من وادي السلط إلى منابر التنوير "سيرة الراحل محمد العطيات في فيلم وثائقي"
28-10-2025 11:49 PM
عمون - ريم العفيف
لا ثروة في الدنيا تعادل ثروة المعرفة"، بهذه العبارة افتتح المخرج معين القيسي فيلمه الوثائقي الذي يوثق سيرة الراحل الحاضر فينا الدكتور محمد العطيات.
يستهل الفيلم مشاهده بمشهد تمثيلي يصور طفولة العطيات حين كان يرعى قطيع الماشية لوالده وهو في السادسة من عمره، وهو المشهد الذي أثار دهشة مدير مدرسة السلط آنذاك الأستاذ حسني فريز، إذ رأى في ذلك الطفل ملامح الإبداع وبذور التميّز المبكر.
يبرز الفيلم انتماء العطيات العميق إلى مدينة السلط مكانًا وبيئةً، خاصة وادي السلط الذي شهد نشأته الأولى، واعتزازه بمهنة رعي الأبقار والأغنام التي كانت جزءًا من هويته الريفية الأصيلة.
“في ريف وادي السلط مهد طفولتي... أنا من صميم عشيرة الرعيان."
ويروي الفيلم بتسلسل جميل ودقيق محطات حياة الدكتور العطيات، حيث أبدع المخرج في توزيع السرد بين مشاهد تمثيلية وأرشيف مصوّر، مدعومًا بلقطات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، ومقابلات مع أشخاص عايشوه أو تتلمذوا على يديه، ما أضفى على العمل صدقًا وعمقًا وتوثيقًا حيًّا للأحداث.
كما يتناول الفيلم بداياته الشعرية، منذ قصيدته الأولى التي عبّرت عن الثورة الجزائرية، حيث قال:
"تضرج بالدماء مليون ثائر
على صفحات أرضك يا جزائر"
وتتوالى القصائد التي كتبها خلال حرب الاستنزاف، حين تعرّض وادي السلط لغارات إسرائيلية، فكتب شاعرًا ومقاومًا ومدافعًا عن حاجات الناس، وداعيًا إلى الوحدة والتكافل الاجتماعي، فقال:
"السلط أرضعت دم الشهيد رجولة
وحنت عليه بأطيب الألبان"
وفي ختام الفيلم، يظهر عشق العطيات وهيامه بالسلط، التي وصفها بـ"قبلة التنوير ودفة ربان العلم"، في إشارة إلى مدرسة السلط الأساسية والثانوية التي درس فيها ودرّس بها، وخرّج منها مئات الأجيال، ليُضرب به المثل في الرواية الاجتماعية والوطنية.