facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"في مرمى البصر" لمفاضلة .. تحولات الزمن على سطح التصوير والتعبير


01-11-2025 04:30 PM

عمون - حين يصير العمل الفني سطحًا موشومًا بعلامات الزمن وتحولاته التي تحفر، عميقًا، في جسد المكان وذاكرته، نكون أمام سطحٍ مفتوحٍ على الحوار بين المادة وترسبات الأثر على سطح التصوير والتعبير. وهو الحوار الذي تسحبنا معه أعمال معرض الفنان والناقد التشكيلي غسان مفاضلة "في مرمى البصر" الذي افتتح الخميس الماضي في المركز الثقافي الملكي برعاية وزير الإدارة المحلية المهندس وليد المصري.

تُعدّ أعمال هذا المعرض امتدادا لأعمال معرضه السابق "أثر على أثر" الذي نظمه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة العام الماضي. وعلى الرغم من التقاطع الشكلي لأعمال المعرضين مع سياقات التشكيل المعاصر، إلا أنها تذهب في توجهاتها وكشوفاتها، نحو اختبار إمكانات تحويل "الأثر" بوصفه إشارة وعلامة، إلى تلك المساحة التي يصبح معها المرئي تجسيدا للمتع الحسية والتخيلية، انطلاقاً من تحولات المادة، وانفتاحها على المقترحات الجمالية والتعبيرية في محيطھا الواقعي والتخيّلي، على حدٍ سواء.

تذهب أعمال التي توزّعت موادها وتقنياتها على نحو 30 عملًا فنيًّا بين أعمالٍ جداريّةٍ ونحتيّةٍ، للتأكيد على الإمكانيّات التي يتفرّد بها الفن في الكشف عن رواسب الأثر الجمالي في المرئيات المنسية والهامشية. وهو في تأكيده على تلك الإمكانيات التي يحوزها الفن، لا يكتفي بما يشيعه فيها من متع جماليّة وتعبيريّة فقط، بل يجعل من المرئيات، نفسها، محفزاً للحوار المفتوح بين المتلقي والعمل الفنّي.

الصدأ، وتشقق جدران المباني، وتساقط طبقات الطلاء عن المعادن، ونمو الفطريات على الصخور والأشجار، وتآكل سطوح الأخشاب، والتغضّن والتفسّخ والتآكل في نسيج المرئيات التي يعتمل فيها تأثير الزمن ويخترق لحظتها الراهنة؛ جميعها تصبح، حين تكون "في مرمى البصر" موضوعًا لتمثلات "الأثر" وتقمصاته في الطبيعة والفن على السواء.

وعلى الرغم من الإبهام والالتباس اللذين يحيطان بمفهوم الأثر (سواء أشار إلى ما يمكث في المكان، أم دل على حركة الصيرورة الإبداعية عند نشأتها) إلا أنه يظل في جميع أحواله، يحوم حول تلك التخوم التي تشير إلى إمكانيّة تذويب المسافة بين الحضور والغياب، وبين الرؤية والتعبير. وهي المسافة التي لا ينفك الفن، عادةً، عن ترويبها بالحلم والمخيال.

يقول مفاضلة بخصوص مسعاه وتوجهاته في أعمال معرضه "لا أسعى في أعمال هذا المعرض إلى تقليد الأثر في محيطه البيئي، أو محاكاة ارتساماته وتشكلاته على هذا النحو أو ذاك، بقدر ما أسعى إلى بناء "أثرٍ على أثر". فالفن لا يغدو، وفق هذا المسعى، سوى ذلك الإنشاء الذي لا يكف عن تشييد بنيانه من تراكمات الأثر وارتساماته التي سرعان ما تصبح في مرمى البصر، وعلى مرأى من الجميع".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :