facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل اعتدى الفراية على قيمنا؟!!


محمد حسن التل
25-10-2025 06:01 PM

لم أفهم لماذا استغرب البعض وانتقدوا مبادرة وزير الداخلية التي لم تخرج في إطارها العام عما يدور في مجتمعنا من انتقاد لمظاهر الترف التي باتت عنواناً لمناسباتنا الاجتماعية لأفراحنا وأتراحنا، ولم تأت هذه المبادرة خارج إطار معاناة المجتمع من المظاهر التي شوهت قيمنا وتقاليدنا، فالوزير هو ابن هذه البيئة، يشاهد كما كل أردني هذه المظاهر ويسمع الانتقادات لها وكيف أصبحت عبئاً على الناس، بل أصبحت تشكل خطورة على المجتمع، فقد أصبحت المهور المبالغ فيها ومطالب الأهل التي تفوق الواقع والعقلانية تقف حاجزاً أمام قدرة الشباب وأهلهم بعشرات الأضعاف، بدءاً من الجاهة التي كثير من أولوياء أمور الفتيات باتوا هم الذين يحددون العدد، وكلما زاد العدد اعتبر أهل العروس هذا تكريم لهم ولإبنتهم وهذا الاعتقاد غير صحيح ، ناهيك عن المتطلبات الأخرى من الذهب والأثاث، ثم تأتي الطامة الكبرى بحفل الزواج الذي يجب أن يكون بفندق أو قاعة فارهة، زد على ذلك ما يسمى شهر العسل، حيث تحدد العروس أين ستذهب وكم يوم ستقضي، وكل هذا يحمّل الشباب أعباءً ثقيلة لا يستطيعون التعامل معها ، و لا بد من الإشارة أيضا إلى الاحتفال الذي يسبق يوم الزفاف حيث يقيم والد العريس وليمة كبرى مبالغ فيها بمئات المناسف التي تذهب بعد انتهاء الوليمة إلى الحاويات مع وجود آلاف الأسر في مجتمعنا تعاني من الجوع والفاقة..

هذه المظاهر المشوهة باتت تشكل جداراً عالياً يحول بين الشباب والزواج لبناء الأسرة المنشودة لتستمر الحياة، وانعكاس هذا واضح وجلي في الأرقام، حيث ارتفعت نسبة العنوسة بين الفتيات، وبتنا نعايش ظاهرة عنوسة الشباب، وهذا وضع بلا شك يهدد استقرار المجتمع.

لم يتدخل الوزير بمبدأ المهور لأنه يدرك أن هذا من أسس الشرع الحنيف ، بل دعا إلى جعلها في متناول الشباب من منطلق الرواية المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "أقلهن مهوراً أكثرهن بركة".

المرأة لا تقاس قيمتها بقيمة مهرها، فكم من فتاة كان مهرها كبيراً إلا أن هذا لم يحمها من الطلاق، وكم فتاة كان مهرها معقولاً فبنت وزوجها أسرة مستقرة.

لم يكن المال يوماً مقياس لقيمة الإنسان، والمرأة بالذات، فهذه قيمتها باحترامها وتقديرها من قبل الرجل الذي اختارته شريكاً لحياتها.

أما "الاحتفال" في الموت فهذه قصة باتت تثقل كاهل الناس، فتصور يا رعاك الله أن أهل المتوفى مجرد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أو حتى وهو في النزع الأخير تبدأ معاناتهم، كيف سيدبرون تكلفة العزاء، من طعام واستئجار لقاعات أو بيوت شعر وكل المستلزمات الطارئة على مثل هذه المناسبة التي ليس لها علاقة لا بالدين ولا بالقيم المجتمعية الحقيقية الأصيلة، فبدل أن يقوم الآخرون بإطعام أهل الميت_أصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا بصاحبهم_ وهذا نص أو بما معناه روي عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

بات يتحمل الناس عندما يتوفي لهم أحد تكلفة إطعام مئات المشاركين في الدفن والتشييع على مدى أيام ، والأغلب أنهم يظلون يسددون تكاليف وفاة والدهم أو أي قريب لهم على مدى فترات طويلة فما المانع أن يختصر العزاء على يوم واحد .. مع أن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام قبول العزاء ساعة الدفن على القبر فقط..

زمان، كان الناس يتسابقون في إكرام "المجبرين: لأيام طويلة، تصور أن أحدهم توفى والده أو أمه فيقوم هو بإعداد الطعام للآخرين، اليس هذا فيه قمة العيب بحق مجتمعنا، وضرباً لعاداته وتقاليده الحميدة.

الوزير الفراية لم يعتد على قيمنا الأصيلة ولم يخرج عما نطالب به جميعاً، وهو لم يرد من الأفكار التي طرحها أن يتدخل في القواعد الشرعية أو ما تأسس عليه مجتمعنا من عادات وتقاليد محمودة، بل دعا إلى جعل هذه الأفكار أو الإصلاحات إن جاز التعبير أساساً لإعادة النظر بكل الانحرافات التي اقتحمت مجتمعنا وشوهت كثير من مساحاته التي كانت أنموذجاً في الرقي والتعاضد بين الناس في هذا البلد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :