الأردن صوت الحق والعدالة لفلسطين وغزة
ماجدة الشوبكي
16-09-2025 11:43 AM
في لحظة تاريخية فارقة من عمر الأمة، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها دولة قطر، حاملاً لواء الحق وصوت الضمير العربي والإسلامي، مؤكداً أن لا عدالة ولا سلام في المنطقة ما لم تُنصف فلسطين ويُرفع الظلم عن غزة التي ما رف جفن للانسانية ومؤسسها ولا للجهات الدولية .على ما تقوم به آليات العدو بهم من قتل وتهجير واعتقال وقتل بدون رحمة ولا إنسانية.
لقد كان خطاب جلالة الملك حاضراً بعمق، جامعاً بصدق، ومعبّراً عن الضمير الحر الذي ينادي بعودة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام، باعتبارها قضية الأمة الأولى، وجوهر الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. لم يكتفِ جلالته بالتعبير عن الموقف، بل قدّم رؤية واضحة تنطلق من ثوابت الأردن الراسخة: الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، رفض سياسات الاحتلال العدوانية، والتمسك بحل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام العادل والدائم.
ولم يقف خطاب جلالته عند حدود التشخيص، بل حمل نداءً صريحاً بضرورة تحقيق إجماع عربي وإسلامي قوي وموحد، لمواجهة همجية الاحتلال وعدوانه على غزة، وفضح جرائمه غير الإنسانية التي تُغطى دولياً، والتصدي للأفكار التوسعية المتطرفة التي يروج لها نتنياهو، والتي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
إن كلمات جلالة الملك في الدوحة لم تكن مجرد خطاب دبلوماسي، بل جاءت بمثابة بيان للحق والعدالة والإنسانية، لتؤكد أن الأمة العربية والإسلامية قادرة على التوحد حول قضيتها المركزية إذا ما توافرت الإرادة الصادقة. فقد جسّد جلالته بجرأته ووضوحه ضمير الملايين من العرب والمسلمين الذين يتطلعون إلى مواقف عملية تُعيد الاعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والدولة المستقلة.
القمة التي حملت آمال الشعوب، شكّلت محطة فارقة لإحياء روح التضامن، لكن الحضور القوي والموقف الحاسم لجلالة الملك عبدالله الثاني أضفى عليها بعداً أكبر، إذ جعلها منبراً لإعلاء كلمة الحق في وجه الظلم، ومنارة لإعادة القضية الفلسطينية إلى نصابها الصحيح: قضية عدالة وإنسانية، قبل أن تكون قضية سياسية.
لقد أعاد جلالته التأكيد أن نصرة غزة اليوم ليست خياراً، بل واجب إنساني وأخلاقي، وأن الدفاع عن فلسطين ليس دفاعاً عن جزء من الأمة فقط، بل عن مستقبلها وكرامتها جميعاً. وهكذا، سجّل الأردن بقيادة جلالة الملك حضوراً مشرفاً في القمة، وحوّلها إلى محطة تعيد البوصلة نحو ما يجمع الأمة لا ما يفرقها.
وبهذا الموقف الشجاع، خطّ جلالة الملك عبدالله الثاني في الدوحة صفحة جديدة من صفحات القيادة الهاشمية، التي لم تتوان يوماً عن نصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها فلسطين، لتبقى كلماته عنواناً لعودة الحق، وانتصار العدالة، واستعادة الإنسانية.
* رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام ووحدة تمكين المرأة والشباب - بلدية الشوبك