أمن الأردن واستقراره أولاً
د. محمد ناجي عمايرة
16-06-2025 10:56 AM
من الأهمية بمكان ان يكون الموقف الأردني واضحا ومحققا للمصلحة الوطنية العليا قبل كل شيء ..
وهذا الموقف الواضح والثابت برز منذ اليوم الاول للهجوم الإسرائيلي على ايران . فقد أدان الأردن بوضوح ودون تردد هذا الاعتداء بوصفه مخالفا للقانون الدولي واعتداء على دولة ذات سيادة.. وطالب بوقف العدوان.
وقد اخذ الموقف الأردني بعين الاعتبار طبيعة الصراع في المنطقة وما يتصل بالعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة وما يقوم به الاحتلال من جرائم ابادة وتطهير عرقي وحرب تجويع وانتهاك فاضح لكل القوانين والشرائع الدولية وما يتصل منها بحقوق الانسان خاصة.
هذا الموقف الأردني وضع مصلحة بلدنا فوق كل اعتبار وراعى ان يكون منسجما مع الشرعية الدولية، ولم يلتفت إلى الاصطفافات غير المبررة في هذا الصدد.
وقد جاء الموقف اولا على لسان جلالة الملك عبد الله الثاني ثم تلاه تصريحات وزير الخارجية في لقاءاته بنظرائه في مختلف الدول الشقيقة والصديقة وكذلك بيان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وتصريحات وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة.
وقد حرص المسؤولون الأردنيون كافة على التركيز على المنطلقات الأساسية لهذا الموقف النابع من رفض الأردن المبدئي لأية اعتداءات على سيادة الدول وفقا للقانون الدولي النافذ.
ولعله من المهم ان يشار إلى ان ذلك كله يؤكد على ان الكيان الاسرائيلي المحتل يمارس اعتداءاته المتصلة على الشعب الفلسطيني الخاضع لاحتلاله بالضد من كل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي وغيرها.
واذا كان الأردن قد نأى بنفسه عن ان يكون طرفا في هذا الصراع الإيراني- الاسرائيلي فإنه لم يتجاهل أبدا ان الكيان الاسرائيلي هو البادئ بالعدوان، ويستوجب الإدانة.
وكان هذا الموقف الأردني الصريح والثابت هو ما ارتكز عليه جلالة الملك في مباحثاته وزياراته للدول الشقيقة والصديقة وتصريحاته للإعلام الخارجي.
وبالقياس، فإنه موقف يلقى كل الاحترام والتقدير من مختلف دول العالم.
ومن هذه المنطلقات جاءت دعوة الأردن إلى وقف هذا العدوان وما تلاه من مواجهات و هجمات متتابعة بين ايران والكيان الاسراىيلي ، حفاظا على الامن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
كما ان التحرك الدبلوماسي الأردني الذي يقوم به نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ينطلق من فهم عميق لهذا الموقف وللسياسة الأردنية التي تركز على مصالح الأردن الوطنية ومرتكزاته القومية قبل كل شيء.
وهذا ينسحب بالطبع على رفض الأردن المطلق ان يكون ساحة لصراعات الدول الاخرى ايا كانت الأسباب ، ولذلك عمل الأردن على التصدي لأية مسيرات او صواريخ تدخل مجاله الجوي وتشكل بالضرورة خطرا مباشرا على مواطنيه وأمنه واستقراره.
وعلينا جميعا ان نتفهم هذا الموقف وان نكون يدا واحدة وقلبا واحدا خلف قيادتنا الحكيمة في هذه الظروف الدقيقة التي تشهد فيها المنطقة صراعا ثنائيا مشتعلا ويخشى ان يتسع ليشمل دولا اخرى في المنطقة والعالم.
ولاشك في ان هذه الظروف تستدعي من دولنا العربية موقفا عربيا موحدا ازاء ما يحدث في المنطقة وما نواجهه من تحديات امام امننا الوطني والقومي.