facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحرب أو السلام .. خيارٌ يطرحه الأردن على العالم


سامح المحاريق
24-09-2025 12:38 AM

يلقي الملك عبد الله الثاني ابن الحسين كلمة مقتضبة وواضحة في مؤتمر التسوية وحل الدولتين الذي تنظمه فرنسا والمملكة العربية السعودية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومرة جديدة يأتي الخطاب الملكي قصيرًا في دلالتين أساسيتين، الأولى أن الحديث المسهب لم يعد من ورائه طائل في ظل وجود التعنت الإسرائيلي، فالمطلوب هو تقييد النزعة العدوانية الإسرائيلية لا محاورتها أو تقديم المخارج أو الحلول أو استهلاك الوقت في مقاربة أي مبادرة في هذه المرحلة، والثانية، تتمثل في أولوية وقف المجزرة الجارية في قطاع غزة ليكون لأي مدخل آخر معنى يمكن البناء عليه، وعدا ذلك، فالأمر واضح والعالم لم يعد يحتاج إلى الحديث المطول.

يفقد العالم حواسه ويصاب بالتبلد مع استمرار الوضع القائم، فاليد المشلولة عن التدخل من داخل ما يمكن وصفه بالمجتمع الدولي وتلمس المصاب العميق الذي يضرب ملايين الفلسطينيين ويطاول بالاعتداء على دول عربية متعددة، تلحقه حالة من التعامي عن المشاهد التي تضرب كل ضمير إنساني من أطفال وأمهات يطاردهم الموت العشوائي وتنفرد بهم مخالب الجوع والعطش، ومؤخرًا الصمم الذي يبديه للتحذيرات الصادقة التي ترى مصيرًا مظلمًا يخيم على الإنسانية كلها مع استساغة ما يحدث وتخشى أن يلحق بخانة ما هو طبيعي ومقبول.

دائمًا وبصورة جعلته يتقدم إلى تصنيف الثوابت الوطنية الأردنية، يأتي حل الدولتين بوصفه المدخل الوحيد لتحقيق السلام، ولأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعني وجودها عمليًا وصلاحيتها لأن تمثل الفلسطينيين وحقوقهم، وأن تكون النواة للحل الذي لا يمكن أن يختزل في مجرد ترتيبات لإدارة حياة الفلسطينيين وليس تمثيلهم والتعبير عن وجودهم والسعي لتحقيق تطلعاتهم، ولذلك يتوجه الملك ليشكر الدول التي أعلنت تباعًا اعترافها بالدولة الفلسطينية، وهي الخطوة المركزية لبناء التحرك الفعلي لحل الدولتين على الرغم مما تفتحه من أفق جديد للمواجهة مع إسرائيل.

ليس مسموحًا التذرع بالتخوف من إسرائيل وردة فعلها لأنها ببساطة لا تحتاج إلى ذرائع، والمهم هو الاستعداد لجميع الاحتمالات، والملك يخير العالم بوضوح بين الحرب والصراع المظلم والدموي وبين طريق السلام الذي لا يمكن أن يبقى أعرج ومجانيًا، فهو سلام بين دولتين وليس إذعانًا أو استسلامًا لتمكين الفلسطينيين من البقاء على حواف الحد الأدنى من الوجود، فما يطلبه الفلسطينيون ويستحقونه يتخطى ذلك، فهم يطالبون بالعيش بكرامة وفي ظروف إنسانية مستقرة، والأردن يعلن على الدوام انحيازه الواضح والصريح لهذه الحقوق ويعتبرها جزءًا أصيلًا من خطابه ومحركًا أساسيًا لمساعيه، وركنًا من تصوره لأمنه واستقراره ومصالحه، واستجابةً لبنيته الأخلاقية والإنسانية.

الطريق طويل وصعب والتراخي أمام البلطجة الإسرائيلية ليس منتجًا، ولذلك تتأتى الاعترافات المتتابعة بالدولة الفلسطينية لتكون بالفعل بدايةً لتأسيس رمزي وقانوني لما سيتحقق على الأرض مستقبلًا، مهما تصاعدت العدوانية الإسرائيلية وحاولت فرض منطقها المعوج، ففي النهاية، دفعنا طويلًا وكثيرًا لفكرة السلام المختل والمائل لمصلحة دولة الاحتلال، واليوم علينا أن نحدد طريقًا بين حرب ممتدة وسلام حقيقي.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :