عمون - دولة المرابطين كانت حركة إصلاحية إسلامية نشأت في الفترة ما بين 1056 و1060م واستمرت حتى عام 1147م، في القرن الخامس الهجري. أسس هذه الدولة عبد الله بن ياسين الجدولي، وقامت بنشر الدعوة الإسلامية والتحكم في مناطق مثل المغرب وموريتانيا وغرب الجزائر والأندلس.
تميزت دولة المرابطين بالدعوة إلى الإصلاح الإسلامي، حيث قام بن ياسين بتدريب المرابطين على قواعد الجهاد والشريعة الإسلامية. نجح في جذب القبائل المحلية وتنظيمها للجهاد، وهكذا تشكّلت الحركة التي أطلق عليها اسم "المرابطين". قادها يوسف بن تاشفين لتحقيق فتوحات إسلامية في مناطق متعددة.
توسعت دولة المرابطين من موريتانيا إلى بلاد غانة والصحراء الغربية والمغرب وغرب الجزائر ومراكش. كانت لها علاقات تجارية ناجحة واستقرار في مناطقها، ما ساهم في جذب القبائل المختلفة نحوها.
أحد أهم إنجازات دولة المرابطين كان توحيد مناطق بلاد المغرب تحت إمارتها، بفضل الاستفادة من الخلافات بين القبائل المحلية وتحالفها مع بعضها ضد الأخرى.
اعتمدت دولة المرابطين نظامًا سياسيًا يعتمد على مفهوم أمير المسلمين، حيث كان الأمير القائد الأعلى وكانت الحكومة تخضع لأوامره. كان لديها قضاة بصلاحيات كبيرة ونقودها الخاصة (الدنانير السجلماسية).
اشتهرت دولة المرابطين باستخدام أسلوب فريد في الحرب، وهو نظام الرايات والأعلام. استخدمت هذه الرايات لتخويف العدو وتحفيز جيوشها.
مع مرور الوقت، ظهرت تحديات اقتصادية واجتماعية تؤثر على دولة المرابطين. تزايدت الأوبئة والجوع والفقر، وفي عام 532هـ، نشبت أزمة اقتصادية خانقة. خلال هذه الفترة، ظهرت حركة الموحدون بزعامة المهدي بن تومرت وعبد المؤمن بن علي، وقاموا بالقضاء على المرابطين وإنهاء حكمهم.
بالتالي، دولة المرابطين تُعدّت حركة إصلاحية إسلامية مهمة نشأت في مناطق متعددة، لكنها تواجهت مع الزمن بتحديات تسببت في انهيارها على يد الموحدون.