facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عالم اليوم غابة تحكمه عصابة


د. عاكف الزعبي
15-01-2024 11:34 AM

غابة لا اكثر هو العالم اليوم في مطلع الفيته الثالثة، تتحكم في مقاليده القوة الغاشمة وإثرائها من الشعوب المنهوبة. وان كان هذا حال العالم عبر تاريخه الطويل الأ ان حاله اليوم هو الأشد وطأة وقد تحول الى الشر بعينه. يحدث ذلك في ظل انفتاح عالمي غير مسبوق بفعل الثورة الصناعية الرابعة وثورة الاتصالات الكاشفة، وتسلم قيادة العالم لما يفترض انها دول مدنية ديمقراطية صاحبة ثقافة عملية تنويرية تؤمن بقيم الحرية والتعاون الدولي وحقوق الانسان.

منذ أن فتحت المجتمعات البشرية عيونها على الحياة وثنائي القوة والثروة تبسط سطوتها على العالم . وبقي الحال على حاله بعد ان نشأت الدول وتطورت. دول قوية وثرية مهيمنة تملي ارادتها وتفرض ما تشاء من صيغ العلاقات مع الدول الأخرى تحت تلويح صريح أو مبطن بالوعيد والتهديد . فلم تعد الحروب تضع اوزارها قط، لا تكاد تغيب حتى تطل ثانية لتلقي بظلالها المتوحشة من جديد.

التفوق في القوة والثروة لدى الغرب الصناعي الرأسمالي ومواطنه ذي البشرة البيضاء، ونشوة الشعور بهذا التفوق والرغبة الجامحة في ادامته، هو ما يؤجج عدوانه على الدول الأخرى وشعوبها في التاريخ الحديث والمعاصر، سعياً لإدامة تخلفها ونهب ثرواتها إستعماراً وإستيطاناً وإلحاقاً سياسياً واقتصادياً. وليت ذلك كان ليردعها عن التنكر بلباس الفضيلة نفاقاً، والتمسح بموروث الغرب وتقاليد الرجل الابيض في القرون الثلاثة الأخيرة بعد أن خاض فضاءات العلمانية والليبرالية والديمقراطية .

لعنات كثيرة جرتها دول الغرب على الشعوب الأخرى أهمها في القرنين الماضيين في ظل سياق مظلم تحت وطأة جبروت وإرهاب قوتها المتوحشة، وشراسة تنافسها للاستحواذ على ثروات الشعوب في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. فقد أبيدت شعوب أمريكا الشمالية وأستراليا، واستعبدت شعوب افريقيا، وخضعت شعوب بلاد أخرى للاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري والتهجير في الجزائر وجنوبي افريقيا وفلسطين. وأوجعت الملايين من شعوب العالم بحربين كونيتين خلال أقل من ثلاثين عاماً لتعيد تقسيم العالم واقتسامه وفقاً لخارطة استعمارية جديدة.

ومع توحش الرأسمالية بعد أن وصلت إلى أعلى مراحلها في دول الغرب، انتقلت القوة الانتخابية من أيدي الناخبين إلى قوى النفوذ المالي والإعلامي والشركات الكبرى والمجمع الصناعي العسكري، التي أصبحت أقوى المفاتيح الانتخابية وصاحبة القرار في تصنيع النخب القيادية وتسويقها وتسليمها مقاليد الحكم خدمة لمصالحها داخل دولها، ثم لتسخير دولها أيضاً لخدمة مصالحها في باقي دول العالم. وهكذا تتمدد عصابات الحكم في دول عالم الغرب لتحكم العالم جميعاً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :