facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هكذا نجحت قطر وخسرت إسرائيل


هزاع البراري
18-09-2025 12:58 AM

على الرغم من مساحة الغموض التي ما زالت تلقي بظلالها على بعض ملابسات الضربة الإسرائيلية في قطر، إلا أن ارتدادات هذه العملية وما تمخض عنها من نتائج مباشرة وأبرزها فشل الهدف الأساسي للعملية، المتمثل بتصفية وفد حماس المفاوض، وقصدية نتنياهو أن تكون التصفية على أرض قطر تحديدا، وما لهذا من معانٍ ودلالات بالغة الحساسية والتعقيد، لأن إسرائيل بذلك لا تستهدف الوفد الحمساوي فقط وإنما تستهدف الدور القطري وتأثيره، ضمن مشروعها لعزل غزة أكثر وإضعافها سياسيا بشكل كبير، لذا يعرف نتنياهو أن مغامرته حساسة وخطرة، لكنه كان يمني النفس بنتائج مختلفة تماما، تصب في خدمة تطلعاته بقطع أوردة حماس والتسريع بوتيرة استكمال تدمير غزة واحتلالها تماما.

لم يكن فشل العملية وحده المؤلم إسرائيليا، كون الأهداف لم تتحقق ونجى الوفد وما نتج عن ذلك من حرج عسكري ودولي لإسرائيل، بل أن المؤلم أكثر هو ما قامت به قطر بعد العملية مباشرة فكان إمعانا بتكبيد إسرائيل مزيد من الخسائر، ففي عرف العلاقات الدولية والإقليمية الخسائر لا تأتي عن طريق الرد العسكري وحسب، فبعض الردود أكثر نجاعة ضمن ظروف معينة وتعقيدات واضحة المعالم، فقطر دولة مؤثرة في الإقليم، وتمتاز بعلاقات جيوسياسية إقليمية ودولية لا يستهان بها، وهذا يتضح من سرعة وحجم الاستجابة للتحرك القطري، فهي لم تكتفِ ببيان إدانة، بل سارعت إلى إعلان تجميد الوساطة، وتحركت باتجاه مجلس الأمن بمؤازرة عربية على رأسها الأردن، وحققت من خلال بيانه ليس فقط إدانة عالمية، بل إنعاشا عالميا لحل الدولتين الذي سعت إسرائيل جهادة عبر ثلاثة عقود للقضاء عليه واقعيا وسياسيا، وهذا مدماك جديد في البرج العالمي الكاشف لوجه إسرائيل العنصري والدموي، وهي خسارة إضافية لدولة الاحتلال. وإن كان نتنياهو يحاول أن تصرف "ببجاحة" وعنجهية وكأن لا شيء يعنيه، لكن الواقع غير ذلك يعبر عنه أن صب جام غضبه على غزة أكثر وأكثر.

ولعل من أهم ارتدادات هذه الضربة على إسرائيل نفسها أنها خسرت وسيطا مؤثرا وقناة تواصل في غاية الأهمية، وهو ما دفع قطر إلى ما يشبه الاستدارة، فأعطت ظهرها الصلب لإسرائيل في وقت حرج، وهي استدارة المنتصر فيها قطر والخاسر إسرائيل لأكثر من سبب واعتبار، فجاءت القمة العربية والإسلامية لتكون مساحة حرة لقطر لتعلن من خلال كلمة أميرها سمو الشيخ تميم بن حمد وبلغة شديدة الوضوح والحزم عن رؤيتها وموقفها من إسرائيل، التي قال فيها أن تسعى إلى جعل الوطن العربي منطقة نفوذ إسرائيلية، وأن هذا حلم لن يتحقق، هذا الإعلان ليس مجرد خطاب عابر، بل تأكيد على حجم خسارة إسرائيل جراء ما أقدمت عليه، فهذا خطاب يضع قطر تماما كرأس حربة في وجه أطماع وخطط نتنياهو، الذي لم يتوقع كل هذا الفشل لهذه العملية، ولم يتصور حجم الضرر الذي تتعرض له دولته، فيهرب من كل ذلك إلى مزيد من القتل والتدمير والإبادة التي لم يشهد التاريخ بمثل وحشيتها وفظاعتها.

بالتأكيد أن نتنياهو حسب حساب ارتدادات نجاح العملية المؤكد بالقضاء على وفد حماس التفاوضي والتسبب بحرج كبير لقطر، لكنه من الواضح لم يحسب حساب فشل العملية الذريع، ولم يتوقع سرعة وحجم وتأثير الحراك القطر في الرد على إسرائيل، وقد أسهم كل هذا في إعادة الروح بشكل ما إلى التضامن العربي الإسلامي، الذي تراجع كثيرا في المراحل الأخيرة.

لاشك أن إسرائيل أمام خيارات أكثر صعوبة، وأن قطر اليوم غير قطر أمس، فهي في صميم الحالة العربية العربية، وليس أدل على ذلك من هذا الإلتفاف العربي الواضح حول قطر، فزيارة صاحب السمو تميم بن حمد أمير قطر للأردن لا تنفصل عن هذا السياق الناهض، فللزيارة دلالات عميقة في توقيتها وظروفها ومكانة الزعيمين العربيين إقليميا ودوليا، وهي تتجاوز مقاصد الزيارة الأخوية والمؤكدة على عمق العلاقات بين البلدين، ووقوف الأردن الحازم بجانب قطر، وإنما تأتي أيضا في إطار الدعم المشترك، ورص الصفوف، وهي زيارة يراقبها نتنياهو بعدم ارتياح، لأنه يعرف رسائل هذه الزيارة ومدلولاتها وإنها أيضا خسارة إضافية له ولحكومته اليمينية المتطرفة، وهذا كله يؤشر أن القادم مثقل بالأحداث والتغيرات التي برأيي بدأت تعكس المنحنى ضد إسرائيل.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :