مقال العين السابق الدكتور طلال الشرفات مليء بالأسئلة والألغاز المتعلقة بالعلاقة بين الأحزاب ونوّابها، وكأن أمر جلل قد حدث، وكل الأسئلة المطروحة من رجل قانون محترف ومتمرس في العمل الحزبي تلقي بظلالها على تلك التساؤلات التي لا يمكن فكّ شيفرتها او سبر غورها الا بمراجعة الأسئلة النيابيّة ومضامينها، ومدى تعلقها بالثقة العامة التي يعي الشرفات معانيها بعمق في الإطار السياسي والقانوني.

الشرفات سياسي حذق، ويبدو انه يريد ايصال رسائل عميقة الى المؤسسات الرقابيّة والبرلمانية والسياسية والحزب دون ان يضطر الى تفسير تلك الأسئلة الخطيرة؟

الإشارة الى مصالح قادة الأحزاب الفردية ومدى تعارضها مع فلسفة العمل الحزبي المؤسسي تشي بأن ثمة تدخل من قادة حزب معين مع نائب يمثل ذلك الحزب لثنيه عن توجيه سؤال او استجواب او سحبه من اوراق المجلس.

الحديث عن القائد الحزبي ومتولي السلطة وأشخاص قارفوا السلطة وغادروها دون وداع مصطلحات ذكيّة ودقيقة تؤشر ان هؤلاء المتدخلين مع نائب ما او نؤّاب هم من العيار الثقيل الذين استدعى المقال الإشارة لهم بهذا الأسلوب من التورية الموجعة التي يبدو من خلالها الجهات ذات الشأن الى متابعة هذا الأمر دون ضجيج او ملاسنات لا تفضي الى شيء.

بات واضحاً ان ثمة تفاعلات او تداعيات لأسئلة نيابيّة تلوح في الأفق، ولنرى ماذا سيحدث.