومقصداً لكل ملهوف، وملاذًا لمن ضاقت به السبل.
حتى صارا مثالا في الوعي، وثوابت العروبة التي ظل وفيًا لها في زمن التقلّبات والمصالح المتبدّلة.
المؤمنون بالأردن يقدّسون ترابه، ويثقون بقيادته، ويقفون خلفها بثقة وصدق، لا تكسّبًا ولا انتهازًا، بل وفاءً وإيمانًا بأن الأردن ظلّ وسيبقى قلعة من قلاع العروبة، وصوتًا صادقًا للإنسانية، وملاذًا آمنًا لكل حرّ وشريف.
المؤمنون بالأردن يثقون بجيشه العربي المصطفوي، ويفتخرون بمسيرته النبيلة الممتدة لأكثر من قرن، حامي الحمى، والمدافع عن الحدود، والمساند لكل مكلوم ومحتاج.
المؤمنون بالأردن يؤمنون بكُلِّهِ؛ وطنًا وقيادةً وجيشًا وأجهزةً أمنيةً وشعبًا، وأنه الصخرة الصلبة التي تقوم عليها مسيرة الأردن وتُبنى عليها ديمومته، بإذن الله.