وفاة الشيخ عبدالعظيم سلهب .. رمز الثبات والصمود في الأقصى
13-11-2025 07:27 PM
عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى، الخميس في مدينة القدس، سماحة الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف وأحد أبرز العلماء والقضاة الفلسطينيين الذين كرّسوا حياتهم للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لعقود من العمل الديني والقضائي في القدس والضفة الغربية.
وشغل الفقيد خلال مسيرته منصب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، ورئيس المحاكم الشرعية، وكان من أبرز الشخصيات المقدسية التي حملت همّ القدس والمسجد الأقصى، ودافعت عنهما بالكلمة والموقف والعمل.
وعُرف الشيخ عبد العظيم بسيرته الطيبة، وتواضعه الجم، وحرصه على وحدة الصف وخدمة الناس، فكان مرجعاً في الملمات، وصوتاً للحق، ووجهًا من وجوه الخير والعطاء، وكما عُرف الشيخ الراحل بمواقفه الصلبة في وجه سياسات الاحتلال الإسرائيلي ومناهضته لمحاولات تهويد المسجد الأقصى.
ولد الشيخ عبد العظيم سلهب في مدينة الخليل عام 1946، ودرس المرحلة الأساسية في المدرسة الإبراهيمية، والثانوية في مدرسة الحسين بن علي، وحصل على الثانوية العامة عام 1964، ثم نال درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الأردنية عام 1968 في فوجها الأول، وتتلمذ على يد عدد من العلماء، أبرزهم الشيخ عبد العظيم جودة فياض الصوفي.
بدأ سلهب مسيرته العملية موظفاً في المحاكم الشرعية، ثم تولّى مناصب عدة منها رئيس كُتّاب المحكمة الشرعية في القدس، وقاضٍ شرعي في أريحا ونابلس والخليل والقدس، وعضو في محكمة الاستئناف الشرعية، كما تولّى أعمال قاضي القضاة في القدس منذ عام 1998.
وانتُدب عام 1989 لمنصب مساعد الأمين العام لشؤون الضفة الغربية في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، ثم مساعداً للأمين العام لشؤون القدس، إلى جانب عمله قائماً بأعمال قاضي القضاة.
وعُيّن لاحقاً عضواً في مجلس الأوقاف في القدس لدورات متعاقبة، قبل أن يتولى رئاسته، كما شغل عضوية ورئاسة عدد من مجالس الأمناء في مؤسسات تعليمية ودعوية في القدس، منها كلية الدعوة وأصول الدين، ومدارس الإيمان، وجامعة القدس.
وساهم الشيخ الراحل في إدارة مشاريع إعمار المسجد الأقصى المبارك بالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية ولجنة الإعمار، وشهدت فترة رئاسته إنجازات كبيرة شملت تبليط المصلى المرواني ومصلى الأقصى القديم، وترميم قبة الصخرة المشرفة ومآذن المسجد والمدارس التاريخية المحيطة به، إلى جانب إقامة المرافق العامة للمسجد.
ويُعد رحيل الشيخ عبد العظيم سلهب خسارة كبيرة للقدس والمقدسات الإسلامية، إذ ترك إرثاً دينياً ووطنياً غنياً في خدمة الأقصى والدفاع عن هويته العربية والإسلامية.