نهج واحد قاد الى ذات النتائج خلاصة ما إنتهت اليه التجربتان الناصريه في مصر وولاية الفقيه في ايران . شعارات سياسيه وشعبويه وكبيرة غير قابله للتحقيق ، ومواجهات مفتوحة غير مدروسه وفي غير اوانها مع القوى الغاشمه المهيمنه على النظام السياسي الدولي. وزاد على ذلك إفتقار كل من التجربتين للحكمة والمرونة السياسيه في ادارتها لعلاقاتها مع دول الاقليم العربيه ما أدى الى استعدائها الذي ارتد مكلفاً عليها.
افتقار الادارة للأهلية السياسيه والرؤية الواضحه في التجربتين كان نتيجة طبيعية لقصور في الثقافه العامه ، وضعف في التجربة السياسية ونقص في المعرف والخبرات . وهو ما انعكس بوضوح على طريقة تفكيرها وخططها وردود افعالها التي اعطت خصومها فرص إجهاض جهودها غير الواقعيه والصادميه باكثر مما ينبغي وبأعلى مما يستوجب واقع الحال في ظل موازين القوى على المستوى الدولي العربي منه بشكل خاص .
لم يكتف عبد الناصر بمغالبة لا فرص لنجاحها مع الغرب المهيمن فقاد مغالبة اخرى مع قادة وانظمة الدول العربيه على العكس مما كانت تقتضيه الحكمة والمرونة السياسيه خدمة لمصالح مصر وتجنباً للخصومات المعيقه لبناء قدراتها . فراح يصفها بالدول الرجعيه والعميله ويجاهر في الدعوة الى اسقاط انظمتها والتخلص من زعمائها وتدبير الانقلابات فيها بينما كان الاجدى ان يبذل جهده لاقامة علاقات اقتصاديه وتجاريه مفيدة معها على قاعدة من علاقات سياسيه طبيعيه تستبعد عداءها والابقاء على الحد الادنى من التعاون معها أو ضمان حيادها على اقل تقدير .
خطيئة عبد الناصر السياسيه ذاتها أصر ان يكررها الولي الفقيه في سياستة الدوليه بل وتكرار نسخة مواقف عبد الناصر ذاتها مع جيرانه العرب وباشر تصدير الثوره للدول العربيه وزاد عليها متعاوناً في ذلك مع ابناء الطائفة الشيعيه وحدها في تلك الدول رغم ما يحمله ذلك من حساسيات ومخاطر لا داعي لها .
دعونا نتساءل هل يمكن لمجموعة من صغار الضباط القادمين من بيئة زراعية ريفية في صعيد مصر وجميعهم برتب صغيره لا يختزنون اي تجربة يعتد بها ويقودهم اكبرهم وهو برتبة رائد وعمره 32 ربيعاً ان يعرفوا الطريق لبناء دولة ؟ لذلك ساروا فعلاً بايديهم إلى نهاية احلامهم واحلامنا في هزيمة الخامس من حزيران 1967 .
أو هل يمكن لمجموعة من رجال الدين الذين يعيشون بذكريات ما قبل 1400 سنه ويسعون لنظام سياسي ديني يقوده ولي فقيه أو إمام معصوم ان يفعلوا غير ما فعلوه من افقار لشعبهم للأنفاق على تصدير الثورة ومعاداة الدول العربيه واقلاق لبنان والنهاية المؤلمة لحزب الله ودفع سوريا الى الخراب ؟ لا بل تصوروا انهم ذهبو لبناء السلاح النووي قبل ان يتزودوا بدفاعات جويه حديثه قادره على حمايته . اما كان أولى تطوير برنامجهم الصاروخي والتزود بسلاح جوي فعال من طائرات ودفاعات جويه وبنصف قيمة برنامجهم النووي أو أقل؟