مثلما أنت في الداخل، كذلك أنت في الخارج
د. آمنة الريسي
17-12-2025 11:49 PM
مثلما أنت في الداخل، كذلك أنت في الخارج..
ولكن العقل يرفض تصديق هذه الحقيقة عن الذات، فيلجأ لخلق صورة للذات في الخارج متناسبة مع قبول المجتمع ..
ومن هنا يبدء الصراع. ما بين الحقيقة المدفونة في أعماق الذات، وما بين الصورة التي تتشكل في الخارج لتتوافق مع متطلبات المجتمع ..
كلما كنت أقرب لعمقك ولحقيقتك مهما كانت مؤلمه، كلما كنت أقرب لكونك إنسان .
وكلما انفصلت عن العمق وذهبت للخارج، كلما كنت أقرب لعقلك وبالتالي أقرب للصراع.
صراع يحاول من خلاله عقلك منحك واقع ليس لك وصوره ليست لك. أنت تدخل في صراع مع عقلك محاولاً إقناعه أنك تمتلك أمر في حقيقة أعماقك أنت لا تمتلكه.
فيلجأ الشخص للعلاقات الكثيرة وللإنغماس في أشياء كثيرة تنسيه تلك الحقيقة العميقة المؤلمة.
ولو حاولنا تذكيره بما يحدث بداخله، لأصدر سلوكيات وعواطف وانفعالات بها درجه عالية من المقاومة. لن يسمح لأي أحد أن يرجعه لذاك المكان.
في المقابل، من هو ملتصق بعمقه وبحقيقته ويعيش الخارج متوافق مع ما يحدث بالداخل، هذا الشخص يعيش من الآلم الشي الكثير. ولكنه ألم يتولد منه الفن والإبداع والتغيير والتطور الحقيقي .
ما هو منعكس في خارج هذا الشخص وليد قصة عميقة تحدث في أعماقه. قصة أصرار أنه لن يقبل أن يكون إلا هو.
ولكن للأسف مثل هؤلاء الأشخاص غالباً لا يقبلهم المجتمع، لأنهم بكل بساطة حقيقيين.
لأنهم يعكسون للأخرين الحقيقة التي يهربون منها.
لأنهم مرآة من خلالها يشاهد الآخرين ذلك العمق الذي هربوا منه.
* المستشار د. آمنة الريسي